عاد الشيخ.. متى تعود دارفور؟!
مضى أبريل أبريلان
والعنزان تنتطحان في أنَّى
سراب أم حجر
عشب طري أم شرر
هذا الخريف
تغير الديكور خلف عباءتين
فصفق الديكور للجمهور
واشتعل المطر
*صحيح أننا قد أنفقنا زمناً طويلاً نتساءل على إثر مفاصلة الإسلاميين، سراب أم حجر..
عشب طري أم شرر! أكثر من رمضان قد مضى والأسئلة تراوح مكانها، كما الكتيابي في رائعته هذه.
*ثم هذا الخريف، تغيَّر الديكور خلف عباءتين، عباءة الشيخ حضوراً ليلة تعبئة خطاب الرئيس، فصفق الديكور للجمهور واشتعل المطر، واحتدمت القراءات والتساؤلات بل و(التسولات) أيضاً، هل انتهت اللعبة! واللعبة في أدب الإسلاميين هي (الخطرة) وفي أدب الآخرين توصف بالقذرة!..
*والآن حصحص الحق، سيسجل التاريخ عبقرية هذا الابتكار الفكري، أن تسيطر على الحكومة والمعارضة في وقت واحد! وفي نهاية المطاف أن العبقري كمال عمر الذي حمل لواء (إسقاط الحكومة) يسقط المعارضة ولا تهتز له شعرة! في لحظة فاصلة وفارقة يحمل الرجل حقائبه ويرحل ويرتد السهم على أصدقائه (مجرد مغفلين نافعين)!
*وإذا تحولنا وتحورنا حول حكاية (شيخ مؤمن) التي يدير فعالياتها وسيناريوهاتها بإمتاع صديقنا الشاعر على محمد يسن.
*ذلك لنفترض شيخاً آخر غير شيخ حسن الذي يستعصم بالصمت، لنسأله عن بعض الفصول الغامضة في تراجيديا هذه الحكاية..
*شيخنا مؤمن.. إذن ماذا تفسر لنا ارتباط أزمة دارفور بمفاصلة الإسلاميين، بحيث أن كثيرين يؤرخون لأزمة دارفور بأنها أزمة الإسلاميين!
ثم يلحقونها بتصريح موثق لشيخ حسن يقول فيه (بإمكان المؤتمر الشعبي تسوية أزمة دارفور في يومين اثنين) ثم كل ذلك يربط بدمغ نسخة حركة العدل والمساواة كما لو أنها الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي.
*وفوق كل ذلك الاصطفاف والاحتشاد الكبيرين لأبناء الإقليم حول الشيخ!
*اعتاد شيخ مؤمن، في رواية علي يسن، إذ استعصى عليه أمر أن يأمر مريديه بإشعال المزيد من البخور وطرق الطبول وتجويد الرقصة.. ولا زلنا ننتظر إجابة من شيخ مؤمن!
*على أية حال، هنالك شواهد كثيرة تقول بأن (أزمة مفاصلة الإسلاميين) كانت حقيقة، وفي المقابل أن هناك شواهد أكثر تقول بأنها (مسرحية القرن).
*غير أن الذي يهمنا هنا كسودانيين وليس كإسلاميين فحسب، هو شروعنا بالاحتفال ببداية نهاية أزمة إقليم دارفور قبل الاحتفال بعودة شيخ حسن أو عودة الحكومة ومؤتمرها لا فرق.
*وذلك على الافتراض القديم الجديد، بأن كروتاً مهمة من كروت هذه الأزمة هي بيد شيخ حسن، حسب تلك التصريحات المنسوبة إليه منذ وقت طويل.
*فالذي أصعب من مفاصلة الإسلاميين، هو هذه الفصول المحزنة في كتاب أزمة دارفور.
*(وصدقوني) إذا ما عادت لدارفور سيرتها الأولى، فإن كل أمور البلد ستستقيم.
*غير أن الشيء المؤسف جداً في الممارسة السياسية السودانية، هو أن المعارضة دائماً لا تتصرف (كحكومة مفترضة) وبديلة، فلو كانت معارضاتنا عبر كل الحقب تستشعر هذه القيمة لتحالفت مع الحكومات في إيجاد حلول للقضايا القومية المركزية.
*فيفترض أن كل الأحزاب المعارضة تستهم في عملية سلام دارفور على سبيل المثال، ذلك لكونها (أزمة وطن) وليست (أزمة نظام)، فغداً ستتحول المعارضة إلى خانة الحكومة، وستواجه بالأزمة التي صنعتها بالأمس! وللحديث بقية..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي