تُجّار الأوبئة..!!
: يُحكى أن عمنا الريفي كان قد عجز عن تسويق جردقته بالمدينة، فلجأ إلى وسيلة ذكية.. جمع أهله، ثم طلب منهم التوجُّه إلى أكبر محل تجاري بالمدينة، وسؤال صاحبه إن كان يبيع الجردقة.. وتوافدوا إلى المحل يسألون، واحداً تلو الآخر: (عندك جردقة؟).. ظَلّ صاحب المحل يستنكر طلب الزبائن في بادئ الأمر، ثم احتار حين تزايد الطلب، ثم وعدهم بتوفيرها.. فجراً، ذهب الريفي إلى ضحيته، صاحب المحل، وعرض عليه (لوري جردقة)، فاشتراها بأعلى سعر.. وهكذا تخلّص الريفي من (بضاعته)..!!
:: وتقريباً، لبعض ذوي النفوس المريضة بضاعة – كما جردقة الريفي – كاسدة، ويسعون إلى تسويقها بحيلةٍ ماكرةٍ في زخم “كورونا”، وذلك باستغلال توجُّس البُسطاء وخوفهم من هذا الوباء، إذ يطرحون بضاعتهم الكاسدة كدواءٍ للوباء.. امتلأت الأسواق – وخَاصّة في عواصم الولايات وأطراف المُدن – بالدجالين الذين يُروِّجون للقرض والثوم وأنواع من الزيوت وغيرها، باعتبارها دواءً لوباء “كورونا” أو للوقاية منها..!!
:: وأذكر حملة نفّذتها شرطة المباحث والأمن الاقتصادي ومجلس الأدوية وحماية المُستهلك ووزارة الصحة الولائية قبل أشهر، وكان حصادها عيادة بلا ترخيص، مراكز علاج بالأعشاب بلا ترخيص أيضاً، عيادات تُدار بواسطة أطباء مُزيّفين، مُكمّلات غذائية مُنتهية الصلاحية، أعشاب علاجية غير المُسجّلة، كريمات مُنتهية الصلاحية، وأخرى تم كشط تاريخها واستبدالها بديباجات سارية المفعول.. وغيرها من مصادر الموت، أي كما “كورونا”، والخوف من “كورونا” يُرغم البُسطاء إلى التدافع لشراء ما يعرضون بأغلى الأسعار.. وهكذا..!
:: البؤساء يخدعون البُسطاء.. وفيهم من يفعل ما فعله السواد الأعظم من الصيادلة وأصحاب شركات الأدوية في ليلة الإعلان عن حالة إصابة.. نعم، ما أن أعلن وزير الصحة عن حالة إصابة، تدافع المُواطنون إلى الصيدليات لشراء الكمامات والمُعقّمات والمُطِّهرات، فرفعوا أسعارها إلى خمسة أضعاف ما كانت عليها قبل إعلان تلك الحالة.. تُجّار الأمراض كما تُجّار الحروب، لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم، وهذا مُوسم جمع السُّحت الذي فيه يتنافسون، وعلى المُواطن أن يكون يقظاً وفطناً.. فالنظافة هي الوقاية، ولا دواء إلا بأمر الطبيب..!!
:: وكما يضل هؤلاء البسُطاء، فإن بعض وسائل الإعلام أيضاً لا تقل سوءاً وتضليلاً.. فالوباء خطير، ويجب تناوله بجدية، حتى لا يصبح البسطاء ضحايا التضليل ثُمّ يصبحوا من ضحايا الوباء.. وعلى سبيل المثال، لقد أحسن وزير الإعلام والثقافة عملاً بتوبيخ قناة الجزيرة على تغطيتها غير المسؤولة لأخبار “كورونا” في بلادنا.. استضافت القناة بعض السُّذّج، فتحدّثوا بجهالة.. زعموا بأن وصول الفيروس إلى السودان من المُستحيلات لارتفاع درجات الحرارة، وزعموا أنّ المانجو يُعالج الوباء و… و… الكثير من الخُزعبلات..!!
:: فالزملاء بقناة الجزيرة إمّا لا يعلمون مخاطر هذه التغطية (غير المسؤولة)، أو يعلمونها جيّداً ويتعمّدونها لشئٍ في (نفس يعقوبهم).. وأيّاً كان، فهذا غير مقبولٍ.. قطر لن ترضى أن تنصب قناة السودان أو النيل الأزرق أو سودانية 24 – أو حتى الجزيرة ذاتها – كاميراتها في شوارع الدوحة وتنقل مُباشرةً كل ما هو مُهدِّد لسلامة المُجتمع القطري.. وبلادنا كما قطر تحرص على سلامة شعبها، فعلى الجزيرة أن تعمل بمهنيةٍ ومسؤوليةٍ أو على الحكومة إغلاقها لحين تجاوُز شعبنا مخاطر “كورونا”.. للحُريات شروطٌ، ومنها احترام حق الشعب في الحياة..!!
الطاهر ساتي
الصيحة
الأخ الأستاذ الطاهر ساتي لك التحية
والله يا أخي ان هذا البلد الذي يسمى السودان لا يوجدد نظير له في العالم. سبحان الله أذا دخلته عالم ستتحول إلى اجهل الجهلاء إذا دخلته أخصائي طبي فأعلم أنك بعد سنة ولا أقل ستتحول لمستوى مساعد طبي بالقديم. إذا تتكلم الإنجليزية بطلاقة أكثر من أصحابها أنفسهم فتأكد بعد كم شهر ستجد نفسك لا تجيد أي لغة. إذا كنت تأكل بالشوكة والسكين فتأكد بعد كم شهر كده ستجد فسك غامس يدك لكوع. وأغرب بلد حيث أن الجهلاء وعديمي المعرفة والفاقد التربوي من الجنسين هم من يقودوا المجتمعات وهم ما يحددون ماذا تأكد وماذا تلبس ما هي الكلمات والمصطلحات التي يجب أن تتحدثها. مثلا هناك دعاية في التلفزيون لزيت ولا شامبو ما بعرف لعلاج الصلع تقول أن شعرك سوف ينبت بعد عشرين دقيقة. لا التلفزيون من تلقاء نفسه قال يا جماعة ده حرام لأن البلد نسبة الأمية فيها 70% والناس ممكن تصدق أي دعاية في السودان ولا جمعية حماية المستهلك تصدت لها ولغيرها من الدعايات المتعلقة بالأعشاب والطب النبوي والدجل والشعوذة والمدارس والكليات – ممكن أفهم أن التلفزيون لا يمكن يستمر بدون دعايات لأنها مصدر أساس من مصادر التمويل فأين وزراة الثاقفة وأين حماية المستهلك وأين وزارة التربية والتعليم وأين وزارة الصحة من هذا الدعايات. يا جماعة أتقوا الله ان هذا الشغب أغلبه أميين وعندنا في السودان أن أي شيء يعرض في التلفزيون فهو صحيح وحقيقي.