رأي ومقالات

شمارولوجي !!!


• زعم أحد “فواكه المجالس” أنه لو جاءته ليلة القدر فسيطلب أن يدخله الله الجنة ومعه “فردته فلان” وأن يكونا مع أوائل الداخلين” ! فسُئل : إشمعنى إنت وفردتك ؟ ومع أوائل الداخلين ؟ فقال : همّنا أول ما ندخل الجنة ونَبِل ريقنا ، نشوف لينا كراسي ونقعد جوار باب الجنة عشان نشوف الدخل منو والما دخل منو ! ونتاوق نشوف الناس المودنهم النار وكانوا عاملين لينا قلاقل في الدنيا ! تخيلوا معي هذا التفكير وهذه الدرجة المميتة من “الشمارولجي” !.

• طلب هشام بن عبد الملك من الأعمش أن يكتب له مساوئ عثمان بن عفان ومناقب علي بن أب طالب .. فكتب له : “بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فلو كان لعثمان مساوئ أهل الأرض جميعا ما ضرتك ، ولو كان لعلي مناقب أهل الأرض جميعا ما نفعتك ، فعليك بخُويصة نفسك ، وإياك أن يكون شغلك الشاغل عيوب فلان وزلاته فإنك لا تُحاسب عليها ، وحسنات الناس لأنفسهم لا لك” .
• وواصل الشاعر الأعمشُ في رسالته للخليفة الأموي يقول “فاشغل نفسك يا ابن عبد الملك بإصلاح عيوبك والتوبة من سيئاتك وزيادة حسناتك ، فهي الباقية لك في كتابك ، فعلامة خسران العبد إنشغاله بعيوب الناس ، ولك مني الإحترام والسلام” .. هل تخيلتم المشهد ؟ هذا الخليفة يسأل شاعرا عن ذي النورين عثمان والكرار علي رضي الله عنهما ، فيجيبه الأعمش بهذه الجزالة والصدق والوضوح .

• البعض “يموت في الشمارات” ويعشق نقل الكلام ! قد يكون مريضاً يجد قيمته وأهميته في أن يكون مصدرا للأخبار ومحطاً للإهتمام يلتف حوله الناس ! وقد يكون تاجرا “جامعاً للخبارات” ! أو “ناجراً للشمارات” وبارعا في خلط الحق بالباطل وتبهير الكلام وتسويقه للعامة ! إتقوا الله في أنفسكم ، فالناس يُكبُّون في جهنم جراء حصائد ألسنتهم ، لسانك حصانك ، وكم من كلمة تخرج كطلقة مسمومة ، وبعد خروجها لا ترجع يبقى أثرها على مدى الدهور والأيام !

Mohammad Tabidi
عسل أزرق – (الدار)
٤ أبريل ٢٠٢٠م