الفاتح جبرا

مشكلة مااافي


والثورة المجيدة تختتم عامها الأول تصر عناصر (النظام المباد) على مواصلة هجمتها الشرسة في محاولات يائسة من أجل جر عقارب الساعة إلى الوراء وعودة نظامهم البغيض بعد أن قامت بتنظيم صفوفها مستفيدة من مناخ الحريات والوضع الديموقراطي (لا إعتقالات) لا (بيوت أشباح)، ومن يقرأ أو يستمع لفلولهم لا يملك إلا أن (يتحسبن) ويستغرش من (قوة العين) و (الوقاحة) العجيبة التي تتسم بها هذه الأقوال وهل هنالك قوة عين أكثر من أن تغتال شباب هذا البلد وتغتصب بناته وأبنائه وترمى ببعضهم مكتوف الأطراف إلى النهر (بل أن بعضهم لا يزالوا مفقودين) ثم بعد ذلك تحاول (تاااني) الوصول إلى الحكم؟
لم يكتفوا بما فعلوه خلال ثلاثين عاما من بطش وتنكيل وإستباحة وما فعلوه بالثوار إنما يريدون أن يتصدروا المشهد الحالي أيضاً مستخدمين نفس البضاعة البائرة والتجارة الكاسدة التي خدعوا بها البسطاء من العامة متوهمين أن دغدغة العواطف والمشاعرالدينية كفيلة بأن تنسي هذا الشعب عقود حكمهم الباطش الفاسد وإنتهاكهم لأبسط مبادئ الإنسانية في تعاملهم مع هذا الشعب الطيب .
أنظروا لهم وكل من يسألهم عن جرائمهم وقتلهم للشعب ينعتوه (بالشيوعية) والعلمانية ومحاربة الإسلام والدعوة إلى التفسخ والإنحلال في محاولات رخيصة للإلتفاف حول ما قاموا به من سفك لدماء أبنائه وترويع لمواطنيه معتقدين توهماً أن هذا الشعب سوف ينسى لهم ذلك على الرغم من أن دماء الشهداء لم تجف بعد (قوة عين عجيبة) .
ما لا يعلمه هؤلاء القوم هو أن هذه الثورة (ثورة شعب) رفض الذل والخنوع لجماعتهم الفاسدة التي مارست (الرعي الجائر) في مكتسبات وممتلكات هذه الأمة هذه الجماعة التي عاثت فساداً وتقتيلاً في أبناء هذا الشعب (خليكم من فزاعة شيوعين وعلمانيين دي) وأن هذا الشعب لن يسمح لهم ولتنظيمهم المشبوه أن يكون حاكماً عليهم ولن يسامحهم على قتل أبنائه ولو تعلقوا بأستار الكعبة .
إن من الغباء (الشديد كمان) أن يعتقد هؤلاء القوم بأن كل من ثار على حكمهم البغيض هو شيوعي أو علماني أو غيره ووصف كل مندد بجرائمهم وسوء إدارتهم للبلاد خلال (ثلاثين عاما) بأنه معاد للإسلام ، فهذا (تقسيم) مضحك يبعث على الرثاء كون أن إسلام هذا الشعب ليس موضع مزايدة (يعني يا يخلوكم تسرحو يا يكونو شيوعيين؟) وكم هي أصلاً أعداد الشيوعيين والعلمانيين من جملة هذه الملايين التي خرجت لإجتثاثكم؟
لقد نجحت الثورة في الإطاحة بنظام الإنقاذ البغيض، وكان من المفترض أن يكون ما يلى ذلك هو التصفية الكاملة له ، وهي المرحلة التي سارت (ولا زالت) تسير ببطء شديد، فلا زال القتلة والفاسدون بعد مرور عام على نجاح الثورة مطلوقي السراح ينظمون في (المؤتمرات الصحفيه) ويخرجون في (مواكب) ويملأون الأسافير وعيداً وتهديداً (مش قوة عين بالله)؟
وقد أشرنا في مقالات عديدة إلى أن أسباب ذلك تعود إلى صيغة التحالف (العسكري المدني) الذي تم في (غفلة) من الشعب في خضم تلك الأجواء التي نعلمها جميعا ، هذا التحالف الذي عرقل عملية التصفية الكاملة والجذرية للنظام القديم إذ كان من المفترض إنشاء محاكم ذات صلاحيات قانونية تنظر في كل ما أرتكب من (جرائم) بدءاً من الانقلاب على الدستور في 1989، مروراً بالاشتراك أو التواطؤ على التعذيب، أو التواطؤ على نهب المال العام، ونهاية بالجرائم التي إرتكبت ضد الشعب وثورته منذ ثورة ديسمبر 2018، وحتى اليوم و ما سبقها من انتفاضات ضد الحكم الإنقاذي البغيض .
إننا والثورة تختتم عامها الأول نشير إلى أن الشعب يريدها ثورة تهدف ليس إلى مجرد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري واسترداد الشعب ديمقراطيته، بل إلى إقامة دولة ذات مؤسسات في ظل سودان موحد، وتنمية مستدامة وتوزيع عادل للثروة والسلطة لكل الســــودانيين وإتاحة الفرصة لهم في نيل حقوقهم الأساسية في الحياة كالتعليم، والعمل، والمشاركة السياسـية.
على القوم أن يعلموا (بإنو تاني ما عندهم وش) يحكموا هذه البلاد .. وأنهم قد وجدوا الفرصة (منفردين تماماً) لثلاثين عام وأضاعوها لأنهم أضاعوا (قيم الدين) الذي يتشدقون به بل فعلوا كل ما نهى عنه الإسلام من كبائر كقتل الأنفس وسفك الدماء وأكل الأموال بالباطل وإباحة الربا ، كما يجب أن يعلموا بأن هذا الشعب قادر على تغيير أي حكومة لا تنصاع لإرادته التي تهدف إلى النهوض به نحو تحقيق السلام والحرية والعدالة .
المجد والخلود للشهداء الذين مهروا هذه الثورة بدمائهم ، تحية لأسر الشهداء والمفقودين وتحية لجماهير شعبنا في القرى والبوادي والمدن والتحية للشباب من النساء والرجال الذين قادوا هذه الثورة العظيمة من أجل إزالة ذلك النظام الدموي الفاسد .
كسرة :
شعب في؟ .. مشكلة مافي !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)

الفاتح جبرا
الجريدة


‫2 تعليقات

  1. عندك موضوع واااحد بس تغير لينا في عنوانو من عشرة سنين.. يا اخي صلاحيتك انتهت.. ما يغشوك المتحمسين.. شوف كم قارئ الان بيقرأ كسراتك دي.