منوعات

تباطؤ كورونا في أفريقيا .. ضربة حظ أم القادم أسوأ؟


رغم الزيادة المضطردة في أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) في أفريقيا، فإنها لا تزال هي الأكثر انخفاضا من حيث تفشي الفيروس بالمقارنة مع أجزاء العالم الأخرى، مما جعل الخبراء في مجال الصحة يتساءلون عن السبب: هل هناك نقص في معدات الفحص أم أن الفيروس لم يصل فعلا للقارة السمراء؟

ووفقا لأرقام المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن عدد حالات الإصابة المؤكدة في أفريقيا تقدر بـ8563 والوفيات بنحو 360. وتعد هذه الأرقام منخفضة مقارنة مع عدد سكان قارة أفريقيا الذين يتجاوزون 1.25 مليار نسمة. في المقابل تجاوز عدد إصابات كورونا في العالم 1.200 مليون إصابة، والوفيات تجاوزت 66,500.

وحتى الآن سجلت إصابات بالفيروس في 50 دولة أفريقية، والدول الأعلى إصابة هي جنوب أفريقيا ومصر والجزائر والمغرب والكاميرون، لكن في المقابل لم تسجل في دول جزر القمر وليسوتو وساو تومي وبرينسيبي أي حالة.

نقص التقارير
ومع تزايد نسب الإصابة عالميا بالفيروس، عبر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عن قلقه بشأن دخول الفيروس إلى البلدان الأفريقية ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.

دعا أدهانوم قادة الاتحاد الأفريقي إلى العمل بنهج متكامل، استعدادا لما وصفها بالعاصفة الوشيكة في حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في القارة. وقال في القمة الافتراضية المصغرة التي شارك فيها رؤساء تسع دول أفريقية ورئيس المفوضية الأفريقية، إن على القادة الأفارقة الإسراع في الحصول على الأدوية واللقاحات.

تحذيرات أدهانوم تأتي في وقت لا تزال فيه النسب منخفضة في الإصابة بالفيروس منذ بدء انتشاره نهاية العام 2019، وهو ما أربك الخبراء الصحيين، وتساءلوا عما إذا كان هناك نقص في التقارير القادمة من أفريقيا.
ضعف التواصل
البروفيسور في الأمراض المعدية واللقاحات شبير مادهي يرى في حديثه للجزيرة نت، أن سبب تأخر ظهور إصابات في أفريقيا يكمن في ضعف التواصل بين البلدان الأفريقية وبقية مناطق العالم، إضافة إلى ضعف الأنظمة الصحية في العديد من الدول الأفريقية.

ويربط مادهي ما يحدث في أفريقيا حاليا وتعاملها مع وباء إيبولا، حيث كان هناك نقص في أجهزة الفحص، وبالتالي ضعف معرفة عدد الحالات المصابة، على حد وصفه.

ومن جهته يحذر الصحفي اليوغندي يواكيم بويمبو القادة الأفارقة من عدم الركون إلى ما أسماه “الحظ الأولي” للقارة الأفريقية مع الأوبئة.

واعتبر يواكيم أنه “إذا كانت أفريقيا محظوظة في انخفاض انتشار فيروس كورونا في البداية، فقد لا نكون محظوظين لاحقا”.

المراقبة وبناء القدرات
ومن جهتها تؤكد دراسة لمجلة لانسيت الطبية، أن الأنماط الفيروسية نفسها تتكرر مع كوفيد-19 في أفريقيا “لأنها أقل اتصالا ببقية العالم، بما في ذلك الصين”، بحسب ما ذكرت الدراسة.

وترجع الباحثة عائشة كاجي انخفاض نسبة الإصابة بفيروس كورونا إلى النقص في أجهزة فحص الفيروس في أفريقيا.

وتشير مجلة لانسيت إلى أنه يجب إعطاء الأولوية للموارد الطبية والمراقبة المكثفة وبناء القدرات بشكل عاجل خاصة في البلدان التي تعاني نقصا في أجهزة الفحوص.

بدوره كان الاتحاد الأفريقي قد عقد اجتماعًا وزاريا يوم 22 فبراير/شباط الماضي ناقش كيفية تعزيز التأهب لدى الدول الأعضاء للوقاية من كورونا، وتمخض الاجتماع عن تشكيل فرق عمل أفريقية لمكافحة الفيروس في جميع أنحاء القارة.

المصدر : الجزيرة نت


تعليق واحد

  1. اعلن الاتحاد الاوربي عن حزمة مساعدات للدول الافريقية لمجابهة جائحة كورونا – ولكن من اين لاوروبا ان تعطي الافارقة وهي تشهد ندرة في المعدات الطبية وتدهور في الاقتصاد بل لقد انفرط الوضع الصحي في ايطاليا وتقف بقية الدول الاوربية عاجزة عن مدها باي مساعدة – السؤال هو ! هل تنوي اوربا لعب مؤامرة عنصرية علي افريقيا باجراء التجارب والابحاث علي شعوبها ؟ ام هو الطمع والنوايا الاستعمارية في طريقها للاطلال من جديد للاستحواذ علي خيرات القارة السمراء ؟