حوارات ولقاءات

الفنان يوسف البربري : نحن جيل تسديد الفواتير .. المدنية جاءت بدماء الشهداء


الفنان يوسف البربري يعتبر من أميز فناني الغناء الشعبي الآن في الساحة حسب رأي الكثير من الفنانين وحسب الجماهيرية التي يتمتع بها، برز في الساحة الفنية بلونية معينة جعلته محط أنظار الجميع.

التقت به (كوكتيل) في هذا الحوار لإلقاء الضوء على كثير من الجوانب التي تتعلق بحياته الفنية…لنتابع ما جاء في الحوار.

تميزت باللون الشعبي وأغنيات الحقيبة؟
نقدم أغنيات الحقيبة والأغنيات الشعبية الراقصة لأن هذا الجيل بدأ للرجوع والاستماع إليها والغناء الشعبي له عوالمه الجميلة.

اختلاف الإيقاع والرقصات في أغنياتك؟
أولاً من أجل إمتاع نفسي وتقديم ما هو مفقود في الساحة واختيار الإيقاع والرقصات المعنية هي عودة للإفريقية لأن لدينا كثيراً من الإيقاعات المختلفة حسب تنوع المناطق منها المردوم والبالمبو والفرنقبية والكرنغ والكثير من الإيقاعات التي تشكل التراث السوداني.

ادعاء الكثيرين منا للعروبة ..هل خصم من إفريقيتنا حتى في الفن؟
العروبة خصمت منا الكثير بالرغم من إفريقيتنا التي توجد فيها حنية كبيرة وطيبة وتسامح إلا أن البعض حاول طمسها ولكن هناك من هم أوعى لتدارك الحقائق.

تميزك حتى في ارتداء (الجلابية)…ألوان و أشكال مختلفة؟
قصدت من ذلك الخروج من الإطار التقليدي والمواكبة وذلك عندما نقول غناء شعبي يتخيل الكثيرون ارتداءنا لـ(الجلابية) العادية، الأشكال التي نرتديها مختلفة ومريحة بالنسبة لنا إلى جانب أنها تضيف لمسة جمالية.

البعض يرى أنه تشويه لـ(الجلابية) المعروفة؟
لماذا يرفض الناس أن تتطور الجلابية ما دام أن هناك إضافة جميلة مقبولة، لماذا لا اختار ما يميزني، والدليل على جمالها والاقبال عليها الآن الغالبية يرتدون تلك الجلاليب الملونة وبكثرة.

هل تتعامل مع ترزية بعينهم؟
دائماً ما توجه لي الأسئلة (الجلابية دي اشتريتها من وين؟) ..أتعامل مع ترزية عاديين واقوم لشرائها من أماكن مختلفة منها معرض البحيري،هدفنا هو عكس الفلكلور السوداني عبر الغناء الشعبي،فيما صمم لي د. إسلام ثلاثة (جلاليب) أقرب إلى الشكل الكنغولي وهو نفسه من قام بعمل دكتوراه في الجلابية السودانية نسبة لأهميتها والقدرة على إبراز جماليات متعددة فيها.

تم انتقادك كثيراً ..ألم يؤثر هذا عليك؟
إذا كان الانتقاد هادفاً وبناءً ليس هناك مشكلة أخذه بعين الاعتبار وإن كان غير ذلك أتركه وأسعى لتطوير نفسي.

تلك الانتقادات طالت الرقص الذي تم وصفه بالخليع لبعض أفراد فرقتك؟
الفرقة تضم كل ألوان الطيف السوداني لم نحدد لشخص كيف يرقص تركنا أي شخص يأخذ راحته إلا أن بعضهم انداح كثيراً برقصهم بعضاً من رقصات هذا الجيل، وتم انتقادنا واستجبنا وذلك بمعالجة المشكلة بتقديم النصح لهم بعدم الاندياح الذي قد يشوه الرقص بالرغم من أنه تعبير انفعالي فقبل البعض بالنصيحة والبعض رفض وفضل المغادرة بأنه لن يستطيع وقال أعفوني.

يقال عدادك لا يمكن الوصول إليه؟
ضحك وقال (ليه قايليني ترباس؟)..عدادنا في متناول الجميع وكثيراً ما يحدث أن نذهب لأهل المناسبة وندفع حق الساوند من جيبنا هذا يعني بأننا نصل لكل من يطلبنا، نحن بسيطين جداً لم نولد وفي فمنا معلقة ذهب.

علاقتك بالفنان كمال ترباس؟
أستاذ كمال ترباس قامة فنية كبيرة لا يمكن الوصول إليها ولكن نتمنى في يوم من الأيام أن نكون في قامته، ترباس ديه أغنيات تنافس من جيل لجيل، علاقتي به علاقة الابن بوالده منذ أن تفتحت عيناي وجدته مع والدي وإخوتي لذلك العلاقة أقوى وأعمق.

هل رددت أغنياته؟
الأستاذ ترباس صرح لي بأن أردد أغنياته متى ما أردت كما صرح للكثيرين.

لمن يستمع يوسف البربري؟
استمع للفنان هاشم ميرغني وصلاح بن البادية ومحمد أحمد عوض وصديق الكحلاوي وترباس.

مرحلة التغيير التي شهدها السودان..ما رأيك؟
كان لا بد منه وما يحدث الآن جهاد النفس وليس جهاد أن يشكمك أحد بأن يكون معك بوجه ومن خلفك بوجه آخر لا بد من المواجهة لإصلاح الخلل و تغييره للأفضل، نحن جيل تسديد الفواتير، جاءت المدنية بدماء الشهداء لخلق واقع أفضل .

ما هي رسالتك لفناني الغناء الشعبي؟
أقول لهم بأننا محتاجون أن نكون يداً واحدة مع بعض من أجل الجمهور الجميل، و أقول للفنانين الشباب اتحدوا لتكونوا الأقوى والاجمل.

رسالتك للشعب السوداني؟
أقول لهم تصالحوا وتوحدوا من أجل حبنا لبعض ومن أجل البلد وهذا هو الجيل الذي سيسدد الفواتير لأن الدين (تقيل) جداً.

حوار:محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني