الصحافة الورقية ينتظرها بلا شك “تسونامي” عاتياً.. تحول سيكون ضحاياه العديد من عامليها
صغيرتي التي وعدتها بالتنزه عقب انتهاء امتحاناتها في عطلتها الصيفية، وجدتها تستسلم دون عناء في إقناعها لإحترازات “كورونا”، والبقاء على “مضض” بالمنزل، لإلمامها مسبقاً بالظروف التي نعيشها من فرط المعلومات التي تضخ عن الجائحة.
وقد فأجاتني منذ أيام وهي تؤانس زميلتها بالصف الثاني بمرحلة الأساس، عبر مكالمة فيديو، تستعيض بذلك عن الزيارة!
يبدو أن حياتنا ستنقلب رأساً على عقب بعد جائحة “كورونا” ومحاولة التأقلم على إدارة شؤوننا من البيت في ظل الحظر، وستلعب التقنية الرقمية دوراً مهماً في ذلك وسوقها سيكون الأكثر انتعاشاً في الأعوام القادمة كما بدأ حالياً بالفعل، مقابل مجالات أخرى ستصبح خاسرة.
وقد شاهدت “قبل قليل” تقريراً تلفزيونياً مدهشاً وشيقاً عن فورة في استخدام تطبيقات الفيديو في ظل الحجر الصحي المفروض على العالم في المنازل.
فأصبحت أعمالنا وزياراتنا و ترفيهنا يتم كله عبر هذه التطبيقات من على أسِرتنا أو كراسينا ونحن نمسك بكأسة مشروبنا.
حتى الرياضة تستطيع أن تمارسها مع الأجهزة التي تقدم لك تقريرا عن تقدمك الرياضي، وتستطيع أن تطلب عشاءك عن طريق تطبيق يصل الى بيتك خلال نصف ساعة، كل هذا أصبح الآن جزءاً من حياتنا الذي أدى الى تغيير العديد من سلوكياتنا، وسيتزايد أكثر بعد وفي ظل كورونا.
وما هو مهم ايضاً التغيير الذي ستفرضه ظروف اقتصادية أقوى من إحترازات “كورونا” على الصحافة الورقية في بلادنا، في ظل ارتفاع التكلفة وكساد سوق اعلاناتها، وزاد الطينة بلة “كوفيد_19”.
الصحافة الورقية ينتظرها بلا شك “تسونامي” عاتياً سيجرف كل افكارها التقليدية محولاً إياها إلى “حديثة” تواكب العصر والظروف والتطور لتصبح صحافة الكترونية يتم تشغيلها من المنازل، ومن المؤسف أن هذا التحول سيكون ضحاياه العديد من عامليها.
ابومهند العيسابي