حكم صلاة التراويح مع تفشي فيروس كورونا
كشف مفتي مصر فضيلة الدكتور شوقي علام، الثلاثاء، حكم صلاة التراويح في رمضان، مع غلق المساجد جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وفي لقاء تلفزيوني مع برنامج “الحكاية” للإعلامي عمرو أديب على قناة “إم بي سي مصر”، وجه فضيلة المفتي حديثه إلى المنزعجين من إمكانية عدم أدائهم صلاة التراويح في المسجد هذا العام بسبب غلق المساجد، قائلا: “لا تنزعجوا وصلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم.
لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، والمعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تمامًا، والله سبحانه وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)”.
وخلال اللقاء الذي استمر قرابة الساعة، أوضح مفتي مصر مجموعة من الأحكام المتعلقة بصيام رمضان للمصابين وللأطقم الطبية، وكذلك حكم تعجيل الزكاة والتصدق بأموال العمرة للمتضررين من أزمة فيروس كورونا.
أهم النقاط التى ذاكرها الدكتور شوقي علام
1-التصدق بأموال العمرة
وأفتى “علام”، خلال اللقاء، بأن من يتصدق بأموال العمرة ممن كانوا ينوون أداء العمرة هذا العام وحالت دون ذلك أزمة فيروس كورونا، كأنهم اعتمروا وزيادة.
وفي وقت سابق، أطلقت دار الإفتاء المصرية حملة للحث على التبرع بقيمة العمرة لمصارف الخير تحت عنوان “كأني اعتمرت”.
وأوضح المفتي أن “المبادرة جاءت استجابة للواقع الذي نعيشه في هذه الأيام، والذي يحتاج للتعاون والتكاتف وأن يأخذ كل منا بيد الآخر في معركة وعي حقيقي”.
وقال مفتي مصر: “إننا قرأنا الإحصاءات للمعتمرين المصريين الذين كان يتوقع أن يؤدوا مناسك العمرة هذا العام وحالت الظروف دون ذلك.
مستشار مفتي مصر: “كأني اعتمرت” تعيد العقل المسلم لفقه الأولويات
ووجدنا أن عددهم يصل إلى 800 ألف شخص، ورأينا أنه إذا تم توجيه هذه الأموال التي كانوا سينفقونها لأداء العمرة إلى مصارف الخير ودعم المحتاجين والعمالة اليومية غير المنتظمة، فإننا نكون أمام ملايين الجنيهات ستكون سببًا في تفريج كربات آلاف المحتاجين والمتضررين”.
[صورة للكعبة أثناء فترة الكورونا]ووجه رسالة إلى من حرموا أداء العمرة هذا العام وتصدقوا بأموالهم قال فيها: “أنتم لم تحرموا وأبواب الخير مفتوحة على مصراعيها، وبتصدقكم فإنكم في عبادة حقيقية متعدية النفع”.
وأوضح أنه “بالتصدق بهذه الأموال فإن صاحبها يأخذ أكثر من ثواب العمرة، لأن الإنسان المعتمر يذهب بنفسه لأداء المناسك، وعبادته هذه ينتفع بها هو فقط، ولكن الإنفاق في سبيل الله هو بإجماع الأئمة الأربعة والفقهاء أولى من العمرة النافلة والحج النافلة، وثوابه أكثر.
لأن عبادة الإنفاق في سبيل الله منفعتها متعدية إلى غيره”.
واستند المفتي إلى القاعدة الفقهية التي تقول: “ما كانت منفعته متعدية، أولى ممن منفعته قاصرة”، والنصوص الشرعية فيها من السعة والمرونة بحيث يمكن أن تغطي مشكلات الناس وتتسع لها”.
ولفت إلى أن “التصدق بقيمة العمرة يمكن أن يمتد كذلك إلى حج النافلة والفتاوى”، كاشفا أن “حملة الإفتاء لاقت استحسانًا كبيرًا في مصر وخارجها، وأنه تلقى رسائل من بعض العلماء من دول عربية شقيقة تشيد بالمبادرة”.
2-تعجيل الزكاة بسبب كورونا.. جائز
وحول تعجيل إخراج أموال الزكاة قبل وقتها نظرًا للظروف الاستثنائية من تفشي فيروس كورونا، أكد مفتي مصر أنه “يجوز التعجيل بإخراج الزكاة”، مستدلا على ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه “أخذ من عمه العباس رضي الله عنه زكاة سنتين مقدمًا”.
وأوضح المفتي: “يجوز أيضا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم من أيام رمضان، وهو ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية منذ سنوات”.
وشدد فضيلة المفتي على “ضرورة اتباع الأساليب العلمية والحكيمة في الإنفاق، وأن نستعين كذلك بالمؤسسات التي يمكن أن تستقبل هذه التبرعات والصدقات مثل صندوق (تحيا مصر) الذي يقوم بدور كبير خلال هذه الأزمة”.
[الأجواء الرمضانية فى زمن الكورونا] 3-صيام رمضان في عهد كورونا.. قول فصلوحول الصيام ومدى تأثره بفيروس كورونا وهل يرخص للناس الفطر خوفًا من المرض، كشف مفتي مصر أن “لجنة طبية عالية المستوى داخل الإفتاء المصرية أجمعت على أن هذا الفيروس يحتاج إلى مناعة والصوم يؤدي إلى تقوية المناعة”.
وأضاف: “الصوم في حد ذاته مطلوب شرعًا، وهو ركن من أركان الإسلام لا يسقط بحال من الأحوال إلا بعذر شرعي من مرض أو سفر أو حيض، وغيره من الأعذار الشرعية”.
أما عن المصابين بالفيروس، فقال مفتي مصر: “في هذه الحالة نسأل الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فإنه يجب عليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه، لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام”.
وبخصوص الأطقم الطبية التي تخالط المرضى بالفيروس، أوضح “علام” أنه “إذا كان الصيام مؤثرًا عليهم وسيؤدي إلى مضار فإن لهم رخصة الإفطار، والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة”.
3-الطبيب المتوفى بكورونا.. شهيد
وبالحديث عن حكم الطبيب المتوفى بكورونا، ذهب مفتي مصر إلى أن “الطبيب الذي يتوفى نتيجة الإصابة بفيروس كورونا وكذلك المرضى هم جميعًا يدخلون في أبواب وأسباب الشهادة”.
بوابة العين الأخبارية