هل يجوز خصم الديون من أموال الزكاة.. المفتي السابق يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إن امتلاك الإنسان لمال بلغ النصاب تجب فيه الزكاة وليس لذلك علاقة بذمته المالية كأن يكون مثلا عليه ديون أخرى فيقصر في إخراج الزكاة.
وأضاف الدكتور علي جمعة، في أحد الدروس الدينية ردا على سؤال سيدة تسأل: “عليّ ديون لبنك بسبب تمويل وحدة عقارية ومش قادرة أخرج زكاة المال فما الحكم؟”، أنه يجب على السائلة أن تخرج زكاة مالها فهى حق عليها للفقراء، فليس معنى أن عليك ديونا أن تخصم من مال الزكاة.
حكم خصم الديون المتعثرة من الزكاة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن خصم الديون المتعثرة وتقييدها ضمن مدفوعات الزكاة وإخبار أصحابها بالتنازل عن ديونهم دون إشعارهم بأن ذلك من الزكاة جائز عند الشافعية، وقال به أشهب من المالكية.
وأضافت دار الإفتاء، إنه يجوز شرعًا إبراء الْمُعْسِرين من ديونهم واعتبار ذلك من الزكاة؛ لأن الله سمَّى ذلك صدقةً فقال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 280]، ولدخولهم تحت صنف الغارمين الذي هو أحد مصارف الزكاة الثمانية.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه لا مانع شرعًا من عدم إعلامهم بأن هذا من الزكاة؛ لما في ذلك من جبر خواطرهم ورفع معنوياتهم وحفظ ماء وجوههم.
مصارف الزكاة
نقصد بها الجهات التي تصرف عليها الزكاة في الشرع وقد حددتها الأدلة من الكتاب والسنة في أصنافٍ ثمانية فقد قال –تعالى-: « إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ»، [سورة التوبة:الآية 60].
مصارف الزكاة
1- الفقير: وهو الشخص الذي لا مال له ولا وسيلة كسب أو من لا يجد كفايته اليومية من المال.
2- المسكين: وهو من يجد كفايته بالكاد وقد لا تسد حاجته وحاجة أهل بيته.
3- العاملون عليها هم العمال الذين يقومون بتوزيع الزكاة على أصحابها، حيث أجاز لهم الشرع أن يؤجروا لهم من الأموال التي جمعوها لأنّهم متفرغون تمامًا للعمل بها وتوزيعها بالشكل الصحيح.
4- المؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوبهم هم الذين دخلوا الإسلام حديثًا ولا يزال الإسلام غير مترسخ في قلوبهم، أو أولئك الذين يريد الإسلام استمالة قلوبهم أو كف أذاهم عن المسلمين.
5- فك الرقاب: تعني العبيد والإماء المكاتبون الذين اتفقوا على دفع مبلغٍ من المال لمملوكيهم من أجل تحريرهم، فتجوز الزكاة عليهم ليصبحوا أحرارًا، وقد انتهي هذا الأمر في الإسلام فلا يوجد عبيد الآن.
6- الغارمون: هم الغارقون في الديون التي تراكمت عليهم، فتجوز عليه الزكاة لقضاء ديونهم لأصحابها.
7- في سبيل الله في سبيل الله: أي المجاهدون في سبيل الدين تطوعًا أي لا يأخذون أجرًا من بيت المال.
8- ابن السبيل وهو المسافر لغير بلده والذي نفد ماله فلم يبق معه شيء فيعطى من الزكاة إلى أن يعود لبلده.
كيفية حساب زكاة المال
يتوجّب أن يبلغ المال عددًا حدّدته الشريعة الإسلاميّة حتّى تُستحقّ عليه الزكاة، كما يجب أن يمرّ على المال حول كامل، وتبلغ نسبة زكاة الأموال النقديّة ربع العشر، أي ما يعادل 2.5%، أو ما يعادل 25 في الألف، أو ما يعادل 250 في العشرة آلاف.
وهناك أكثر من طريقة لحساب زكاة المال، الأولى: يتمّ تقسيم مجموع المبلغ المراد إخراج زكاته على 40، أمّا الطريقة الثانية: فيتمّ تقسيم مجموع المبلغ المراد إخراج زكاته على مائة، والناتج يُضرب في 2.50.
صدى البلد