نادية: مرّت مئات السنين على فتح الأندلس وخلق جنة وحضارة أنارت العالم
كان حلم، أصبح واقع، ثم سقط.
—
البارحة 27 أفريل، ذكرى فتح الأندلس، مرّت مئات السنين على فتح خلق جنة وحضارة أنارت العالم بالعلوم والرقي والثقافة والإسلام والعدل والجمال، حضارة لايزال العالم ينتفع بعلومها وثقافتها، حتى أنّ علماء هذا العصر أقروا أنه وصلنا من كتب الأندلس القليل ولو وجدنا أكثر لكنا نسبح في الفضاء. ماذا لو إستمرت؟ ألم نكن في الفضاء فعلا بعد أن نعمّر الأرض؟ ألن نصبح أفضل مع سيادة السلام والعدل والإسلام؟ ماذا لو أنّ ملوك الطوائف إتّحدوا وتحابو ولم يسمعو لدسائس الغرب هل كانت الأندلس تسقط؟. وهل كنّا نرى أحفادهم من حكام العرب الذين باعوا الأرض وشعوبهم؟ هل كنا نسمع بضياع فلسطين والعراق وسوريا وكل أرض الإسلام والمسلمين وغير المسلمين؟. هل كنا سنسمع بالحروب والنزاعات؟ هل كانت أعيننا وأسماعنا تقرف من رؤية أمثال الكلب Donald Trump وكل من معه من تجّار السلام ؟
—
البارحة حلمت حلم سعيد سافرت إلى عهد أجدادي الأوائل مشيت في الطرقات والبساتين والحدائق والقصور، إستمتعت بصوت السلام والعدل، بكثرة العلوم والمتعلمين الوافدين، بجنة على الأرض، أرواح أجدادي حملتني من غرفتي التي كانوا يسكنونها إلى زمن كان ثم مضى بسبب خيانة الإخوة وتفرقهم بعد أن غرّر الأجنبي بهم، إستيقضت مفزوعة لأسمع من جديد وقع سقوط بلداننا من المحيط للخيلج وتحكّم الغرب فيهم وفي خيراتهم وأرضهم، حكام العرب أحفاد ملوك الطوائف أعادوا السيرة من جديد، كان حلم، أصبح واقع، ثم سقط.
—
أكتب هذه الكلمات والدموع تكاد تحجب عني ما أكتب، والحقيقة أنّ الأندلس لن ترجع، صارت أوربية، حتى نحن صرنا وكأننا أوربيين، في الملامح والثقافة والعادات، لكن ومهما يكن يمكن بناء أندلس جديدة في كل بلد، وفي كل زاوية، يكفي فقط العمل بالإسلام، دين العلوم والحضارة والعدل والرقي، فعلا نحن صرنا أوربيين، لكن قلوبنا أندلسية، ودماؤنا لن تتغير وللابد، دفنونا ولم يعلموا أننا بذور.
—
Ramadán Mubarak hermanos
—
(ولا غالبَ إلاّ الله)
“No hay vencedor sino Alláh”
—
Nadia Rafael ELKORTOBI
*نادية، فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد، تعلمت العربية لأتواصل مع أحفاد اجدادي