مانيس والقوقو..ماذا هناك؟
رغم مرور أثنا عشرة يوما على البيان المجلجل الذي أصدره الدكتور شريف محمد شريف مدير هيئة المواصفات (المقال) عن ملابسات فصله الذي وقع بتاريخ 16 إبريل، بسبب تمسكه بالقرار الرسمي القاضي بحظرها ورفضه الافراج عن 36 طناً من الملابس المستعملة محجوزة بالمنطقة الحرة بالبحر الأحمر لصالح منظمة اسمها البيان العلمية. وبعد نحو عشر دقائق من تنفيذه لقرار الفصل ونهاية عملية التسليم والتسلم التي تمت مع خلفه، اذا بهذا الخلف يصدر قرارا فوريا بفك الحظر عن هذه الملابس المستعملة والسماح بدخولها البلاد في مخالفة صريحة لقرار حظرها ولكل الاحتياطات والاحترازات الصحية لمكافحة كورونا كما سنبين لاحقا أثر هذه الملابس المستعملة على الصحة العامة ومن ذلك فايروس كوفيد 19 الذي تشكل له هذه الملابس حاضنة مثالية..نقول رغم مرور هذا الزمن الطويل على بيان د.شريف، ورغم التفاعل الكبير الذي وجده بيانه على كافة الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن (راس السوط) وقع على رأس وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر مانيس الذي تتبع له هيئة المواصفات، ورغم خطورة الحيثيات التي أوردها د.شريف، الا أن مانيس التزم الصمت المطبق ولم ينبس ببنت شفة و(عمل رايح)، ولكن الحق لن يروح ولن يصح فى النهاية الا الصحيح، فالرجل ليس لديه ما يقوله وهل ينتظر منه أحد أن يقول نعم خالفنا القرار الرسمي ونعم سنعرض حياة المواطنين للخطر، بالطبع لن يجرؤ على قول ذلك ولهذا (خت الخمسة فى الاتنين) على قول شاعر الحقيبة واطبق شفتيه..
والسؤال المحوري هنا من هم هؤلاء الذين يتاجرون في الملابس المستعملة المعروفة شعبيا ب(القوقو) ولك أن تقول (القمامة)، ولماذا يحرص الوزير مانيس على تمرير هذه الصفقة التي تدر على أصحابها أرباحا طائلة وما علاقته بها حتى يتجاوز لها القرار الرسمي ويخرق الاحترازات الصحية الوقائية، فالمعروف عن (القوقو) أنها تجارة مربحة جدا ولا تعرف الخسارة، وكان أول من بدأ هذا القوقو هو المنظمات الطوعية والكنائس في كندا وأوربا وتخص أشخاص موتى (المرحوم قدرك) وكانت توزع على معسكرات النازحين واللاجئين في الحدود، ثم انفلت عقالها واكتسحت الأسواق عبر السماسرة والتجار الذين تخصصوا فيها، ومن خطورة القوقو أنه يعرض حياة الناس للاصابة بأمراض خطيرة بنسبة عالية جدا، ولهذا تصدت لها بقوة جمعية حماية المستهلك واعتبرتها مجرد قمامة، وأعدت بشأنها العديد من التقاريرة الطبية المحذرة منها، وتكشف تلك التقارير جملة من الأمراض التي يمكن أن تتسبب فيها القوقو، منها
الكبد الوبائي والسل والعديد من الأمراض الجلدية والفيروسات والفطريات لمن يستخدمها، بجانب أنها تنقل قمل الملابس ومرض الجرب والجذام وغيرها من الأمراض، وتؤكد التقارير ان بعض الفيروسات الكامنة في القوقو لا تموت إلا بعد تعرضها لمواد كيميائية أو درجة غليان عالية، وأشارت التقارير إلى أنه في الفترة الأخيرة ظهرت حالات مرضية نادرة نتيجة لاستعمال هذا النوع من الملابس مثل حالات الربو والحساسيات الجلدية بمختلف أنواعها، ومرض الأكزيما بأنواعها المختلفة، وأنها تحمل في طياتها الحشرات الضارة كالقمل والقراد وغيرها من الأمراض.. وبعد كل هذا يسمح بدخول القوقو في زمان كورونا القاتلة، أليس في الأمر أمور..؟
حيدر المكاشفي
الجريدة
دا زمن القحاته كل شي وارد