رأي ومقالات

نادية: شاهد بالصورة مطبخ من عصر أجدادنا بالأندلس

ليست مجرد حكاية ?
ما بالصورة هو مطبخ من عصر أجدادنا بالأندلس، وهو لبيت من بيوت العامة يُعرض للسواح كغيره من الهندسة وبيوت وقصور وحدائق وعادات وتقاليد الأندلس، وتلاحظون مدى هندسته وشبكة المياه في كل أرجاء البيت، والتنظيم والنظافة والأواني المصنوعة من النحاس والزجاج والفخار، والصابون والغسالة الخشبية التي بقيت تستعمل في كل العالم إلى غاية إختراع الغسالة الكهربائية اليوم، والموقد والمدخنة وقوارير زيت الزيتون والزبدة، وكذلك الأواني الكبيرة، حيث مِن عاداتهم طبخ كمية كبيرة لإحتمال حضور ضيوف أو مرور جائع مِن الوافدين، حيث كانت الأندلس لاتهدء أبدا من الوافدين طلبا للعلم أو العمل أو الفقراء الجائعين من كل أنحاء أوربا. ولاتزال بعض بيوت الأندلس تحتفظ بهندستها التي كانت، أما نحن في بيتنا فلقد أعدنا الترميم، لكن احتفظنا بروح الأندلس على الأقل في مكونات أكلنا خاصة زيت الزيتون.

في تلك العصور كانت بيوت الأوربيين تسبح بالقذارة ولاوجود لشبكة مياه ولا نظافة، وحتى في المدن الكبيرة كان الأثرياء يسبحون بالقذارة ويتبولون في الأواني التي يأكلون منها، ويرمون القذارة من النافذة وتبقى كذلك إلى أن تأتي سيول الأمطار فتجرفها لمكان آخر، وعندما سقطت الأندلس إنبهر الجنود بجمال بيوت الأندلس ونظافتها فكتب أحدهم في مذكراته ” تبدو بيوتنا مثل بيوت الخنازير مقارنة ببيوت الأندلسيين”. وهو هنا يتكلم عن بيوت العامة.

لا أدري إن لاحظتم المقلاة الكبيرة؟. نعم إنها للبائيلا paella. نعم طبق ملكي من عصر أجدادنا، الحقيقة لا توجد ألذّ من التي أصنعها أنا، وبشهادة الجميع خاصة الزملاء والزميلات، ستقولون أنّني مغرورة؟. نعم مغرورة. أحبّ الطبخ كثيرا وأبرع فيه سواء أطباقنا وحلوياتنا أو طبخ العالم، أحبّ أن أطبخ للغير، لكن لا آكل إلاّ القليل حفاظا على صحتي وجسمي ورشاقتي، نحن نتكلم عن الأكل؟ لقد نسيت. اللهم إني صائمة.وأتمنى أن تكونو بخير جميعا. جميعا.

Nadia Rafael ELKORTOBI
فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد