أبرز العناوينرأي ومقالات

أكرم طرد كل الطاقم الذي أتي به بعد تعيينه كوزير صحة لحكومة الثورة، عاد منتصرا الي وزارة خاوية من الناس


كيف بدأ الأمر.. و كيف سينتهي؟
عندما إنتهي الكلام عن وزير الصحة د. أكرم ، الي وجود مزاعم بإختلاف شركاء الحكم حول إقالته ، و ما تبع ذلك من حملة شعبية و إعلامية قوية تؤيد و تفسر سبب الإقالة المفترضة و التهديد الذي مثَّلَه وزير الصحة علي مصالح الحزب المخلوع ، أصحاب مصانع الدواء و كبار الإستشاريين الذين يتربحون من إنهيار الصحي الي آخر التفسيرات السارية في الوسائط السودانية بحيث يناسب كل تفسير درجة الذكاء التي تتقبله، فهناك إجابات للأغبياء و أخري للعباقرة لكنها متفقة في رسالة مفادها أن إقالة الوزير كارثة ماحقة علي البلاد و ثورتها.

هذا التسيس المتعمد للنقاش، سيقطع الطريق علي كل نقاش مهني متخصص حول القضية، و يجعلها مؤامرة علي الحكم المدني من قِبل العسكريين ليدخل الأمر الي دائرة القضايا المجهولة و التي لا يُعلم حقيقتها في السياسة السودانية. و لن يهتم أحدٌ ما بالحقيقة، إهتمامه بموقف كل طرف و رد فعله المتوقع منها.

الوزير سيئ بدرجة لا يمكن معها الصمت حتي يختفي الوباء. هذا هو الدافع الذي جعلني أكسر حاجز الصمت منذ البداية و أنا أعلم الحماية الحزبية التي يتمتع بها و أسراب الجراد التي سيتم إطلاقها عليّ في حالة إنتقادي العلني له. وجدت كثيرا من الأطباء يشاركونني سرًا هذه الرؤية حتي تُوِج الأمر بزيارتيْن من تحالف للأجسام الطبية الي د. حمدوك، ثم القرار الشجاع بإستقالة مدراء وزارة الصحة الإتحادية – أو الجزء المتبقِي منهم و لم يطردهم الوزير – و إصدارهم لبيان يفسر سبب الإستقالة. هذا السفر المهم توقعت له أن يخضع للتحليل و التأويل و المناقشة. لكن هيهات. جرياً خلف “التنظير” السياسي الذي لا يكلّف إعمالا للفكر و لا شجاعة في الرأي، إختار كثير من المثقفين السودانيين أن يتماهي مع الموجة و أن يصير بطلا وسط أنصاره الذين يعرفهم و لا يجرؤ علي مخالفتهم. فسماع أصوات التبجيل و الثناء بالباطل أهون علي النفس من مواجهة الحقيقة التي قد تؤلم و تجرُّ السباب و التهم.

إذا أردنا نقاش السِفْر الذي كتبه خمسة من أبناء البلد الأبرار أصحاب الشهادات الغربية الرفيعة في علم الصحة، كلهم يحمل الدكتوراة التي تجعلهم أرفع درجة من رئيسهم الذي أتي بهم في نوفمبر من العام الماضي مما يجعل تهمة “الكوزنة” عصية الوصف عليهم ، فعندما يتفقون علي ذكر أسباب بطعم التُهم و تبسيطها للمثقف السوداني أن الصحة تعاني “غياب الرؤية الشاملة التي تجسد شعارات الثورة” و أن هناك “ضعفا في قيادة و حاكمية وزارة الصحة في القضايا التي تتعلق في الوباء” لا يرون السيد الوزير يسعي في إزالتها و لا يبذل جهدا في ذلك، بل يشتكون من “عدم المؤسسية و الإرتجال في إتخاذ القرار” الذي يجعل د. أكرم مصابا بمتلازمة المنصة، و هي الخشبة الإعلامية التي يتخذ منها سائر القرارات المصيرية تحت سحر الأضواء و لمعان الكاميرات، و يختمون بأن الصحة اليوم “تباشر أنشطة مستهلكة للوقت” بما يُوهم أنها تعمل و هي في الحقيقة تعاني شللا كاملا. و ستجد واضحا بين السطور “أنهم يرون دماء الضحايا في أيديهم لو صمتوا لفترة أطول”.

أعرف أن كثيرين منكم لم يقرأ تلك المذكرة، بل ليس متأكداً مما جاء فيها. و أنّ موقفه من الوزير لن يتأثر أبدا بما جاء فيها . فقد إتفق الثوار – و الزواحف – علي ضرورة بقاء د. أكرم، و ألّا يخضع لأيّ نوعٍ من التقييم و المحاسبة – فضلا عن الإقالة – فأيُّ شيئ يسرُّ البشير و حزبه أكثر من رؤية المرضي يموتون في الشوارع، و أي عقوبة يستحقها الشعب الحاضن للثورة إلا إنهيارا كاملا في نظامه الصحي، و قلوبهم تتقطع علي الأرواح التي تصعد بعد المعاناة و الآلام التي يراها الخبراء المستقِيلون و يتجاهلها المثقف الذي يؤيد السماح الكامل للوزير الزعيم.. إنِ إفعلْ بِنا و بأهلنا ما شئت فلا أحد سيسألك أو يفكر في جدوي ما تفعله. “الكوز” اليوم قد يسيطر علي رد الفعل السياسي الكامل للقطيع، فما أن يتبني رؤية نَظَرٍ معينة في العلن، حتي يسارع الناس الي ضدِّها في هياجٍ طفولي مزعج. لأننا لا نفكر ، و لا نتحمّل وقتاً مستقطعاً لتقليل إفراز الأدرينالين من أجل أن نفكر.

الذين جمعوا التوقيعات بتأييد وزير الصحة من أطباء الخارج، ناظرتُ كثيرا منهم، هم لا يثقون في وزارة الصحة و لا يدفعون أطنان المساعدات الآتية من الخارج إليها، أسبابهم شبيهة بالتي ذكرها المدراء المستقيلون. و يفضّلون دفعها مباشرة للولايات و المستشفيات و عدم المرور بأكرم و وزرارته. لكنهم يندفعون و يبصمون بالعشرة مطالبة ببقائه. إنهم يدفعون الكثير من الأموال لدعم البلاد. و بالتالي لن يلحقهم إثمُ القتل الذين يُحدِثه إصرارهم ببقائه طالما أنهم يدفعون ما يغطي ديّات الموتي إن حصل و كانوا علي خطأ في رأيهم.

أشقي الناس في هذه الأزمة هم ثلاثة أصناف : أولهم مريض القلب الذي يلفظ أنفاسه في عربة تتجول به في ولاية الخرطوم من باب مستشفي الي آخر، يري الحقيقة واضحة كما يري ملك الموت، كم كانت تعجبه خُطب الوزير و كلماته القوية المنتقدة للبشير. لكنه الآن أحوج الي دواء لم يعمل أكرم لتوفيره منه الي كلمات ثورية.

و الثاني هو أكرم، و قد طرد كل الطاقم الذي أتي به بعد تعيينه كوزير صحة لحكومة الثورة. عاد منتصرا الي وزارة خاوية من الناس، و عاد هو وحيدا يحاول البدء من الصفر. قد كلّف الثورة بضعة أشهر و مئات القتلي، لكن من يهتم و هو يُسعدهم بطلّته و حلو كلامه. و سيبدأ في إختيار مدراء جدد قد يستطيع العمل معهم أو تجدد الأزمة بعد شهور. لكنه مطمئن علي قدرة حزبه و مليشياته علي إسكات الأصوات و إغتيال الخصوم.

أما آخرهم فهو مثقف رفعه الأدرينالين الي سماء الحماس و الثورة. يتلاعب به العسكر بإيهامه بأنهم يريدون شيئا فيختار الآخر. لعبة ساذجة قد شبعنا منها في طفولتنا و كنا نظن أننا قد كبرنا عليها. و بين الحماس و الإيهام، تتعافي الدول من الوباء و يستعدون لفتح الحياة لشعوبهم ، و مصيرنا نحن سيأتي فكرة لامعة في ضمير أكرم لا يعرفها الآن. لكنه سيفصح عنها عندما يقف في محراب الإلهام : منصته العالية تحت الأضواء و أمام الكاميرات.

د. عمار عوض


‫8 تعليقات

  1. يجب ارجاع الوزير المجاهد ابوقردة فورآ لوزارة الصحة الاتحادية وجلالة
    البروفسور مامون حميدة لادارة صحة الخرطوم ومستشفى الزيتونة لعلاج
    الفقراء فهم قادرين على حل مشكلة الكورونا العالمية التي تم صناعتها لمحاربة المسلمين.
    لقد رأينا الشيوعيين الكفار كيف يرفضون فتح المستشفيات لاستقبال المرضى كبار السن
    مثل ما رفضوا علاج الرجل مريض السرطان الذي انتشر السرطان في جسمه ونصحه الاطباء
    المصريين بالعودة للسودان لتأخر حالته الصحية ولكن الشيوعيين رفضوا
    ادخاله وعلاجه للمستشفى عندما كان يحتضر وقالوا لاهله ان يعودوا به
    للمنزل. هؤلاء الشيوعيون يريدون للناس ان تموت في المنزل وهم لا ييعلمون ان كل نفس ذائقة الموت.
    اكرم الشيوعي منع ادخال أدوية للسودان بحجة انها فقدت وانتهت صلاحيتها وهو لا يعلم ان
    من استورد الادوية مسلمين يخافون الله وقد استوردوا هذه الادوية لرخص ثمنها وهم يعلمون
    ودكتور اكرم يعلم بان الدواء منتهي الصلاحية يمكن ان يستخدم لمدة ٩ اشهر بعد انتهاء الصلاحية
    وكانت ستنقذ المرضى المصابين بغيبوبة السكرى ومرضى الفشل الكبدي.
    نطالب المشير البرهان وصديق تاور بوضع يدهم على مبلغ ال ١٠٠ مليون دولار وهي منحة
    قدمت لوزارة الصحة لعلاج لكورونا واعطاء هذا المبلغ للمسلمين لاستيراد الدواء لعلاج السكري
    والملاريا ونقول للكورونا نحن لا نخاف لا لدينا قد عملنا فلترق من الشيوعيين دماء.

  2. هذا الدكتور عمار هو مجرد كوز مندس و صاحب غرض و ربما كان طامع في منصب الوزير و لكن الدكتور أكرم سيبقى في الوزارة شاء من شاء و ابىٰ من ابىٰ لأنه بشهادة الجميع هو أحسن وزير صحة منذ استقلال السودان.

  3. الوزير شيوعي معتق. وهذا يعني ان طريقه سيكون المواجهة مع الجميع كما هو في حالة مواجهة دائمة مع الشعب السوداني واما قحت فهي لن تتجرأ علي فصله لانه ليس لديها الشجاعة والارادة الكافية ،، دعوه فان معركتكم الحقيقية مع قحت التي اتت بهم من المجهول لاقتلاعها والتستر خلفها لبسط اقصي واشد ديكتاتويات تاريخنا الحديث

  4. الاخوة “Ali” و “ابو الزفت” مثالين واضحين لعقلية “القطيع”. فهما يعلقان دون تمعن ودون التطرق للموضوع ودون النظر بعقل حر مستنير. بل هم مثل قطيع الانعام يكررون نغمةً احادية كما يريد راعي “القطيع”. اعضاء اي قطيع “هنا قطيع قحت” لا يعتقدون بوجود شخص حر و مستقل ابداً فهم ينظرون الي اي مخالف لهم علي انة عضو قطيع آخر “هنا قطيع الكيزان”.

  5. كتبت قبل ساعات واقفا جنب اكرم
    ولكن حدث شيء جعلني أغير وجهه نظري عندما ذهبت اليوم برفقه عزيز في حاله حرجه ولم نجد أي مستشفي يتقبل الحاله وبعد واسطات وجدنا رويال كير
    فعلا هذا وزير فاشل ودكتاتور قاتل للمرضي
    عذرًا سادتي علي ماكتبته قبل ساعات

  6. من انت يا عمار؟ هل استأذنت كفيلك لكتابة هذا المقال؟ انت مغترب تلم هللات و أكرم خبير اممي في منظمة الصحة العالمية .. ده ما مقاسك

  7. نحن قطيع
    كية للكيزان
    قطيع
    لكن كيزان بعيد
    واي زول عندو رأي غير موافق لاختيار الشعب ما في داعي يعمل فاهم
    خليه يقول كاااا و بنعرفو قبل ما يكمل كلامو

  8. عمار عوض يجب ان تكون منصفا في حديثك أكرم لم يرث شئ من أبوقرده بدأ من الصفر بدون موارد