رأي ومقالات

نادية: نسمع يوميا عن دخول الإسبانيين في الإسلام، خاصة الأندلسيين

دفنونا ولم يعلموا أنّنا بذور ?

البارحة أخبرنا أحد الأقارب أنّ جدته إعتنقت الإسلام وهي صائمة، وقبلها أخبرتنا إحدى الجدات من الاقارب عند زيارتنا أنها إعتنقت الإسلام لأنها رأت إبنها يفعل ذلك وكانت ترى جدها يفعل ذلك(هكذا كنتُ أرى جدّي يفعل). وهي تقصد حركات السجود والركوع، قالتها ثم بكت بحرقة وكأنها تحاول تذكّر شيء بقي في القلب. قصص كثيرة نشهدها كل يوم عن قوافل العودة. لتسجل مايقارب 3 ملايين مسلم اليوم.

من أكبر الأمور فرحا أن نشهد عودة الأندلسيين إلى دينهم، خاصة من المورسكيين الذين إمتلأت بلدان الأرض بهم خاصة دول أمريكا الجنوبية الأرجنتين الأورغواي البرازيل البيرو فنزويلا كولومبيا وغيرهم، وهم من ساهموا في نهضة وبناء اقتصادها وحياتها. واغلب الإقتصاديين اليوم هم من الاقارب واحفاد الاندلس. واليوم هم يعودون لدين أجدادهم الأوائل وكل يوم قوافل العودة.وصار من العادي أن نسمع يوميا عن دخول الإسبانيين في الإسلام، خاصة الأندلسيين الذين رجعوا للأندلس ليعانقوا أرواح أجدادهم من جديد، والكثير من الزائرين الأجانب إعتنقوا الإسلام بمجرد السير في ردهات قصر الحمراء وقرطبة وغرناطة وطليطلة والأندلس، والحدائق والشواهد الراسخة للعلوم والمعارف والهندسة والأفكار التي ساهمت في تطور البشرية جمعاء، الكثير تنتابهم حالة من البكاء وسط هذا الزّخم النادر الذي بناه أجدادنا الأندلسيين عندما تمسّكوا بالدين والعمل، لازال العديد يعتبرون أن الأندلس بناها ملائكة وليس بشر، ويقفون مذهولين وسط هذه المعارف والهندسة والطب والكيمياء والفلك والزراعة والفن والرياضيات والصيدلة والبيطرة والصناعة والخط والطباعة والإنسانية، ولا يزال الفنانين والمبدعين يقولون (نحن همجيّون مقارنة بما جادت به هذه الحضارة) !

الإسلام هو أعظم دين في العالم، فعندما تجلس لتصلّي تلامسك نسمات من ريح السماء، وكأنّك وحدك في حضرة الإله الأعظم المنزّه عن كلّ شيء، آيات تسافر بك في الجنّة والملكوت ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، وإلى نعم الله (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ)، إلى المعاملة والأخلاق والرقيّ والإحترام والعدل والإعجاز.

من يعتنق الإسلام يدرك أنّ بقلبه إله حقيقي لاتدركه الأبصار (لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وليس كالذي يعبد إلاه يسكن بقرة أوفيل، أو جرذ، أو تنّين، أو شابا بشريّ ولدته مريم، من يعتنق الإسلام يدرك أنه خُلق بنقاء وللنّقاء، لإعمار هذه الدنيا الفانية إستعدادا لحياة أبدية سرمدية خالدة.

الإسلام ليس دين !؟ ليس دين فقط،
بل حياة، بل حضارة، بل سعادة،
وسعيدة أنّي مسلمة أباً عن جدّ.

feliz Ramadán…buen provecho
— ?
(ولا غالبَ إلاّ الله)
“No hay vencedor sino Alláh”

? Nadia Rafael ELKORTOBI
*‏‏‏‏فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد