رأي ومقالات

حسن اسماعيل: صراع سياسي بلا شهداء!!


حسن اسماعيل يكتب …*
*صراع سياسي بلا شهداء!!*
ــ المحامى الشهير الذى كان ممسكا بملف مقتل أحد شهداء جامعة الخرطوم الذى هز مقتله أركان الجامعة ورج كلية القانون رجا ، قال ذلك المحامى لزملاء الشهيد : لاتتعبوا أنفسكم فقانونيا لا أمل من هذه القضية ولكن عليكم بالاستفادة من زخمها سياسيا … نعم وتحولت قضية الشهيد محمد عبدالسلام إلي فلاش من الليزر الأحمر تورور به المعارضة في وجه الحكومة وتذكر الناس بسوءاتها ( وبس)
ـ فى الشهور الأولى لنشاطنا التعبوى كان علي ان اخاطب ندوة في جامعة الجزيرة وقد تزامنت الندوة مع أحداث عنف أدت لمقتل أحد الطلاب عليه الرحمة ، زرنا أسرة الطالب وقدمنا واجب العزاء ثم انطلقنا نحو الندوة . أحد المتداخلين حاول ان يوظف مقتل الطالب ويهاجم خطابنا من خلاله فقال ( علي الأقل كان تمشوا تعزوا في الشهيد قبل ماتحدثونا عن اتفاق جيبوتي ! قلت له ماالعلاقة ؟ لكن علي العموم نحن عزينا .. ان شاء الله تكون بتعرف بيت الشهيد ؟
ـ التوظيف السياسي لضحايا الصراع السياسي قديم ..منذ اصبح الطالب الشهيد القرشي مقطع في اغنية وطنية وصورة حزينة مثبته علي تاريخ بعينه وموضوع لتحقيقات موسميه باردة لناشئة الصحفيين
ـ بكي أحد آباء الشهداء في مظاهرات 2013 وهو يتحسر علي ابنه صاحب الثلاثة عشر ربيع وكنا وقتها نسجل مع أسر الشهداء لصالح إحدى القنوات .. قال :- انتم تحرضون أبناءنا للتظاهر والحكومة تقتلهم وكل هذا لتعود القيادات التى حكمتنا منذ الستينات لفنى يومها السؤال عن الذين قتلوا عمار بن ياسر وعن الذين أخرجوه!.
ـ في احداث الجزيرة أبا استنكف المرحوم نميرى شح الاستقبال في النيل الأبيض واستفزه عرضة أحد الانصار مشمرا ( ضراعه حتى بدت سكينته) فعاد النميرى إلي الخرطوم وأمر بدك الجزيرة أبا فحصدت أسلحة مايو ألفا من الأنفس الذكية وخرجت صحف اليسار يومها مهنئة القائد علي هذا الفتح العظيم
. في رذيلة توظيف دم ضحايا الصراع فان الحركات المسلحه قبل ان يذبحوا ويقطعوا لها من جديد ويسمونها حركات الكفاح المسلح( لا ادري ضد من) فإنها تعبئ أسلحتها وتسرج خيلها وتغشي المدن والقري والفرقان وتشتبك مع الجيش فيقع من يقع من الضحايا ثم تؤوب هذه الحركات في آخر النهار لتعد حصيلة القتلي لتوظفهم لدى منظمات حقوق الانسان ومحاكم التفتيش العالمىة ، تفعل هذآ وكأن الحرب يديرها طرف واحد
ـ استرسالا في رذيلة توظيف الضحايا وتصنيفهم فإن الحزب الشيوعي يفتح عينه ( اليسار) وهو ينظر إلي مقتلة عبدالخالق محجوب وصحبه عليهم الرحمة في مذبحة الشجرة فيراهم أبطالا شهداء ضحوا بأرواحهم وهو يجهرون بكلمة حق عند سلطان جائر ولكنهم في مقام مذبحة القصر فإنهم يسدون عينهم اليمين كأن دما لم يسفك وكأن ارواحا لم تزهق وهذه والله واحدة من أسفل سافلات التطفيف الاخلاقي ان تضع حذائك في صدر ضحيه باعتبارها فطيس وترفع بين ذراعي الضحية الاخري راية وعلم وطبلا وزمار ، مع ان الدم واحد ،هو دم المواطن السودانى المغلوب علي حظه
. خيط الدم السوداني القاني ظل يتدفق من تحت عتبة الصراع السياسي السودانى الاخرق كلما انتطحت كباشه وتصارعت أفياله
ـ دعونا نقلب هذه الأسئلة الكسيرة في زيت الحيرة علها تلقي جوابا او أذنا تصغي … من هم شهداء الصراع السياسي الذين رد حقهم بالقصاص طوال تاريخ الانتطاح السياسي ؟ وإلي متى ستظل دماء البسطاء هى الوسيلة الأسهل لتسخين الميدان السياسي ؟ إلي متى نخبئ أطفالنا في بيوتنا ونحرض ابناء الناس الي شوارع الموت ونجعلهم حصيدا للرصاص ؟ ( خبأت عرسك في بيتك وجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ؟
إن من أجمل المواساة لشهداء كررى وسلسلة بطولات التحرير التى ضخت أذكى الدماء هو ماصدح به وردى ( من أجلنا أرتادوا المنون .. ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون)
ـ ولكن ماذا عن الجرح الاخضر النازف منذ عام؟ جرح فض الاعتصام ؟
ـ أليس من غرائب الأمور أن يبرر الأخ عوض بن عوف وزملائه أنهم قرروا تلاوة بيان إزاحة البشير حقنا لدماء المعتصمين ؟ فمن الذى ضاق بالمعتصمين وأراق دمهم بعد شهرين من ذلك؟ ولماذا ؟ وماالداعي لنسج القصص الواهية حولها ( … ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب) ،،
ـ إن أسوأ من فقد الارواح هو تزييف حقائق موتهم وأسوأ من كل ذلك هو الوعود السراب
ـ أيها القوم .. أخرجوا للناس المفجوعين وقولوا لهم إن دماء أبنائكم هى النواة التى تسند زير التسويه السياسية القائمة الآن.فإن سحبناها وفتحنا ملفها انهارت آخر درجات إتفاق الحد الادنى بين منظومة الحكم واطل السودان علي أفق الفجيعه،قولوا لهم أنه مهر استقرار الفترة الانتقالية التى ان لم تكن هى الخيار الأمثل فهى الخيار المتاح وان دماء أبنائكم هو السائل الحيوى الذى يحفظ حياة الجنين القادم مبشرا بالخير والقمح والتمنى ،، صدقونى في هذا مواساة أفضل من اللف والدوران والاستهبال السياسي
. قولوا هذا ولكن بشرط …
ـ ان تكونوا صادقين بأن تجعلوها آخر الآحزان .. آخر محطات الإقتتال السياسي بدماء عامة الناس. فجيفة الصراع السياسي في السودان لاتستحق نقطة دم واحدة من دماء الابرياء
.دعونا نتفق ألا نخرج التسابق والتنافس السياسي من اطار الحوار وان نفضل خيارات التسويه علي خيارات الهزيمة والاقصاء
.لاتجعلوا جمهور السياسة كجمهور الرياضة يشق حلقه تشجيعا لفريقه فيعود مكظوما بعد أن يكتشف ان فريقه باع المباراة ــ مع فارق الفجيعه وكسر الخاطر وحرق الحشا.ــ
ـ إربطوا رحم الموت . موت غمار الناس واجعلوا الصراع السياسي صراعا بلادماء وبلا شهداء

حسن اسماعيل


‫6 تعليقات

  1. أقتباس (. في رذيلة توظيف دم ضحايا الصراع فان الحركات المسلحه قبل ان يذبحوا ويقطعوا لها من جديد ويسمونها حركات الكفاح المسلح( لا ادري ضد من) فإنها تعبئ أسلحتها وتسرج خيلها وتغشي المدن والقري والفرقان وتشتبك مع الجيش فيقع من يقع من الضحايا ثم تؤوب هذه الحركات في آخر النهار لتعد حصيلة القتلي لتوظفهم لدى منظمات حقوق الانسان ومحاكم التفتيش العالمية ، تفعل هذآ وكأن الحرب يديرها طرف واحد) أنتهى الإقتباس
    حركات العمآلة والإرتزاق هى أس الداء والبلاء يجب بترها وسحلها وأن لا تعطى فرصة جديدة لها ولأى شخص أو جماعة تؤيد العنف ناهيك عمن تلطخت إياديهم بدماء الإبرياء

  2. من اصدق واعقل من حديث وهذا ما يحتاجه الوطن والسياسيين الحاليين كي ننهض ،لم يحدث نهوض الامم بعد الفواجع الا بالعفو ولن تتحرك ماكينة الانتاج الا تحت راية السلام ولن نحقق ما نريد ابدا الا اذا تصافينا … تمسكوا بالعفو فليس يندم من قدم للوطن دما

  3. يا حسن يا طرحة أسوأ من المتاجرة بدماء الشهداء المتاجرة بالمواقف و بيع الرجولة في أسواق النخاسين..انت رخيص و خالي قيم و تمارس العهر السياسي مدفوع الثمن لكن (عينك بيضا و قوية ) فالآن تحدثنا عن الأخلاق في ممارسة العمل السياسي وهذه كارثتنا السياسية والأخلاقية في السودان أن الألسن والأقلام المومسات هن الأعلى صوتا و الأكثر رواجا

  4. جيت يا حسن تاني. المرة دي ما فيش طريقة لأنك انكشفت و قاعد امفكو وكلامك الكاتبو ده هلوسة و عدم راحة نفسية شوف ليك طبيب نفسي وبالعدم برك فكي

  5. كلامك صح لكن القحاتة البقنعهم منو

    خلاص لما يدخلوا في فتيل يقولوا ليك انت كوز