رأي ومقالات

تجاهلته حكومة الثورة وأنصفته أطياف الشعب السوداني


تجاهلته حكومة الثورة وأنصفته أطياف الشعب السوداني
في مناقب المرحوم الدكتور شرف الدين الجزولي ومآثره وأحلامه
بقلم:د. فتح الرحمن القاضي
طوي الجزيرة حتي جاءني خبر فزعت فيه بآمالي الي الكذب
فلما لم يدع لي الصدق أمله شرقت بالدمع حتي كاد يشرق بي
وهكذا قدر المرء عندما يبلغه خبر وفاة عزيز عليه بحيث لا يكاد يصدق وربما يجزع فالموت مصيبة تكاد تعصف بالانسان، بيد أن المؤمن سرعان ما يفزع الي الله ملتمساً الصبر الجميل وهو يتمثل قول رسوللنا الكريم محمد (ص) (إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي الله)عندما توفي ابنه ابراهيم ، وهكذا كان شأننا صبراً وثباتاً رغم هول الفاجعة ونحن نتبلغ نبأ وفاة الخال والصديق العزيز والزميل الدكتور شرف الدين الجزولي محمد علي.
فور سماع النبأ الفاجعة أقبلت طوائف واسعة من شعب السودان تعزي بعضها بعضاً وهي تذكر مناقب المرحوم شرف وتستحضر مآثره ومنجزاته وأفضاله علي الامة السودانية وتدعو له بالرحمة والغفران وحسن القبول . وتتجلي صور الرثاء في العديد من المقالات والمناشير ومقاطع الفيديو التي كانت هي السمة الطاغية في وسائل التواصل منذ وفاته حتي الان بحيث كان هذا السيل من المرثيات، وما يزال، يرد بكثافة في حق شرف، فمنهم من رثاه بحكاية ومنهم من رثاه بقصيدة. وعلي اختلاف صور الرثاء التي وردت من تلقاء افراد امتنا وجماعاتها فان القاسم المشترك الاعظم بين هذه المرثيات هو الاعتراف بفضل شرف والتعريف بجمائله وتعداد مآثره التي لا تكاد تحصي في أداء الرسالة الانسانية في مجال الطب والطبابة .
وعلي قدر مظاهر العرفان والوفاء الذين لقيهما المرحوم شرف وهو ينتقل الي رحاب العناية الالهية علي هذا النحو المفاجئ، وليس في الموت مفاجأة بالطبع ، حيث نعته أطياف الشعب السوداني وسائر زملائه في لجنة الاستشاريين علي نحو يليق بمجاهداته وبذله ومنجزاته في مجال الطب بعامة وجراحة العظام بخاصة، بيد أن ما يؤسف له أن الدولة الرسمية ممثلة في حكومة الثورة لم تقم بنعيه بذات القدر الذي نعته به جمهرة الشعب السوداني.
وربما يقول قائل وكيف يتسني للدولة الرسمية ممثلة في رئيس وزرائها أو وزير صحتها أن يقوما بنعي طبيب فرد بيما رزئت البلاد في الاونة الخيرة بفقدان نفر عزيز من كبار الاطباء المشهود لهم بالفضل والتفاني في خدمة الامة ، والحال هكذا فكيف تعتني السلطة الحاكمة باحد رموز الطب وتتجاهل الاخرين ؟!! وقد يبدو هذا التفسير صحيحاً للوهلة الاولي ولكن المنطق المقابل يقول إذا تعذر علي حكومة الثورة أن تفرد نعيأ خاصاً للدكتور شرف فلم لم تستأنس بتجربة السيد نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والاوقاف الذي لم يتواني في تقديم نعي جماعي في حق العديد من العلماء الذي توفاهم الله وتحذو حذوه في نعي العديد من رموز الطب الذين انتقلوا الي رحاب العناية الالهية خلال الفترة الماضية وإذا لكان الامر مقبولاً ومقدراً.
وربما يبدي البعض اندهاشه حول المساحة التي افردناها لهذه القضية مما يمكن أن يستشف منه بأننا المراد من هذا الطرح تسجيل إدانة للثورة وحكومتها والاجابة بالطبع لا ، ولكننا نري في ذات الوقت أن التنبيه لتقصير كهذا يبدو ضرورياً ولا مندوحة عنه إذ لا يجوز للثورة ومؤسساتها ان تتصف باحد أكبر الخصال غير المستحبة الا وهي الجحود ونكران الجميل (INGRATITUDE) في حق نفر من أطبائنا العظام أفنوا زهرة شبابهم وسني عمرهم في خدمة الامة السودانية في اشرف الميادين الانسانية الا وهو ميدان الطب ، ومن ضمن هذه النخبة الطيبة يعتبر الدكتور شرف من أبرز الاطباء الذين كرسوا جل جهدهم ووقتهم لخدمة المواطنين وفق افادة صديقه الدكتور الواثق مما يجعل شرف قمين بالاحتفاء والتقدير.
وإذا فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها واذا كان ثمة كلمة حق لا بد لها أن تقال في هذا المقام فان الاعتراف بالجميل يملي علي آخر مؤسسة شغل فيها منصب المدير العام أن تحتفي به وتخلد ذكراه وفي هذا الاطار نأمل أن يجهد المسئولون عن الجهاز القومي للضمان الجتماعي وفي مقدمتهم الاستاذة حنان عبد الكريم في تطوير مبادرة لتكريم ذكري شرف عبر اي صيغة مناسبة يرونها . ولا أقل أن تجهد حكومة الثورة ووزير صحتها الدكتور أكرم علي التوم في تعويض هذا التقصير عن طريق الاحتفاء بالدكتور شرف وذلك لن يتاتي الا بتحقيق الحلم الذي كان يصبو اليه شرف طوال حياته العلمية والعملية الا وهو إنشاء (مركز قومي لجراحة العظام والاصابات) وياحبذا لو حمل المركز المقترح اسم الدكتور شرف الدين الجزولي من باب العرفان والوفاء . ومن الثابت ان الدكتور شرف قد اجتهد كثيراً في تجسيد حلم إنشاء المركز القومي لجراحة العظام وجعله اقعا حياً في عالم الطب علي مستوي الممارسة والتدريب اسوة بالعديد من المراكز الاخري المتخصصة في عالم الطب بيد أنه لم يلق الاستجابة المطلوبة من قبل بعض الوزراء والمسئولين في عهد النظام السابق من جهة تقاعسهم عن التفاعل مع فكرة انشاء مركز قومي للعظام لا بل تجاهلوا الفكرة واستعاضوا عنها بمشروعات أخري أقل أهمية اذا ما قيست بالمركز القومي للعظام.
ورغم أن النظام البائد أدار اذناً صماء لمقترح الدكتور شرف حول المركز القومي للعظام فإنه لم يقف مكتوف الايدي من خلال الجهود المقدرة التي بذلها حيث اشرف علي تدريب مجموعة مقدرة من زملائه اختصاصي العظام علي عمليات استبدال مفصل الركبة ومفصل المخروقة من مختلف مدن السودان لينقلوا حصيلة تدريبهم لينتفع بها المواطن في مختلف ارجاء البلاد ، وفي هذا السياق تجدر الاشارة الي انه قد تم اعتماد قسم العظام بمستشفي شرق النيل كمركز عالمي للتدريب في مجال جراحة العظام من قبل (SICOT) وهي منظمة عالمية معروفة في هذا المجال الحيوي.
ولا يمكننا بالطبع أن ندع واقعة وفاة المرحوم شرف تمضي بدون التعريف بشخصه وتعداد مآثره، فالكتور شرف ينتمي الي عشيرة (العشياب) من نواحي (البار أم درق) بالضفة الشرقية للنيل قبالة كورتي وهي ذات المنطقة التي شهدت تغولاً من قبل الرئيس المعزول وبعض متنفذي المؤتمر الوطني علي أراضي المواطنين لتشييد بيت للبشير تحت مسمي ما صطلحنا علي تسميته (بالعمارة عمر) في مقالنا الشهير بصحيفة التيار الذي سجلنا فيه اعتراضاً واضحاً علي ما شهدته المنطقة من تغول فاضح علي ايدي متنفذي المؤتمر الوطني ورئاسة الجمهورية.
وترجع اصول الدكتور شرف الي (الحمدتياب البكرية) من جهة نوري بالولاية الشمالية. وينتسب من جهة الاب الي جدنا الجزولي محمد علي محمد خير غجه (والغجة ) تعني الشعر الكثيف وفق رواية العالم محمد احمد عيسي أحد أكبر علماء عشيرة العشياب وإمام مسجد الخرطوم الكبير في حقبة الستينات، أما من جهة الام فتنتمي أمه (ست عيش) بنت سابل الي عشيرة السابلاب وهي أحدي عشائر قبيلة البديرية الدهمشية.
ولد المرحوم شرف بحي السجانة الشهير جنوب الخرطوم وتلقي تعليمه الاولي والأوسط والثانوي في الخرطوم والجامعي في كلية الطب جامعة الخرطوم حيث تخرج في العام 1979 وتنقل المرحوم في العديد من اقاليم السودان حيث عمل في مستشفيات الابيض وابوزبد ورفاعة ومستشفي الخرطوم حتي مطلع التسعينات.
وقد كان المرحوم يشرف يعتزم مغادرة السودان العام 1990 م للتخصص في بريطانيا غير ان هنالك حدثاً جعله يعجل بالخروج الا وهو واقعة اعدام منسوبي حركة رمضان ، ورغم ان شرف كان مستقلا غير منتمي لجهة حزبية بعينها الا انه يلزمني ان اسجل للحقيقة والتاريخ بأن شرف الذي لم يعهد عنه الغضب لم يري أكثر غضباً من ذلك اليوم الذي شهد اعدام نحو ثلاثين ضابطا علي خلفية المحاولة التي اقدم عليها نفر من الضباط للانقلاب علي نظام الانقاذ، وقد عبر لي شرف صراحة عن استيائه الشديد من تنفيذ عملية اعدام الضباط علي ذلك النحو من الفظاعة دونما محاكمات .
وبما انه لم يكن ميسورا السماح للاطباء بمغادرة السودان في مطلع عهد الانقاذ وهو بالطبع أمر مشروع لفئة الاطباء الذين جبلوا علي الاستزادة في العلوم والتدريب والتخصص في مختلف المجالات من أجل الارتقاء بمستوي وجودة الخدمات الطبية وهو ما لقي التقييد من قبل السلطات الصحية في ذلك التاريخ فقد كان محتما علي الاتصال بالدكتور خيري عبد الرحمن وكيل وزارة الصحة آنذاك وبذل مساعي لديه لتيسير خروج شرف وزوجه من السودان تلقاء بريطانيا للتخصص والتاهيل وقد استجاب الدكتور خيري مشكورا للمساعي التي بذلتها في هذا الاتجاه . وهكذا قدر للدكتور ان يغادر السودان في مطلع الانقاذ ليمكث نحو عشر سنوات متصلة انفقها في نيل العلم لينال زمالة كلية اختصاصي الجراحة الملكية (FRCS) في مطلع التسعينات بجامعة أدنبره ليتلوها نيل التخصص الفرعي في مجال جراحة العظام والاصابات.
وفي اعقاب تلك الفترة شهدت البلاد عودة متقطعة للدكتور شرف وهي الفترة التي حرص فيها علي استثمار الاجازات التي يحضر فيها للسودان في اجراء العديد من العمليات الجراحية في مجال استبدال مفاصل الركبة وهو التخصص الدقيق الذي برع فيه حيث كان يحرص علي جلب الاجهزة والمعدات من بريطانيا ويجري العمليات في وقت لم يكن فيه هذا النوع من الجراحة شائعا بالبلاد.
ولما استشعر الدكتور شرف الحاجة الماسة لهذا النوع من العمليات الجراحية مع ندرة الاطباء المشتغلين بها قرر أن يحزم حقائبه للعودة الي البلاد لكي ما يعمل مع بقية اقرانه وزملائه علي توطين جراحة العظام بسائر فروعها بالداخل . وهكذا وقع الاختيار علي مستشفي شرق النيل لكي يكون موئلاً لهذا المشروع العظيم ليصطفي الدكتور شرف العديد من زملائه الذي كانوا يعملون خارج السودان ويلتمس منهم ويشجعهم علي العودة للوطن من اجل انجاز هذا المشروع العظيم في وقت كانت فيه البلاد ، وما تزال، في أمس الحاجة لهذا النوع من الخدمات وقد كان في مقدمة الاختصاصيين الذين استجابوا لنداء الواجب الاخوة الاطباء عمر عكود اختصاصي جراحة السلسلة الفقرية ، والدكتور حسن بشير اختصاصي جراحة العظام، وما سواهم من اختصاصي جراحة العظام والاصابات.
لقد كان في مقدور الدكتور شرف أن ينشئ مشفي خاصاً به لجراحة العظام ويجني من خلفه الكثير مثلما فعل العديد من اقرانه في مجالات اخري وهو علي ذلك لقادر ولكنه آثر أن يكرس جل وقته وغاية طاقته في تحقيق اكبر قدر من الانتفاع للمرضي في مستشفي عام من واقع معرفته بالحاجة الماسة لمرضي العظام والاصابات مع ضيق ذات اليد الامر الذي لا يمكنهم من الحصول علي الخدمات الطبية عالية الكلفة في هذا المجال.
وهكذا قدر لمستشفي شرق النيل الذي ال الي الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي ان يتشرف بخدمات المرحوم شرف ورفاقه حتي اضحي هذا المستشفي من انجح المشاريع الصحية التي تتبع للجهاز الاستثماري في الوقت الذي شهدت بقية المشروعات الصحية والمستشفيات التابعة للجهاز تعثرا ملحوظاً في العديد من المجالات ليس هذا المقام المناسب للاستفاضة في اسبابها. وليس ثمة شك في أن النجاح الذي اختبره مستشفي شرق النيل في مجالات الطب والجراحة بعامة وجراحة العظام والاصابات بخاصة انما يعود لحسن إدارة الدكتور شرف لهذا الصرح الطبي إبان توليه مسئولية إدارة المستشفي وهي الفترة التي احرز فيها العديد من المنجزات ليحقق ذلك المستشفي طفرة كبري بادية للعيان.
ولم تقتصر خدمات شرف علي إجراء عمليات استبدال مفاصل الركبتين للرئيس السابق عمر البشير الذي لم يجد ايادي اكثر دراية وخبرة من الطاقم الطبي المؤلف من الاختصاصيين شرف وطارق اللذين قادا الفريق الطبي في اجراء عملية جراحية ناجحة للرئيس السابق ليتسلمه الدكتور سعد اختصاصي العلاج الطبيعي . ولم تتوقف جهود شرف عند إجراء عملية استبدال مفصل الركبة للسيد أحمد هرون مؤخراً وإنما امتدت خدماته هو وزملائه الميامين لتشمل عموم أهل السودان الذين لم يتكلفوا طاقة السفر خارج البلاد لانجاز هذا النوع من العمليات عالية التخصص شديدة الكلفة لينعموا باجرائها داخل وطنهم ووسط أهليهم باسعار تنافسية لا تقارن مع الكلفة الباهظة خارج البلاد.
وفيما تطرح بعض المنشورات اشارات ايحائية سالبة حول طبيعة الانتماء السياسي أو الفكري للمرحوم شرف علي خلفية اجراء العمليات الجراحية لكلتا ركبتي الرئيس السابق الا انه يلزمني التاكيد علي حقيقة ان شرف لم يكن متحزبا لجهة أو حزب وإنما كان مواطنا عالي الانتماء لوطنه شديد الاخلاص لمهنته باذلاً غاية جهده لمداواة مرضاه واسعادهم بغض النظر عن المواقع الوظيفية أو المراتب الاجتماعية التي ينتسبون اليها. وهذا النوع من العرفان يتجلي بوضوح في المراثي العديدة التي بذلها اهل السودان كافة علي اختلاف انتمائاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية احتفاء بكسبه وتقديرا لجهده . وليس بمستغرب أن يجهد اي طبيب يتحلي باخلاق المهنة في علاج مرضاه بغض النظر عن رأيه الخاص، إتفاقاً أو اختلافاً، مع هويتهم السياسية أو طبيعة انتمائهم الفكري، أو ماهية المواقع التي يشغلونها في سدة الحكم .
وفي هذا السياق يلزمني بوجه خاص التاكيد علي موقف شرف الجزولي الداعم للثورة منذ بواكيرها الاولي حيث كان شرف هو أول من بادر بفتح ابواب مستشفي شرق النيل لمعالجة الذين اصيبوا من الثوار في المواكب المطالبة باسقاط النظام وذلك قبيل نجاح الثورة في الحادي عشر من ابريل ، ولم تدع الاجهزة الامنية هذا الموقف المساند للثورة يمر بلا مساءلة حيث تعرض شرف لضغوط كبيرة ومضايقات كثيرة من قبل أجهزة امن النظام التي كانت تفرض رقابة صارمة علي المستشفيات قبيل سقوط النظام ولمن اراد الاستيثاق من هذه المواقف فما عليه سوي ان يسأل زملاء الفقيد بمستشفي شرق النيل الي جانب الثوار أنفسهم الذين اختبروا تعاطفه مع الثورة ووقفته الشجاعة في وجه نظام الانقاذ.
ونحن إذ ندعو لشرف مع حلول ميقات دفنه يوم غد الاثنين ببريطانيا في مدينة أورمسكيرك (ORMSKIRK) الواقعة شمال ليفربول فاننا لا ننسي أن نتوجه باحر ايات العزاء لاهلنا في عشيرة العشياب ذلك أن الفقيد لم يدخر وسعاً في رعاية عشيرته الاقربين من العشياب والسابلاب وسائر الاهل حالما يفزعون اليه في المصائب والملمات ولم يألو جهداً في الاعتناء بهم والسعي لمساعدتهم ، وبفقده فقد الاهل ركناً مكيناً كانوا يقصدونه وقت (الحوبات) عند الحاجة، ومن أجل ذلك سيظل شرف رمزأً حياً للمروءة والكرم والشهامة والخلق النبيل في نفوس أهله و.زملائه ومرضاه.
كما نتقدم بعزاء واجب للاسرة في وفاة شرف وشقيه عبد الدائم الذي توفي قبله باسبوع، وفي مقدمة من نختصهم بالعزاء ابنه الدكتور الجزولي وابنته الدكتورة ولاء، وزوجه الدكتورة لويز اختصاصي العيون وابنائها الخمس، وزوجته تسنيم ابو بكر المختصة في مجال العلاج الطبيعي، واخوته عمر الجزولي ومحمد عثمان الجزولي، واخواته راجنو وسعدية وفاطمة ، وسائر أبناء اخواته وابناء اخوانه، وزملائه في مجال الطب بعامة وطب العظام بخاصة ويشمل ذلك الدكتور عمر عكود ومبارك فضل ومبارك عووضه وكمال شوقي عكاشة واحمد فحل وسليمان حسين وسائر زملائه واقرانه ، فضلاً عن محبيه والعارفين بفضله ومن لقوا الشفاء علي يديه ، والتعزية بصفة خاصة لزملاء شرف من الاطباء من عشيرة العشياب ومن ضمنهم ابناء عمومته د. عبد السلام محمد عثمان اختصاصي الباطنية ود. الجيلي خالد موسي اختصاصي التحاليل الطبية، والعزاء موصول الي أسرة الجزولي بخاصة وعشيرة العشياب والسابلاب بصفة عامة.
وفي مختتم هذه المرثية فانني أجدد التذكير بمبادرة تأسيس (المركز القومي لجراحة العظام والاعتصام) راجياً أن يضطلع زملاء شرف ومحبيه وفي مقدمتهم اختصاصي العظام بانفاذ هذه المبادرة بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارة الصحة ومؤسسات المسئولية الاجتماعية والقطاع العام والخاص والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
وقبل المختتم فهذه سانحه اتوجه فیها بالخطاب الی الاخ العزیز بوفسور طارق الهدی الذی یعکف هذه الایام علی وضع اللمسات الاخیرة لبعض الاصدارات التی توثیق لمسیرة الطب وتاریخ الاطباء فی السودان راجیا ان تسعفه المادة قید التوثیق فی استصحاب سیرة المرحوم شرف الدین الجزولی فی سجل العظماء من رموز الطب فی السودان الذین لم ولن تنمحی ذکراهم من ذاکرة تاریخ الطب فی السودان
اللهم ارحم خالنا وبن عم والدتنا (روضة سليمان عمر علي )المرحوم شرف الدين الجزولي واغفر له وتقبله في الفردوس الاعلي من الجنان واجعل سائر علمه وعمله الذي لم يدخر وسعا في تقديمه لامة السودان صدقة جارية ينتفع بها الي يوم المعاد، واجعل البركه في عقبه وذراريه الي يوم القيامة….
آمين آمين آمين.
ولا حول ولا قوة الا بالله ، وإنا لله وإنا اليه راجعون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم:د. فتح الرحمن القاضي