زاهر بخيت الفكي

أنا وحميدتي كهاتين في الورطة..!!


أقر أنا كاتب هذه الزاوية بأنّي أفشل حارس مرمى مرّ على الميادين (الغبشاء الغبراء) في قريتنا والقُرى المُجاورة والدليل أنّ أي تهديفة في مرماي كانت تجد طريقها ممهداً للدخول بين العارضتين حتى لو ركلها حارس مرمى الخصم ، كُنتُ أعجب من حرص كابتن الفريق على اختياري الدائم لحراسة مرماه وموافقة اللعيبة أيضاً على اختياره لي لا سيّما في المُباريات التنافسية بين القرى ، ولم أفهم المغزى وقد حسبتها في بداية الأمر مهارات فردية مخفية اتمتّع بها يراها هو ولا أراها أنا أو الجمهور .

تبيّن لي لاحقاً أنّ إضافتي للفريق التعبان أصلاً كانت عبارة عن ترضيات ومحاصصات لكوني داعم أساسي وصاحب شير مُعتبر في (الكَفَر) ، وسبب آخر أنّ الميدان يُجاور منزلنا والحوش مفتوح بعد المباريات لرفاقي مع خدمات توفير مياه الشُرب لهم وأحياناً (شربات) وفي حالات نادرة شاي للفريق الزائر ، وأهم سبب هو نسب الفشل لي في أي هزيمة مُتوقعة ، ولم أتأثر يوماً بالهجوم بل كُنت سعيداً به.

حالي كحال الفريق حميدتي الأن ، بالرغم من قلة خبرته في الممارسة السياسية نجد أنّ حمدوك وبقية الكفاءات في الحكومة الإنتقالية قد أسندوا للرجُل كُل الملفات الخطيرة (السلام ، الاقتصاد) ، تراضوا على أن يقودهم في فتح هذه الملفات ونزع إبر الألغام المزروعة فيها بعد أن تأكد لهم أنّ خبراتهم (المزعومة) وشهاداتهم العُليا المسنودة باجادتهم للغات الدُنيا الحيّة ليست ذات قيمة في حلحلة عُقد الحالة السودانية (شديدة التعقيد) ، وما من سبيل للخروج من هذه الورطة إلّا بالتواري خلف حميدتي ليصّد عنهم هُجوم المواطن وقذائف الرأي العام في حال فشله في إدارة هذه الملفات ويمنحهم شرف المُشاركة معه إن تكلّلت مساعيه في الخروج بالبلاد من عُنق زجاجة الأزمات المُستفحلة.

لم استغرب عندما ترجّل حمدوك عن مقعد رئاسة اللجنة الاقتصادية وتركها طائعاً ليحل حميدتي مكانه بل ويقبل بأن يكون الرجُل الثاني في اللجنة حتى يحمل عنّه ما جثم في صدره من هموم.

شُركاء حميدتي من العسكر وكفاءات حمدوك وقفت دوابهم عند عقبة أزمات بلادنا المُتلاحقة ، وقد ظنّوا ظناً لا تُدانيه الشُكوك قبل جلوسهم على مقاعد الحُكم بأنّ النظريات التي مرت عليهم في مناهج الدراسة وخبراتهم التي اكتسبوها من هنا وهناك كافية لادارة دولة كالسودان ، أدخلوا شهاداتهم اليوم في الجيوب ووضعوا أياديهم على القلوب خوفاً من فشلٍ اعترف به البعض منهم قبل أنّ يكتمل العام الأول من عُمر الحكومة الإنتقالية ، والمُعطيات الماثلة أمامنا لمن لديه القُدرة على القراءة الصحيحة تدُل على أنّ الغد (السياسي) لن يكون بأي حال أفضل من الأمس (البائس) والحاضر الكئيب.

وكان الله في عون البلاد وأهلها.

زاهر بخيت الفكي

الراكوبة


تعليق واحد

  1. اول ما بدا حميدتي بالكلام قال ليهم جينا فرع ولا تدسوا منا المحافير.
    والمرة التانية قال للدولار يا وقعتنا ويااا وقعناك
    بعدها اي واحد عندوا شهايد اقتصاد بللاها وشرب مويتها.