الفاتح جبرا

المكاشفة يا حمدوك !

كم هو مثير للضحك والشفقة والرثاء ما تقوم به فلول الإنقاذ الفاسدة وخفافيش ظلامها المرتعبة من مخططات لإجهاض الثورة بدأت منذ الإطاحة بتنظيمهم الموبوء بكل عناصر الشر والفساد ، إرتكزت خطتهم بداية بتمكين لجنتهم الأمنية كشريك في الحكم من أجل الإستحواذ على صناعة القرار ثم سعوا إلى الإبقاء على بعض عناصرهم ليتحكموا في مفاصل الدولة من قوات نظامية وخدمة مدنية فنجحوا عبر هؤلاء المندسين في تعطيل عمليات المحاسبة والمحاكمات التي تنتظر رموزهم بما في ذلك الملفات التي لم تكن تقبل التباطؤ والتأجيل كملف مجزرة القيادة وملف قتلة الشهيد أحمد الخير وملف أعدام (ضباط رمضان) الأشاوس وبقية ملفات القتل والدماء التي سفكوها..
ثم إنتقل القوم إلى (شيطنة) لجان المقاومة وإظهارهم بمظهر الخارجين عن القانون يصاحب ذلك حملة إعلامية شرسة بواسطة أقلامهم (المتقيحة) لإغتيال شخصيات تجمع المهنيين وقادة الحرية والتغيير، ثم بدأ القوم في خطتهم الشيطانية من خلال أذرعهم في كل الولايات من ولاة عسكريين يأتمرون بأمر (اللجنة الأمنية) وجرذان يتبعون إلى تنظيمهم الفاسد في إختلاق الأزمات المعيشية التي طالت جميع المدن مستهدفة الإحتياجات المعيشية الأساسية في حياة المواطنين وقد نجحوا في ذلك نجاحاً باهراً في ظل حكومة ينقصها ولاء (السلطات الأمنية) التي تراقب وتحاسب ويعمل ذراعها العسكري من أجل إضعافها وتفكيكها !
الآن فلول النظام وبفضل أنهم ينعمون بالهواء الطلق وحرية الإجتماع دون حجر أو حظر أو ملاحقة قد إنتظمت صفوفهم الهزيلة من أجل توجيه الضربة القاضية للثورة المجيدة (كما يتوهمون) مستغلين حالة اليأس والقنوط التي بدأت على الشعب بعد كل تلك الإخفاقات التي ساهموا في إفتعالها يساندهم في ذلك أعضاء اللجنة الأمنية (المتوثبون) لإستلام السلطة حيث دعا القوم المواطنين للخروج مطالبين بسقوط الحكومة وهم لا يعلمون بأن هذا الشعب الذي قدم كل هذه الأرواح النضيرة من أجل ثورته (فاهم اللعبة) ولن تنطلي عليه هذه الحيل العقيمة وهو يعلم تماما مكامن الخلل في هذه الحكومة التي أنتجتها الثورة والمتمثل في وجود (لجنة البشير الأمنية) التي عملت على تكبيل الحكومة والعمل على تفشيل كل مساعيها وإطلاقها العنان لشراذم قوى الدوله العميقه لكل ما من شأنه أفشال تحقيق أهداف الثورة ساعدهم في ذلك غياب الاستراتيجية والرؤى لحكومة حمدوك وضعف الكوادر التي تم إختيارها لأداء مهمة إدارة التغيير وتنفيذه وقد سطرنا الكثير من المقالات التي تدعو الحكومة هذه بمكاشفة الشعب (علنا) عن أسباب هذا القصور وهذا التعثر الواضح في تحقيق شعارات الثورة الذي صبر الشعب عليه كثيراً لكنها تستمرأ الصمت والسكوت و(تطنيش) إرادة هذا الشعب الذي جاء بها لتقود التغيير وتمضي بمسيرة الثورة نحو غاياتها المأمولة .
رددنا وقلنا كثيراً إنو (الناس عارفة) ومقدرة كل الظروف والعوائق والصعوبات التي يمر بها المدنيون في مجلس السيادة وحمدوك وزرائه ثم قوي الحرية والتغيير.
لكن برضو (الناس) كانت تنتظر ان يكون هناك القليل من الشفافية والوضوح في تمليكهم الحقائق والمعلومات المطلوبة عمن يقوم بإعاقة مسيرة هذه الثورة (الواضحة) والوقوف في مواجهتها حتى لا تبلغ أهدافها ؟
إن الظروف الموضوعية والواجب الوطني تحتمان على السيد رئيس الوزراء أن يخرج للشعب الآن وقبل مسيرة 30 يونيو المرتقبة في لقاء مكاشفة يوضح فيه للناس ماهي العوائق التي تقف أمام تحقيق أهداف الثورة ومن هم خلفها حتى يكنسهم الشعب كما كنس (من قبلهم) فقد إنتهى (الوقت المتاح للصبر) لكن يأبى السيد رئيس الوزراء إلا أن يتدثر بالصمت ليجعلنا نهباً لمثل هذه المؤامرات والسيناريوهات (الوضيعة) !
أخيراً رسالة نوجهها للمكون العسكري وتوابعه من (خفافيش) الدولة العميقة بأن الشعب أوعى من أن (يتغشا) أو يفرط في ثورته وأنه قادر على (كنس) كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذه البلاد وأن شعلة الثورة لا زالت متقدة وأن الثورة ماضية ولا رجوع أبداً للوراء.
كسرة :
أيها الفلول .. أيتها اللجنة الأمنية .. إتقوا غضبة هذا الشعب الذي (تعلمون) !
كسرة ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة

الفاتح جبرا

‫2 تعليقات

  1. بارك الله فيك يا استاذ الفاتح جبرا اللعب اصبح علي المكشوف وكل الشعب يعلم ان هناك مؤامرة تلعب لافشال الثورة
    العظيمة واستلام الجيش والامن الحكم فى البلاد لكن هذا لن يحدث الا علي جثث الشرفاء من الشعب السودانى وخصوصا
    شباب هذه البلاد الواعي والصاحى لكل ما يدور بين العسكر وبنى كوز ونرجو من السيد رئيس الوزراء الخروج للشعب
    السودانى علي الهواء مباشرة فى خطاب مكاشفة وتوضيح كل ما يعوق تقدم هذه البلاد ومن يضع العراقيل امام الحكومة
    وينرك الباقى للشباب والثورة مستمرة والعزة للسودان

  2. السلام عليكم الأستاذ الفاتح
    في الواقع نحن وصلنا مرحلة نحتاج فيها لرؤية جديدة من أجل حماية الوطن من الانهيار.. الوضع السياسي والاقتصادي وانت سيد العارفين لا نحتاج للتعريف به.
    المشكلة ما في الكيزان فقط كما يوحي مقالك.. وحين تشخص المرض في هذه المراحل الخطيرة خطأ فقد تكون النتيجة كارثية.. يعني مثلا لو صارح حمدوك السودانيين سيحدثهم فعلا عن الدولة العميقة، ولكن أيضا سيحدثهم عن فاعلين مهمين جدا جدا جدا سيحدثهم عن المخابرات الأجنبية وعن الدول التي لا تريد الاستقرار للسودان لأن استقراره سيعني المطالبة بأراضيه المحتلة، سيحدثك عن الحركات المسلحة والايد الخفية التي تحركهم سيحدثك عن الجهل والعنصرية، سيحدثك عن قصر نظرة الحزبيين وتكالبهم على الغنائم وعن وعن وعن..
    في رأيي المتواضع أن الحل في
    1- نأخذ كل من سرق أو نهب أو قتل الى جنب لمحاكمات عادلة
    2- نصدر اعلان مبدئي بقبول مطالب الحركات المسلحة ونطلب منها الحضور والمشاركة لتنفيذ مطالبها وليس التفاوض معها .. من يفاوض من؟!
    3- نعلن لجميع السودانيين بخلاف من عليهم قضايا قانونية أن السودان للجميع بما فيهم الكيزان وعلى الجميع الانخراط في عقد وطني جديد هدفه الاعتماد على أنفسنا للخروج من الكارثة المرتقبة (بالمناسبة حين تكون لك جهات منظمة كهؤلاء معارضين لك وبينكم مثل هذه الحزازات المدمرة سيكونوا رصيدا قويا جدا للمخابرات والدول التي تتقاطع مصالحها مع مصلحتك وستخنقك من داخل منزلك)ّّ
    4- أن نوقف لغة اللعن والكراهية التي نستخدمها الان مع سدنة النظام السابق لأن من الجهل بكل مكان أن يكون لنا مشكلة في ناس بيننا ومتوغلين في كل مفاصل الحياة ونحاول نعالج مشكلتهم بلغة الكراهية فنحن ظللنا نستخدم هذه اللغة منذ انطلاق الثورة وحتى اليوم لأكثر من عام ونصف فماذا حققنا .. يقول انشتاين أن الجنون أن تقوم بعمل الشئ مرارا وتكرار ظنا منك انك ستحصل على نتيجة مختلفة “Insanity is doing the same thing over and over again and expecting different results.”
    5- نحن نحتاج لرجل في حكمة قادة رواندا أو مهاتير محمد في ماليزيا .. نحتاج بحق وحقيقة لونستون شرشل جديد ورث العالم عنه الاف المقولات والحكم التي سارت بها الركبان والتي استطاع بها نقل بلاده من مرحلة الحرب العالمية الى مرحلة الرفاهية والاستقرار.. في اعتقادي أن عبدالله حمدوك مؤهل للقيام بهذا الدور إذا ترك له الأمر دون تدخلات من هنا أو هناك ودون إرهاب فكري.. اذكر أنه بدأ في جمع الصف والتقى بغازي صلاح الدين فطفق أصحاب لغة الكراهية يقذفونه بكل ما لا يليق ويهددونه بالويل والثبور!!!
    اخي الفاتح .. دعك من الشعور بالحنق والمظالم التي حدثت خلال ال 30 عاما الماضية واعد التفكير بنظرة كلية شاملة تستصحب كل المشاكل وتذكر أنك تتحدث عن وطن يمكن لتصرف واحد أو كلمة واحدة أن تقتل الافا منهم ولكلمة واحدة ان تحييهم!! ثم قرر هل هذا الطريق الذي نسير عليه صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟