تحقيقات وتقارير

من يأمرنا بالتباعد الاجتماعي غابت عنه الاحترازات وظهر في قلب معمعة الموكب .. وزير الصحة في مليونية 30 يونيو


من بين مئات الصور حُظيت صورة للدكتور د. أكرم التوم وزير الصحة الاتحادي، يتحدث لمجموعة من الشباب بتداول واسع على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، والتقط ناشطون “الثلاثاء” صورة لوزير الصحة بالتزامن مع خروج الآلاف من المواطنين في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، تلبية لدعوة لجان المقاومة وأسر شهداء ثورة ديسمبر، الخروج لـ”تصحيح مسار الثورة” في ذكرى الثلاثين من يونيو العام الماضي، التى سبقها جدلاً وتباين في الآراء حول إمكانية أن تساهم (المليونية) في تفشي وباء فايروس “كورونا”.

صاحب تداول الصورة الكثير من التعليقات الساخرة، لكونها التقطت له في تجمع كان غائبا فيه الإجراء غير الدوائي “التباعد الاجتماعي”، الذي ظل ينادي الوزير بالتعامل به لإيقاف انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19) وتهدئته، كما لم تغيب التعليقات والردود الإيجابية على الصورة والإشادة بمجهودات الوزير التي ظل يقوم بها منذ أدائه القسم وزير للصحة في البلاد، وشكك ناشطون في صحة ما كُتب من تعليقات على الصورة بأنه كان مشاركاً في المسيرة، فيما نسبها بعضهم – التعليقات الساخرة – لمؤيدي النظام البائد.

حسناً؛ اختارت مبادرة تأهيل مركز صحي الشهيد قصي حمدتو بجبرة ذكرى الثلاثين من يونيو التي صادفت يوم امس قبل الأول (الثلاثاء) موعدا لافتتاح المركز الذي كان من المفترض أن يكون وزير الصحة حضورا في افتتاحه، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب تأخر إيصال الدعوة اليه.. اتصل الوزير هاتفياً بشاهيناز جمال عضو المكتب الإعلامي للجان مقاومة جبرة وأخطرها بأنه يريد مقابلتهم كمبادرين قاموا بصيانة وتأهيل المركز ومعرفة نواقصه ، وبحسب شاهد عيان تحدث لـ(اليوم التالي) فإنه – الوزير – التقى (7) أشخاص بينهم عضو من مبادرة شباب الحي لصيانة المركز، ولما يقارب الساعتين كان الوزير مجتمعاً معهم داخل أحد المطاعم القريبة من مقر شركة كنار سمح لهم صاحبة بالدخول بعد أن تعرف عليه.

أثناء محاولاتنا البحث عن ما يؤكد لنا أو ينفي صحة ما صاحب الصورة (مشاركة الوزير في مسيرة تصحيح مسار الثورة) نشر آدمن الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الموثقة بالشارة الزرقاء توضيح صوت وصورة للوزير نفي فيه ما أشيع وما كتب من تعليق بانه شارك في المسيرة..

الوزير قال إنه علم بدعوته حضور افتتاح المركز متأخرا وكان حريصا على الذهاب إليه لاسيما أنه – المركز- أعيد تأهيله وافتتاحه باسم الشهيد قصي حمدتو، وأضاف أن رقم الهاتف الذي عن طريقة سيتمكن من الوصول للمركز، وأوضح أنه اتصل بإحدى المُنظمات لافتتاح المركز إلا أنه علم منها بأنه تم الافتتاح وأنهم تحركوا مشاركين في أحد المواكب بشارع المطار.

آثر الوزير الترجل من سيارته لاسيما أنه كان قريباً من مسار الموكب عن طريق الصدفة، والتقى بهم داخل أحد المطاعم كما أشرنا لذلك مسبقاً، وبحسب الوزير أنه ناقش مع الشباب قضايا ذات صلة بالوضع الصحي وتأهيل المراكز الصحية وأزمة الدواء فيها كان الالتزام بالتباعد الاجتماعي والكمامات، وأشار أنه وبعد نهاية اللقاء خرج متجها صوب سيارته إلا أن بعض الثوار ولجان المقاومة كانوا موجودين في محيط المنطقة وعلموا بوجوده، وقال: (طلعوا بهتافات جميلة كانت داعمة للحكومة وأهداف الثورة).

إلى أن وصل سيارته لم يتعرض الوزير لأي اعتداء، إلا أنه لاحظ عدم وجود هاتفه وقال في التوضيح: (مع المزاحمة الموجودة في المنطقة إلى حين الوصول إلى السيارة كانت هنالك زحمة ووارد إنو الشخص يفقد هاتفه).

وأوضح أنه فتح بلاغا بفقدان هاتفه واستخرج بطاقة الاتصال “الشريحة”، ونفى صحة ما أشيع بأنه تعرض للاعتداء عدا فقدان هاتفه، واعتبر ما أشيع عن تعرضه للاعتداء (كلام فاضي)، وتعليقاً على الصورة التى تم تداولها للوزير (الثلاثاء) كتب المرضي محمد : (كونوا الوزير يقيف ويتكلم مع المواطنين دي حاجة جديدة في السودان أشكروا ربكم على سماعه في الهواء الطلق لأن العهود عودتنا ممكن الحرس يدفرك).

المقداد سليمان
صحيفة اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. نصدق منو ؟ عيونا ولا سي كرمرم ولا كاتب المقال … الراجل لو ما بعض الناس الكانوا جنبو ومنعوا منو بعض الشباب لاكل علقة بت امها .. تجي تقول ثوار ووزير وهواء طلق هواء انت .. انتوا فاكرين الناس بريالة …

  2. مين قال ليك جديدة في السودان.. لا تكذبوا.. وزراء الانقاذ اقسم بالله العظيم مع الناس في الجامع و المناسبات بدون حراسة .. ما تخمونا ساكت.
    بعدين الوزير بسيط التفكير قايل كل من سمى نفسه ثائر ملاك.. والله ربك ستر عليهو كان انجلد جلدة تمام.. اتحداك و اتحدى وزراء قحت تكرر اللقاءات الجماهيرية دي.