عبد اللطيف البوني

الجزيرة من الداخل

(1 )
مشروع الجزيرة مشروع قومي , ما قلنا حاجة . سكان الجزيرة فيهم كل سحنات السودان , ما قلنا حاجة . مشروع الجزيرة كان ومازال يديره موظفون عموميون من مختلف بقاع السودان , ما قلنا حاجة وسيظل مشروع الجزيرة على قوميته هذه من حيث التوظيف , ما قلنا حاجة عوامل الإنتاج في مشروع الجزيرة كثيرة ومتداخلة , برضو ما قلنا حاجة عامل الإنتاج الأول في الجزيرة وفي غيرها من المشاريع الزراعية هو الإنسان وبرضو هنا ما في جديد ولكن عندما يكون ذات الإنسان , عامل الانتاج الأول في المشروع الذي هو المزارع قد أصبح مسئولا فهذا الذي فيه شيء من الجدة وكما يقولون الجديد شديد فتأسيسا على هذه الجدة والشدة خلونا اليوم نرحب بالدكتور عبد الله الكنين والي ولاية الجزيرة الجديد وبالدكتور صديق ابوعشرة رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة الجديد والسيد عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيرة الجديد وإن شاء الله في جدتهم شدتهم وفي شدتهم انطلاقة مشروع الجزيرة لخير كل السودان. فالثلاثة أولاد مزارعين و(سررهم ) مدفونة في نص الحواشات او ربما في الشلابي (هنا الكلام دخل الجزيرة).
(2 )
عمر المشروع كاد يلامس القرن من الزمان (1925 ) ولو اعتبرنا محطة طيبة التجريبية 1913 هي البداية يكون قد تجاوز القرن، ففي هذا القرن مرت على المشروع تجارب أشكال وألوان من حيث علاقات الانتاج ومن حيث الأنماط الإدارية ومن حيث التنوع المحصولي ومن حيث نوعية الإداريين ومن حيث نوعية المزارعين ومن حيث .. ومن حيث… ولكن هناك أشياء ظلت ثابتة كالطود ولم تتغير وهي الخزان العظيم والقنوات المتفرعة منه في منظر بديع كما الشرايين في جسم الإنسان والأرض السهلية المنبسطة المنحدرة المعطاة اي البنيات الأساسية ظلت ثابتة وفاعلة بينما التغيير كان في البنيات الفوقية وبلغة الكومبيوتر الهارد وير ظل ثابتا والسفت وير هو المتغير وبلغة الفيسولوجي العظام هي العظام ولكن التغيير اعتلى اللحم والشحم أكان في شحم، وقديما قال المثل السوداني البليغ (أكان سلم العضم اللحم بلم) فالحمد لله رب العالمين العضم سليم ولو كان في شوية رضوض او حتى شقوق بتتجبر.
(3 )
عندما كتب آرثر جتسكل (الجزيرة قصة تنمية) وصف المشروع بأنه معجزة من معجزات الكون ولكن عندما كتب توني بارنيت ردا عليه كتابا بعنوان (الجزيرة وهم تنموي) مسح بالمشروع الأرض وكلاهما كان صادقا، فجتسكل نظر الى الأرض فقط بينما بارنيت نظر الى الإنسان فقط فنحن الآن محتاجين لنظرة شاملة ترتق ما بين النظرتين ولكن السؤال من أين تأتي هذه النظرة ؟ لا نريدها ان تأتي من الايدولوجيات المسبقة ولا من ما كتبه الإعلام ولا من تقريظ المقرظين ولا من شنشنة الشائنين إنما نريدها ان تأتي من الداخل من داخل الجزيرة ومن تجربة القرن التي مرت على الجزيرة فيا أيها الثلاثي الجديد كل في موقعه دونكم تجربة مرت على ذات الأرض التي تقفون عليها اليوم عمرها قرن من الزمان فأنتم معايشنها وتعرفونها جيدا ولكن بحكم غيابكم أصبحتم قادمين من الخارج وبحكم أنكم أصبحتم مسؤولين فأنتم محتاجون لفحص مجهري أو تشخيصي جديد، فالوتيرة كانت متسارعة في السنوات الأخيرة. وغدا إن شاء الله نكمل السيناريو . أما العنوان فهو مأخوذ من نشرة دورية قديمة كانت تصدر من إدارة المشروع.

عبداللطيف البوني
السوداني

‫3 تعليقات

  1. في إعتقادي الشخصي أن البوني ساهم في تفكيك ودمار مشروع الجزيرة من خلال كتاباته السالبة عن موظف المشروع عامة وتحديدا ( مفتش الغيط ) ,. ساهم ومهد للتخلص من المشروع من خلال عقدة ترعرعت في خياله منذ نشأته بأن موظف المشروع أكثر إستفادة وأن مفتش الغيط يتعامل بعنجهية المستعمر وهذا لم يكن صحيحا … وعندما بدأت المعاول تتهاوى على المشروع وجدت الطريق معبدا ولم نسمع له صوتا..

  2. البوني إنطبق عليه المثل البقول ( العربي لمن يفتح بجيب لأهلو جريمة ).!

  3. المستر آرثر جتسكل كان المسؤول الأول عن مشروع الجزيرة في ثلاثنيات القرن الماضي وطاف كل المشروع وهو صاحب توزيع أراض شمال الجزيرة من منطقة الحلاوين حتى أقصى الشمال الغربي قرية حبيبة والذي رئاسته كانت في الفتقوبة .. وكان صديقا لجدي محمد احمد جموع والدي أمي (عليهم رحمة الله الله) والذي كان القدح المعلى في توزيع تلك الأراض حيث كان الناس يعتمدون على الزراعة المطرية وحيث طاف معه تلك المنطقة وساعده في توزيع تلك الأراض وقد كرم جدي من أهلنا بمنطقة العوامرة (كتير العوامرة) بالزواج منهم .. وبسبب ذلك أصبحنا نحن الأسرة الوحيدة بقرية السوريبة (قرية الملك نصرة بنت الملك عدلان) لنا نسب بالعوامرة .. وأنا كتبت هذا الكلام تأييدا لكلام البروف بأن مشروع الجزيرة يجمع كل قبائل السودان في كل قرأه ومدنه ومناطقه العمالية بمارنجان وبركات والحصاحيا والباقير و 24 القرشي (24 عبود سابقا) حتى الجنيد شرق النيل وحتى الآن يعيش مواطني الجزيرة في امن وسلام … رغم بروز أصوات في الوقت الحاضر تسعى لفتنة لعن الله من يفكر في اشعالها بين أهل الجزيرة وبعض المكونات التي استقرت وعاشت بسلام في الجزيرة وراضية

    النيل العوض الحليو مزارع بالقسم الأوسط ـ مكتب تفتيش درويش
    قرية السوريبة