استشارات و فتاوي

هل النوم على البطن حرام؟


هل النوم على البطن حرام.. سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو منشور له عبر صفحة الإفتاء على “يوتيوب”.

وأجاب وسام، “النوم على البطن ليس حرامًا ولكنه مكروه، وورد فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنهي والكراهة فى الحديث هو من يفعل ذلك بغير عذر أما من يفعل ذلك بعذر فلا كراهه عليه فى هذه الحالة”.

وفي سياق اخر قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الخوف من الله سبحانه وتعالى مشبع بحبه فهو نوع من أنواع الهيبة والرهبة والجلال والقداسة وكلها معان تؤدي إلى مزيد الطلب وإلى دوام السير في طريق الله جل وعلا.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا هو الذي يساعد الإنسان على أن ينهى النفس عن الهوى، ويشعر بلذة في صدره وقلبه فيزداد من التقوى، ويزول شعوره بالحرمان والمنع، وهذا هو الفرق الكبير بين من جعل العلاقة بينه وبين ربه مبنية على الرعب والفزع، ومن جعلها مبنية على الرحمة والحب.

وأضاف أن الخوف في اللغة معناه: تألم القلب، والرجاء في اللغة: ارتياح القلب، وكان فهم الأتقياء، أن الخوف من الله سبحانه وتعالى هو حقيقة الرجاء، وأن الرجاء هو حقيقة الخوف، وأنه لا يتم الأمر إلا بهما، منوهًا بأنه فهم المسلمون الواعون حقيقة العلاقة بين العبد وربه عن نبيهم -صلى الله عليه وسلم- فجاءت أقوالهم وأفعالهم تؤكد هذا الفهم الصحيح ليتشبع حبهم لله تعالى بمخافتهم منه سبحانه.

وتابع: فينصح عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحابه فيقول: «شاور في أمرك الّذين يخشون اللّه عزّ وجلّ»، ويدعو ابن مسعود رضي الله عنه مناجيًا ربه فيقول: «خائفًا مستجيرًا تائبًا مستغفرًا راغبًا راهبًا»، كما يدعو ذو النون المصري فيقول: «اللّهمّ إليك تقصد رغبتي، وإيّاك أسأل حاجتي، ومنك أرجو نجاح طلبتي، وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلّا منك، ولا أرجوه من غيرك، ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك».

وأشار إلى أنه يفهم الإمام الغزالي هذا المعنى فيقول في كتابه الإحياء: «إنّ الرّجاء والخوف جناحان بهما يطير المقرّبون إلى كلّ مقام محمود، ومطيّتان بهما يقطع من طرق الآخرة كلّ عقبة كئود»، ويفهم أيضًا الإمام الشافعي، رحمه الله، هذا المعنى فينشد في مرض موته قائلًا: «فلمّا قسا قلبي وضاقت مذاهبي .. جعلت الرّجا منّي لعفوك سُلَّمَا، تعاظم ذنبي فلمّــا قرنته .. بعفوك ربّي كان عفوك أَعْظَمَا، هذا خائف محب» .

صدى البلد