استشارات و فتاوي

أيهما أشد: وساوس النفس أم وساوس الشيطان؟

في لقائه مع برنامج من مصر، المذاع على قناة سي بي سي، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن سؤال طرحه البرنامج حول وسوسة النفس ووسوسة الشيطان، فأيهما أشد وتأثيره أقوى على الإنسان؟ وأجاب جمعة مفرقًا بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان، مبينًا كيفية مقاومة كل منهما..

أكد جمعة أن الشيطان يبتعد عن عباد الله المخلصين، ويقترب من الذين غفلوا عن ذكر الله وأمره، لكن من كان على ذكر الله فإن الشيطان لا سلطان له عليه، ففي هذه الحالة ولمن قويت نفوسهم بذكر الله والعبادة والطاعة والملازمة لها فإن وسوسة الشيطان تكون أقل من وسوسة النفس، لكن، يقول جمعة، عندما يضعف الإنسان ويغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى تكون وسوسة الشيطان أشد على الإنسان من وسوسة النفس.

“فعباد الله الصالحين إذا حدث لهم وسواس يكون أقرب أن يكون وسواس نفس عن وسواس الشيطان” يقول جمعة موضحًا تفريق العلماء بين الوسواسين، حيث قالوا إن وسوسة الشيطان تأتي مرة واحدة ثم تذهب، فيأتي الشيطان للإنسان فيلقي في خاطره أن يفعل ذنبًا معينًا ثم يولي مدبرًا، وذلك لأن الله تعالى أسمى الشيطان “الوسواس الخناس” أي يلقي الوسوسة ثم يهرب ويخنس، بينما وسوسة النفس تعود مرة أخرى، فإذا قاومت نفسي من فعل الذنب فهي تعرض الأمر مرة أخرى بإلحاح، يقول جمعة: “فإذا حدث ذلك فأعرف أنه من نفسي”، فإلقاء الشيطان هو إلقاء لا يتمكن في الإنسان بقوة إلا إذا كان الإنسان غير محصن بذكر الله، فإذا كان يقاوم الإنسان وساوس الشيطان بالإستعاذة وكثرة الذكر ، فلكي يقاوم وساوس نفسه وشهواتها عليه أن يقاومها بالتربية والتدريب وكثرة العبادة وقلة الطعام وقلة الأنام التي تسمى الآن بالاعتزال والخلوة والاعتكاف.

مصراوي