غناء القونات .. سحب البساط من الطرب الأصيل
ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الأغاني خاصة غناء (القونات) الذين لا يملكون بطاقات من اتحاد المهن الموسيقية, بديلاً للطرب الأصيل وغناء عمالقة الفن السوداني والذي اجتاح الساحة الفنية بكثرة، واصبح له معجبون يحرصون على إحياء حفلاتهم بمثل هؤلاء الفنانات اللائي ظهرن على سطح المجتمع وأصبح لهن جمهور واسع، وآخرون يعتبرون هذا النوع من الغناء هابطاً بل يتسم بالركاكة والذوق المتدني بينما يعتبره البعض الآخر أغاني جميلة ومرحة وخفيفة الظل، وهي مواكبة لهذا الزمن وتتماشى مع السوق الحالي وما يطلبه المجتمع السياسي والرياضي والاجتماعي ومحدودي الدخل.
(الصيحة) استنطقت مجموعة من الأفراد حول غناء القونات وحصدت آراء متباينة من خلال هذا الاستطلاع.
انحدار الذوق العام
فى بداية الاستطلاع ابتدر الحديث محمد إمام الدين (موظف) قائلاً: في الفترة الأخيرة انتشر غناء هابط أو ما يسمى بغناء القونات، هذا الغناء كلماته ساقطة وألحانه ركيكة، وهو أمر مؤسف للغاية يساعد في انحدار الذوق العام في ظل توفر جودة الكلمات والألحان، كما أن هذا النوع من الغناء دخيل على الساحة الفنية وله عدة أسباب منها السعي من أجل المال والشهرة، ويشير إلى أن مثل هذه المغنيات تنقصهن المعرفة العلمية والذهنية والفنية والحس المرهف، والتقنيات الحديثة في مجال تسجيل وتسويق الأغانى الهابطة سهلة ومتوفرة للجميع، وبأقل تكلفة، واضاف أن مثل هذا الغناء يعمل على تدني الذوق العام ويجب على ذوي الاختصاص في الموسيقى ألا يمرروا مثل هذا الغناء للمستمع دون تنقيته من الشوائب حتى نرتقى بالذوق العام.
إثارة ضجة
فيما يرى هشام بابكر(خريج) أن هذا النوع من الغناء أثار ضجة واسعة فى المجتمع وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما يتضمنه من كلمات غربية و(ألفاظ وتحرش) التي تدعو إلى الانحلال الأخلاقى خاصة القونات يتبادلون فى حفلاتهم الاهتمامات فيما بينهم بالأغاني، خاصة إذا وجدت مشكلة بين بينهم يردون بالأغاني من أجل توصيل الرسالة بهذا الغناء الذي يحصدون به مبالغ مالية كبيرة بالإضافة إلى (النقطة).
مرغوب في المناسبات
ويختلف (مازن مع هشام)، ويقول: غناء القونات هو الغناء حالياً المنتشر في الساحة الفنية ويتماشى مع الجيل الحالي وله جماهيرية عالية وخاصة إذا كان العازف (طاسو) وأنا من محبي هذا الغناء، وهذا الغناء متداول في الحياة اليومية وأغلب الأسر تحرص على إحياء حفلات المناسبات به خاصة (حفلة حنة العروس أو العريس).
استيفاء الشروط
أدلى الشاعر التجاني حاج موسى الأمين العام السابق للمصنفات الأدبية في إجابته على الظاهرة بأن مثل هذا الغناء محضور ولا يتبع قوانين المصنفات الأدبية والفنية وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة، فأي غناء يقدم للجمهور لابد أن يستوفي شروط إجازته من قبل لجنة مختصة بمجلس المصنفات الأدبية والفنية والتي تستوجب الشروط، وشرط المصنفات أن يكون النص لا يخالف الأعراف والتقاليد والمثل المتبعة في المجتمع، هذه الأغانى ينظمها البعض لترويج قيم سالبة، وهنالك أيضاً من لجنة لتلك الأغنيات وتقديمها للمصنفات، ويشير إلى ان المجتمع شارك فى هذا الخطأ، لذلك ينبغي على لجنة الرقابة بمجلس المصنفات مراقبة هذا النوع المتدني، وأضاف أن هنالك قانواًن واضحاً وصريحاً ينص على الآتي.
ينبغي على المغني أو المغنية الحصول على رخصة إجازة صوت إذ أن هنالك العديد من الفنانين لا يحملون الترخيص وأن يستوفي الغناء الذي يقدم للجمهور كافة شروط الإجازة من حيث معاني ومضامين تلك الأغنيات في حالة أن يؤدي المغني أغنية مجازة نصاً وألحاناً لفنان آخر يجب عليه أن يأخذ إذناً من شاعر تلك الأغنية وملحنها في حالة توفي صاحب الأغنية أو ملحنها يجب أخذ الإذن من الورثة.
تقرير: عائشة الزاكي
صحيفة الصيحة