الفاتح جبرا

كسرة رئيس القضاء

قلناها ونقولها ونكررها إن (الإنقاذ) لا زالت تمسك بالكثير من الملفات الكبرى وإن هنالك عقولاً تخطط لها وتدير ملفاتها الشائكة في كافة المستويات ، وان من يعتقد بأن الثورة حرة طليقة هو مجرد واهم ليس إلا ولا يجيد قراءة الواقع والأحداث.
لعله مما (يستغرش) له أنه وبعد مرور أكثر من عام على إنتصار هذه الثورة أنها لم تقتص لروح شهيد واحد من شهداء الشعب (الجدد) خليكم من (القدامى) فقد كنا نظن (وليس كل الظن إثم) أنه وبعد زوال (عصابة الإنقاذ) سوف تقتص (الثورة) للشهداء من لدن (د. علي فضل) و(مجدي محجوب) و(شهداء رمضان) وشهداء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشهداء بورتسودان وكجبار وسبتمبر 2013 وديسمبر 2018 وشهداء (الإحتجاجات) المتفرقة وشهداء الحركة الطالبية الذين تم إغتيالهم بالعشرات في سوح الجامعات كالطالب بشير الطيب والطالبة التاية أبوعاقلة والطالب محمد عبد السلام بابكر، الطالب ميرغني سوميت والقائمة تطول فحكم هذه العصابة الباطشة مليء بالقتل وسفك الدماء ولكن للأسف ما زال القتلة ينعمون بالأمن والحرية مطلوقي السراح .
نحن هنا لا نسأل عن التحقيقات في مجزرة فض الإعتصام التي أصبحت كحجوة (أم ضبيبينة) ، فربما قال قائل إن التحقيقات لم تستكمل بشأنها (وأهو منتظرين) ، لكننا نسأل عن قضية حكم القضاء فيها وقال كلمته بعد أن تم إستيفاء كل متطلبات العدالة والمحاكمة النزيهة الا وهي قضية محاكمة قتلة الشهيد أحمد الخير حيث قضت محكمة الموضوع التي إنعقدت بأم درمان في يوم الإثنين الموافق 30 ديسمبر من العام الماضي 2019 بالإعدام شنقاً على 29، وسجن اثنين آخرين من منتسبي جهاز الأمن السوداني الذين اعتقلوا الشهيد من منزله بمدينة (خشم القربة)، قبل أن يلقى مصرعه – تحت التعذيب – وهو قيد الاعتقال بمدينة كسلا بعد بضعة أيام من ذلك.
إن جريمة تعذيب واغتيال الأستاذ الشهيد أحمد الخير كانت خليطاً من الخسة والنذالة الممعنة والشر والسوء المطلق وقد هزت وحشيتها كل ضمير وأوضحت لهذا الشعب المكلوم مدى وضاعة الأجهزة الأمنية للنظام المخلوع والتي لا زال سدنتها في أماكنهم حتى كتابة هذه السطور.
لقد أمضى الشهيد في معتقلات الإنقاذ ساعاته الأخيرة في رفقة شرذمة من الحثالة يتلذذون بضربه وتعذيبه مستخدمين أكثر الطرق وحشية متفاخرين بأنهم (ملوك الموت) بل أن أحدهم قد صرح للمحكمة بأنه متخصص في عمليات الإغتصاب..!
قرابة العام بعد أن قال القضاء كلمته والصمت يلف مجريات هذه القضية حتى كادت أن تنسى وسط تلكؤ وتباطؤ واضح ليس هنالك ما يبرره أضر كثيراً بسمعة (حكومة الثورة) هذه وبنظامها العدلي الذي إستنفذ الوقت الأصلي و(بدل الضائع) للبت في القضايا العالقة، خاصة قضايا القتل حيث كلت وملت أسر هؤلاء الضحايا من الشكوى والسؤال (ولا مجيب) !
بالطبع فإن لأولياء الدم الخيار بين القصاص، أو الدية، أو العفو؛ لقوله تعالى في سورة البقرة : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) صدق الله العظيم .
ولكن يتساءل الجميع هل عفا أولياء الدم؟ ولماذا (صمت) القضاء (وعمل نائم) على الرغم من مضي وقت يتيح للقضية أن تفحص بواسطة كافة مستويات الاستئناف؟ هذه الأسئلة نسوقها إلى السيدة رئيس القضاء (بصورة مباشرة) على أمل أن نجد رداً عليها بأسرع ما يكون ، إذا عفا أولياء الدم (قولو لينا) وإذا لم يعفوا (أشرحوا لينا) لأنو (حكاية السكات دي) ما بتحل !!
كسرة :
السيدة رئيسة القضاء نلتمس منكم تنوير الرأي العام (وأهو عملنا ليكي كسرة عشان ما تنسي وكده) !
كسرات ثابتة :
• السيدة رئيسة القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
الجريدة
الفاتح جبرا

تعليق واحد