لا ترخصوا أنفسكم
(1 )
أطال الله عمر أستاذنا الجليل محمود عبد العال حيث كان (ناظر) مدرسة كاب الجداد الوسطى، ففي ذات حصة سألناه ماذا تعني عبارة خفض قيمة الجنيه , فأجابنا على قدر عقولنا وما زالت ترن في أذني كلماته وهو يختم كلامه قائلا (لما تنخفض قيمة جنيهك يعني انت رخصت كل الحاجات العندك يعني ذي الرخصت نفسك).
الف تحية إجلال وتقدير لاستاذنا محمود وهو الآن ينعم بحياة معاشية هادئة وسط الابناء والبنات والأحفاد بحلفايا الملوك زينة مدن بحري . تذكرت كلام أستاذنا محمود قبل يومين وانا أتحادث مع صديقي المزارع النشط (البرنجي) عبد الله يوسف من قرية عديد البشاقرة وقد سبق ان كتبت عن تفوقه في الإنتاج في هذا المكان كذا مرة , قال لي عبد الله الموسم الماضي باع قنطار القطن بخمسة آلاف جنيه والآن قالوا لينا الموسم دا حا يبدا بعشرة آلاف جنيه لكن انا السنة الفاتت اشتريت لستك للتراكتور بقيمة خمسة قناطير وأمس مشيت السوق لقيت نفس اللستك باثنين وسبعين الفاً يعني السنة دي اللستك بقى بعشرة قناطير وزيادة (الحقنا ياود البوني قطنا قبال نلقطه رخص ودقا الدلجة ..) أجبته مازحا (أنا شن أسو ياني الجنيت وقلت هو).
(2 )
تعزيزا لحديث صديقنا عبد الله يوسف نعطي مثالا من المدينة فلو ان شخصا لديه مائة الف دولار قام بتحويلها الى جنيه سوداني واشترى بالملبغ قطعة أرض أم منزلا او اي عقار قبل عام من الآن ثم جاء الآن وقام ببيع هذا العقار وأراد تحويل المبلغ الى الدولار مرة اخرى وبسعر اليوم, فلن يتحصل على المائة الف دولار بل أقل بكثير مهما كان سعر بيع اليوم واسألوا اي شخص خبير في العقار والدولار وشاطر في الرياضات فالعبد لله كيشة في الأمرين فمن الآخر كدا هذا يعني تراجع قيمة اي شيء في السودان عقارات ومنقولات وزروع وضروع مع تدهور قيمة الجنيه السوداني ولعل هذا يفسر التكالب المسعور على الدولار حتى من ناس قريعتي راحت وسيظهر هذا بوضوح اذا أرادت البلاد الدخول في شراكات استثمارية فسوف يكتشف الجانب السوداني ان قيمة كافة مواردة في غاية التدني. اذن يا جماعة الخير ان انخفاض قيمة الجنيه السوداني هو انخفاض لقيمة كافة المقدرات والممتلكات السودانية .لقد أصبحت كلها رخيصة . فهوان العباد من هوان البلاد.
(3 )
غني عن القول ان عودة الروح للجنيه السوداني مسألة اقتصادية في المقام الأول ثم تأتي الأداة الامنية ولكن هذا لا يمنع من استنفار كافة الأدوات من روحية وثقافية وأخلاقية فلماذا لا نقوم بجهود توعوية لتبصير الناس بالآثار التي أشرنا اليها والناجمة عن تدهور قيمة الجنيه السوداني، لماذا لا نخاطب الذين يشتغلون بتجارة العملة بخطورة ما يقومون به وبالأضرار الجسيمة التي يلحقونها ببلادهم وشعبهم وأن الله سائلهم عن هذا الأذى، لماذا لا يعلم الجميع ان الحلول الفردية لا فائدة في وطن يفقد كل يوم شيئا من قيمته . هل من حملة قومية لإعادة الروح للجنيه السوداني؟ حملة توضح دور الحكومة ودور الدولة ودور المجتمع ؟ أيها الناس إذا غطس حجر الجنيه السوداني فهذا يعني ان حجر أساس الوطن السوداني لحق أمات طه.
د. عبداللطيف البوني
هذا كلام شخص لا يعرف ما يقول . يا سيدي الفاضل قيمة الجنية مرتبطة بالانتاج وصادرات البلاد . اذا تبرع حميدتي لنساء حزب الامة بمبلغ واحد عشرين مليار نقدا ( كاش). يعني في طباعة فلوس وتوجد فلوس خارج النظام المصرفي . وتوجد دوله داخل دوله
اما تجارة العملات فهي تجارة حره موجوده في كل الدول المحترمة عينك يا تاجر ولا توجد حرمه بها حلال
لكن البلد تستور لبن بدرة من الخارج وبالسودان اكثر من مائة مليون راس من الاغنام والابقار هذا يعني مهزلة
يا سيدي الفاضل الجنية يحتاج لحكومة رشيدة تدير الاقتصاد وليست حلول امنية بمطاردة تجار العملة والحكومة اكبر مضارب في سوق العمله هذا او الحكومات السابقة والله المستعان
اول حاجه كلم نفسك….. انت اهيف صحفي.