تحقيقات وتقارير

(حميدتي) وَعَدَ بحل مُشكلات الإقليم .. مخرجات مؤتمر الشرق .. المعوقات والاتّجاهات

تعهّد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بحل مشاكل شرق السودان، واعتبر الشرق (خطاً أحمر)، وأنّ الحكومة حريصة على عدم مُعاناة إنسانه.

وأبدى (حميدتي)، اهتماماً كبيراً بإنسان شرق السودان، وذلك من خلال مشاركته أمس الأول في مؤتمر السلام والتنمية والعدالة بسنكات بالبحر الأحمر، حيث حيا أهل الشرق عامة. وذكر مجاهدات عثمان دقنة وأفعال الشريفة مريم الميرغنية.

وأوضح (حميدتي) أن أهل الشرق قدموا تجربة رائدة تدرس في الجامعات بإحياء وتطبيق عرف “القلد”، وأكد النائب الأول وقوفه مع أهل الشرق والعمل على إزالة التهميش وجمع الصف، وأضاف: “الشرق تعبان”، وسنعمل على وحدة صفه وجمع كلمته.

وتسلم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو توصيات وقرارات المؤتمر التي وردت في البيان الختامي للمؤتمر والتي شملت الرفض القاطع لمسار سلام الشرق في مفاوضات جوبا، والتجاوزات في تعيين والي كسلا، والتدخلات الخارجية في شأن البلاد، كما شملت إيقاف المخططات الزراعية والصناعية ونشاط التعدين في مناطق الشرق إلى حين التوصل لأسس تحقق مصلحة إنسان المنطقة. ومطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لتبني رعاية قضية ومطالب البجا والمطالبة بحمايتهم.

ويرى مراقبون أن مخرجات المؤتمر ورغم أنها ستقطع الطريق نحو مساعي الحكومة لإحلال السلام بالسودان ارتكازاً على مؤتمر جوبا، إلا أن تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة بأنه سيعمل على إيجاد الحلول لأزمة الشرق ربما تسهم في إيجاد حلول ناجعة لأزمة الشرق.. فهل سيخرج الشرق من سَم خياط تلكم الأزمات أم أنّ الداء سيستعصى على المداوي؟!

هيكلة المُؤسّسات

المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام وما صاحبه من طرح، ثم ختامه الذي تم بحضور النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يُشير بجلاء إلى جدية القضية وأهمية وجود حلول منطقية وواقعية تُخاطب جذور المشكلة.

ويقول رئيس تجمع البجا المُعارض القيادي عثمان موسى باونين، إنّهم يتابعون ما يجري على الأرض وهم على اتصال دائم مع المجتمع الدولي ويضعونه باستمرار على مجريات الأوضاع في شرق السودان. وأضاف باونين لـ(الصيحة) أمس، بأنهم طالبوا الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياتهم تجاه إنسان الشرق والمُحافظة على الاستقرار وهيكلة مؤسسات الدولة عبر البعثة الأممية إلى السودان تحت البند السادس. وأكد باونين أن إحدى إيجابيات المؤتمر أنه أكد على قيام برلمان للشعب، وقال “إننا ظللنا ننادي بهذا المنبر لأهميته فترة من الزمن وهو بمثابة البرلمان الأهلي ويمثل كل مكونات الإقليم، مشيراً إلى أنهم سيمهلون الحكومة فترة الأشهر الثلاثة المذكورة وإلا فإن لكل مقام مقالا”.

إيقاف النزيف

واستعرض باونين، اتفاقية جوبا وقال إنّ ما جاء فيها ليس بقرآن منزل، وإنه بالإمكان مُراجعته بل والرجوع عنه إذا دعا الداعي، وأضاف “لا بُدّ من مُراجعتها لأنها معيوبة ومن مثلوا فيها إنسان شرق السودان لا ينتمون إليه”. وقال إن على الحكومة أن تكون جادة وتعمل على إيقاف نزيف الدم بشرق السودان، وذلك لأنّ الشعب قال كلمته من خلال المؤتمر الذي احتضنته سنكات وقام بتوصيل رسالته كاملة للحكومة. وأورد باونين أنّ الرفض لاتفاق جوبا جماهيري وليس رفض إدارات أهلية، وأكد أن كل الاتفاقيات غير المقبولة لدى الجماهير والقواعد لا تجد طريقاً للتنفيذ، وقال: “دعونا لا نفقد الثقة وعلى حُكّام المركز العمل بحيادٍ تامٍ مع المُجتمع الدولي لدعم وحماية الشرق من الانزلاق لبراثن الفتن ومن التشظي والعُنصرية والقبلية المقيتة”.

غير مُجدٍ

لكن على الجانب الآخر، يقلل البعض من مخرجات ونتائج المؤتمر، ومن جَدوى وصدقية قيامه في الأساس، إذ شَكّكَ المسؤول السياسي والتنظيمي لجبهة شرق السودان ميرغني الخضر في حديثه لـ(الصيحة) أمس، في القائمين على أمر المؤتمر، وقال إن (90%) منهم وزراء وشباب للمؤتمر الوطني في عهده الماضي، وتساءل عن انه لماذا لم تقدم وتطرح عندما كانوا على السُّلطة حكاماً ولماذا يُحاولون فصل أحد مكونات الشرق البني عامر بالحكم عليهم بانهم غير شرقيين؟ وقال إن عملية تكوين المجلس الأعلى لنظارات البجا لم يوافقها قانون، وتطرّق إلى أسلوب ومنهج الرمي باتهام ان هذا إريتري وهذا غير سوداني ووصفها بـ”الشماعة غير المجدية”.

وامتدح ميرغني، اتفاقية جوبا وقال إن ما قدمته لم تقدمه جهة للشرق خلال الثلاثين عاماً الماضية، مُستغرباً الهجوم الكثيف الذي يتعرض له مسار جوبا الآن ووصفه بأنه كيدي وسياسي وليست له ميول حقيقية. وأكد الخضر أن مسار جوبا واتفاقيتها تم توقيعه بوساطة دولية ولا يمكن التراجع عنه شئنا أم أبينا، وزاد “المؤتمر شغلانة هايصة لأنّ من دعا له هم أنصار النظام البائد وبعض قياداته”، مُستفسراً عن عدم نشر هذه المطالب عندما كانوا على السلطة، وقال لماذا ظلت حبيسة الأدراج وقتها إبان حكم عمر البشير؟ مُستنكراً الحديث حول تهميش أهل الشرق، وقال لا بُدّ من عرض هذه المخرجات لأهل الشرق في استفتاء رسمي قبل أن تقدم للإنفاذ، لأن من يعارضونها كثر في الولايات الشرقية، وأكد أن المكاسب التي حققها اتفاق جوبا ليس لها نظير. وشن ميرغني الخضر، هجوماً كاسحاً على قيام المؤتمر في الوقت الذي يعاني فيه إنسان تلك المناطق وبعض ولايات السودان من غلاء طاحن، فيما يعاني الشرق أزمات كبيرة، إذ يعاني (90%) من إنسانه من مرض عضال (عشى ليلي) لفقدانهم فيتامين (أ) جراء سوء التغذية وفقر مدقع، والمؤتمر لم يتصد لهذه الأزمة وكانت هي الأولى.

تقرير- عبد الله عبد الرحيم
صحيفة الصيحة