زاهر بخيت الفكي

أين كُنت يا مدني..؟

الجريدة “ هذا الصباح … المُناضل الكبير مدني يسأل أين كانت الصحافة في عهد الإنقاذ ولماذا كانوا لا يسألون مثل هذه الأسئلة التي سألها له الزميل علي الدالي، أم كان الخوف من بطش أجهزة الإنقاذ الأمنية يمنعهم من سؤال قادة الإنقاذ عن فشلهم في إدارة البلاد، لا يا هذا أين كُنت أنت وقتها ..؟
—————
—————
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
أين كُنت يا مدني..؟

نقول للساسة الجُدد (الكفاءات) ومن جاءت بهم الصُدفة أنّ الوظيفة التي جلستُم في مقعدها هي التي عرفتكُم وقدمتكُم للمواطن، وقد كُنتُم قبلها نكرات تمشون معه في الأسواق وتأكلون مما يأكُل، لا تغرنّكُم هذه الوظائف الزائفة وتُنسيكُم أحجامكم الحقيقية، واشكروا الله واحمدوه على أن وهبكم هذه الوظائف (لحكمة) يعلمها هو وحده لا لتتطاولوا بها على عباده بل لتُسخروها لخدمة الوطن والمواطن وتفعيل أدواتها لتعينوا بها الناس، وإلّا فالأبواب التي خرج عبرها من ظنّوا أنّ الدُنيا بزينتها قد دانت لهم، وكتب الله لهم فيها الخلود ما زالت مُشرعة على مصراعيها، وسُنة الله في الخلق ماضية.
ذكرنا السيد معالي وزير التجارة (الفذ) مدني عباس بمن كانت ألفاظهم وأساليبهم القاسية في التعامل مع المواطن سبباً في لفظهم من مسرح السياسة السوداني، ذكرنا بنفس طريقة من توسّعت بسبب تعاليهم هوة الخلاف والدمار، ومن افترضوا السذاجة وعدم الادراك في مواطن انتفضّ عليهم وأودع قادتهم المحابس وأرغم بعضهم على الهروب إلى المهاجر البعيدة خوفاً على أموالهم المكنوزة، جاء مدني ليضع لأهل الصحافة شروطاً يجب أن يلتزموا بها أمام الساسة (الكبار) من أمثاله، ويجب أن لا يتجاسر الصحفي ويسأل عن كُل شئ بل عليه أن يلتزم الشروط ويسأل الأسئلة التي تُرضي المسؤول وتوافق مزاجه.
المُناضل الكبير مدني يسأل أين كانت الصحافة في عهد الإنقاذ ولماذا كانوا لا يسألون مثل هذه الأسئلة التي سألها له الزميل علي الدالي، أم كان الخوف من بطش أجهزة الإنقاذ الأمنية يمنعهم من سؤال قادة الإنقاذ عن فشلهم في إدارة البلاد، لا يا هذا أين كُنت أنت وقتها ..؟ أين كُنت يوم أن كان رفاق الدالي ضيوفاً على مكاتب جهاز الأمن لا يغيبون عنها ويتعرضون للبطش والتنكيل ومُصادرة أدواتهم وصحفهم، أين كُنت يا هذا وللصحافة محكمة كاملة خصصتها الإنقاذ للتضييق عليهم ومحاصرتهم وعرقلة طريقهم للوصول إلى الحقيقة خلف الأبواب المُغلقة والجُدران العالية التي شيدوها لتغييبه والمواطن المعلول بأمثالكم.
حدثنا عن ما أنجزت أولاً حتى لا نتجرأ على سؤالك ونترُك لانجازاتك حرية الحديث عنك.
فشل حكومتك يا مدني يُحدِث عن نفسه وحال البلاد وأزماتها يُغني عن السؤال، وفشل وزارتك في توفير أدنى حاجيات المواطن ولهثه للحصول على رغيفاتٍ يُسكِت بها جوع أطفاله لا يحتاج منّا لتأكيده، وستظل الأسئلة (الصعبة) التي تخشاها تُلاحقك أينما كُنت وما عليك إلّا الرد وبشجاعة لتبرير انعدام عملكم المحسوس الذي قد يُدافع عنكم ويُشير عليكم، وإلّا فالفُرصة مُتاحة لمن هُم مثلك في زمان المدنية والحرية للترجُّل لحفظ ما تبقى لكم من ماء وجهٍ لم يُرهقه النضال ولم تمسه ضربة من ضربات المُلثمين أو صفعة من صفعات المُندسين.

زاهر بخيت الفكي- صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. أخى الصحفى الغيور ليه ترد عليهو جعلت له قيمة من مافى ده وزير غفلة لأن الحكومة ذاتها جات غفلة لعدم ترتيب القائد للمرحلة عندما خرجوا أبناءنا فاتحين صدورهم للرصاص مات من مات وسلم من سلم ليأتى هذا المعتوه وأمثالو لتجيير ما تم انجازوه لهم ياوزير الهنا شيل صبر السيل الجارف آت لا محالة صبرنا عليكم كثيرا نكاية فى الكيزان الله يصرفهم أنتم والشيوعيين صرف عزيز مقتدر عاجلا غير آجل .