رأي ومقالات

جعفر الميرغني: بلادنا اليوم، تفقد علامةً من علاماتها، وبعضاً من بريقها، وتنكمش روحها


بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) سورة آل عمران/ 185)
فجعنا والسودان والعالم العربي؛ بوفاة علمٍ من أعلامنا، ورجل من رجالات الفكر والسياسية، السيد الصادق المهدي؛ رئيس الوزراء المنتخب السابق، وإمام الأنصار، ورئيس حزب الأمة القومي، رحمه الله. وبموته تفقد البلاد زعيماً لجماهير كريمة؛ يمثلون كثيرًا من أهل السودان، وقائداً شارك في عملية البناء الوطني، باجتهاد وإخلاص. جمعتنا بالسيد الصادق المهدي، محافل السياسة، وطرق الاحتفاءات، والعلاقة الأسريّة الخاصة، وبفقده أشعر بالحزن الكبير، والقلق على مستقبل البلاد، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
إنني أعزي أسرته الكبيرة، وعشيرته الممتدة، وكل الأنصار، وأحبابه، ومريديه، في أنحاء البلاد، وكل مواطنيه؛ وأسأل الله أن ينزل عليه شآبيب الرحمة، وعلى شعبنا المكلوم، السكينة، والصبر.
وأرفع التعازي إلى مقام سيدي صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، الذي رافقه الراحل، في دربهما لصيانة المجتمع السوداني، وبناء الدولة، فلقيا ما لقياه، من مصادرة أملاك، وتعقبٍ، وحملات تشويه، وسجن، وحملاتٍ لم تنقطع إلى اليوم، أسأل الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتهما، وأن يصبّر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، على فقده لرفيق دربه، الزعيم الصادق المهدي، رحمه الله.
إنّ بلادنا اليوم، تفقد علامةً من علاماتها، وبعضاً من بريقها، وتنكمش روحها، ولا نقول في غمرة الحزن هذه إلا ما يرضي الله، وعلينا جميعاً السعي مجتهدين من أجل تحقيق رتق النسيج الاجتماعي، وتأسيس النداء البديل، والطرح التالي، الذي يجمع أهل السودان، ويحفظ هويّاتهم، ويحافظ على تنوعهم، ويعبر عنهم، ونستجيب لنداء الحكمة ونترك نغزات الشيطان.
رحم الله الصادق المهدي، وغفر له، وأنزل على أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني