الخلافة في حزب الامة.. حظوظ اللواء عبد الرحمن الثاني
غادر الامام الصادق المهدي الفانية دون أن يحسم امر خلافته..لكن حينما خرج اللواء عبدالرحمن الثاني على فرسه في يوم وداع الامام الوالد لدار الخلود كان ذلك ايذانا بان هنالك دورا للاخ الاكبر في المرحلة المقبلة.
ما الذي يجعل اللواء عبدالرحمن الثاني خليفة محتمل لوالده في قيادة كيان الأنصار وربما رئاسة حزب الامة.. عبدالرحمن الثاني هو الابن البكر للامام الصادق وتم إجباره على دفع ثمن ان يكون ابن الزعيم يوم اعتقل في بواكير عهد النظام المعزول ونزعت عنه نجمة العسكرية.
في اول مهمة حساسة نثر الامام كنانته واختار عبدالرحمن الثاني ان يكون رفيقه في هجرته لبلاد الحبشة في عملية( تهتدون) .. ثم حينما عاد كان عبدالرحمن مساعدا له في رئاسة الحزب.
توارى عبدالرحمن الثاني عن مؤسسة الحزب بعد ان عاد لصفوف الجيش في تسوية لم يكن الامام الوالد بعيدا عنها.. من الجيش الى القصر مضى عبدالرحمن الثاني في دورة تدريبية حتمية فيما أرى.
وجود اللواء عبدالرحمن الثاني في رأس الدولة خلال الحكم المعزول مكنه من إتقان دور السياسي الماكر.. يحنى رأسه حين العواصف وييسر امر التوافق بين أهله ورفاقه في الحكم حينما تكون الرياح مواتية..هذه التجربة ستكون مفيدة بالنسبة له كلاعب أساسي بجانب خلفيته العسكرية التي تيسر له لعب أدوار مزدوجة.
ما الذي يمنع عبدالرحمن الثاني من تقدم الساحة الأنصارية.. فقط الأعوام التي قضاها مساعدا للبشير دون صلاحيات تذكر.. صحيح من الصعب تسويقه للقوة الثائرة والتي صنعت التغيير لكن حزب الامة كيان مختلف.. فقد صالح الامام الصادق نظام مايو ودخل المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي لكن ذلك لم ينقص من حظوظه في زعامة الأنصار وتبوء منصب رئيس الوزراء بعد تلاشي مايو.
من المهم الإشارة ان عبدالرحمن الثاني ظل موجودا في كيان الأنصار خلف والده مباشرة خلال العامين السابقين.. وهذا مؤشر ان الامام الوالد شرع في إعداده لدور امام المستقبل.
حسنا.. لا تغضبوا.. سيتم اختيار عبدالرحمن الثاني إماما للانصار فيما يستمر اللواء برمة ناصر في دور الوصي على العرش.. بعدها من الممكن أن تحدث مساومة بتقديم صديق المهدي لقيادة الحزب تحت عباءة الامام الجديد لكن الراجح ان يصبح الصديق وليا للعهد وسفيرا للنوايا الحسنة لمخاطبة القوى التي تناصب الامام الجديد.
اما مريم المهدي فستكتفي بإطلاق زغرودة فرح بعد نهاية ايام الحزن وتسدي النصح لشقيقها الأمير عبدالرحمن الثاني.
عبدالباقي الظافر