جعفر عباس

يا حليلك يا حمد الريح


يا من رحت بينما الريح تنوح في الأرض المحل فوق النخل، نستودعك الله وانت تغادر دار الأهل والجروف الخضراء التي كان طيرها يوجوج في أمل
تبكيك السواقي النايحة نص الليل، وحنين الدنيا ممزوج في بكاها، وتبكيك الطيور التي كانت تتقافز بين أشجار توتي تفتش في جناها، فبعد اليوم “لا سلام منك وما منك تحية/ للوراك خليتو عايش في الأسيه”، ولكنك تركت لنا إرثا غنيا يجعلنا نتذكرك مع ريحة الطين في جروفنا، وكلما تمايلت التميرات ديمة راقصات في حروفنا، وداعب وجوهنا الدعاش والغيم رذاذاً في العصير، يطيب خواطرنا ويوقد قناديل الأحزان
انت معنا على الدوام في اليقظة والأحلام، وفي فرح المواسم، وفي الصباح الجديد فقد كنت فينا زينة عندما كنت صبيا ثم استويت رجلا كامل الرجولة، واليوم تبكيك السواقي ونسائم العز وعم الزين وطير الرهو وآمنة ومريا وتائهة الخصل، وجماهير توتي التي شحنتها بالعزيمة فتصدوا للبحر وترسوه
ليرحمك الله يا من ضمخت قلوبنا بالفرح النظيف والجمال الشفيف والحب العفيف

جعفر عباس – صحيفة التحرير


تعليق واحد

  1. ولكنك تركت لنا إرثا غنيا يجعلنا نتذكرك مع ريحة الطين في جروفنا!!!
    كأنك أنت مخلد فيها أيها الفاكاوى العبيط