اشارة حمراء
(1)
كان اول اغتراب لي في مطلع ثمانينات القرن الماضي بالمملكة العربية السعودية وكانت اول ليلة امضيتها فيها في مدينة جدة اجمل مدن البحر الاحمر وكان اول شيء ادهشني فيها منظر السيارات الخاصة الرابضة امام المنازل على حواف الشوارع حيث كنا يومها في السودان لا نرى من السيارات الصغيرة الا عربات التاكسي الصفراء وهي متحركة في الشوارع اما العربات الخاصة على قلتها فكانت تدخل في (القراشات) اما في الجزيرة فكنا لا نري الا الموريس ماينر عند المفتشين ثم ظهرت (البرنسات) وهي بكاسي التايوتا وكانت تستخدم في النقل العام. دارت الايام فاليوم العلينا دا العربات الخاصة الرابضة قدام المنازل اصبح منظرا مألوفا في كل مدن السودان لا بل في بعض قراه ففي الجزيرة مثلا اصبح عدد العربات الركوبة في القرى اكثر من عدد الحمير واكاد اجزم باننا سوف ننافس اي دولة خليجية منتجة للنفط في هذا الامر.
(2)
في تحقيق صحفي قبل حوالى ثلاثة اعوام قال مسؤول كبير في شرطة المرور إن معدل العربات الداخلة العاصمة فقط هو عربة في كل اربعين دقيقة اما إلى وم فلاشك أن العدد تضاعف بدخول بوكو حرام والعربات القادمة من ليبيا وفي الطريق العربات القادمة مع حركات سلام جوبا. قال احد القادمين من المانيا انه يجزم بأن عربات المرسيدس الموجودة في شوارع الخرطوم اكثر من تلك الموجودة في شوارع برلين وفي هذه يدخل الشبح طبعا اما ليلى علوي واوباما واخيرا نتنياهو فهذه في فصيلة التايوتا. وقفت ذات يوم على شارع الخرطوم مدني تحديدا في منطقة المسيد لمدة ساعة حاولت احصاء عدد العربات المارة في الطريق فوجدت أن عربات النقل العام من بصات وحافلات وشاحنات لا تتعدى ال18 % اما ال82 % فكلها عربات ركوبة خاصة من البرادو إلى الكليك. لا نحتاج إلى كثير جهد لاثبات أن عدد العربات هذا لا يتناسب مع فقر السودان ومع امكانياته وانها مظهر من مظاهر الخلل الاقتصادي الذي نعيشه.
(3)
الذي نود لفت النظر إليه اليوم أن هذا العربات (الاوفر) واحد من اهم اسباب الفقر في السودان، بعبارة اخرى انها عامل من عوامل الافقار في السودان فهي في قيمتها عبارة عن اموال مجمدة وغير منتجة ولكن الاخطر أن استهلاكها للوقود والاسبيرات وماتسببه من زحمة في شوارعنا غير المهيأة لها اكبر مستنزف للعملة الصعبة هل تصدق أن اسواق الزينة الخاصة بهذه العربات تتعامل بلميارات الدولارات؟. هذه العربات هي واحدة من اهم اسباب ارتفاع قيمة الدولار في البلاد. ارتفاع اسعار البنزين قد يقلل من حركة هذه العربات ولكن الامر اكبر من ذلك فلابد من حل جذري لهذا الامر والحل في تقديري يجب أن يصل إلى اعادة تصديرها. الامر يحتاج إلى شجاعة في اتخاذ القرار ولتبدأ الحكومة بنفسها فهي من كبار الملاك للعربات الفارهة غير المنتجة التي تشفط الوقود شفطا. بعد او مع مواجهة كارثة العربات يمكن النظر في كارثة الاراضي فلو فرضت الحكومة ضريبة سنوية كبيرة على الاراضي البيضاء سوف يخرج كل هذا المال المدكن في الارض. اذا طارت الحكومة جوز في السيارات والاراضي سوف يدق الدولار الدلجة وينهض فوق جثته الجنيه السوداني.
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني
مع الاحترام للبروف… تحليل خارم بارم… ذهبت إلى السعودية والي مصر الجارة… السيارات هناك أضعاف أضعاف مع لدينا في السودان وكمان موديلات قديمة وبتراب الريالات… يا اخوان السيارة للأسرة أصبحت ضرورة ملحة… بس يجب تطوير البنية التحتية من طرق وأنفاق وكباري… أما الوقود فمشكلتو بتتحل أن شاء الله وأرضنا ذاخرة بالنفط واكيد حيتوفر يوم ويفيض خاصة مع التطور والسيارات الكهربائية…