النيء للنار
(1 )
عندما عاد السادات من القدس في إطار مبادرته للسلام مع إسرائيل خرجت كل القاهرة في استقباله ليس حباً في إسرائيل إنما تأييداً لإنهاء الحرب فالشعب المصري ضحى بالكثير وأوقف حياته لحرب إسرائيل ولكن العرب خذلوه فأراد أن يطوي هذه الصفحة بيد أن إسرائيل لم تترك طبعها ولم تقدر تضحيات السادات من أجل السلام فلم تتحرك نحوه وأصرت على سياستها التوسعية وزاد التطرف الصهيوني فيها فاغتيل اسحاق رابين الذي كان اقرب للسلام نسبيا بدعوته للتوسع في النفوذ بدلا عن الارض وصعد لليكود المتطرف لسدة الحكم وعزلت مصر عن العرب واغتيل السادات وكانت النتيجة أن أحجم الشعب المصري عن السلام مع إسرائيل وجعله في الإطار الرسمي البارد وكل يوم يمر يزداد عداء الشعب المصري لإسرائيل فاليوم العلينا دا وبعد أربعين عاما من السلام البارد مع اسرائيل قامت قيامة مصر على الفنان الشهير ملك المسلسلات المصرية محمد رمضان لمجرد أنه تصور مع فنان إسرائيلي في دبي.
(2 )
نحن في السودان اتعبنا حصار العالم لنا ذلك الحصار الذي قادته امريكا بوضعنا في قائمتها اللعينة وفي سبيل الخروج من تلك القائمة (فتحنا خشم البقرة ) وخضعنا لابتزاز ما انزل الله به من سلطان فكانت الغرامات الجائرة والتطبيع مع اسرائيل لا بل دافع بعضنا عن التطبيع بحجة ان التطبيع البارد الخالي من المكاسب والمرهق أمنيا الذي حدث مع مصر والاردن ليس بالضرورة ان يحدث مع السودان وغرد الصحفي الاسرائيلي ديدي كوهين والمدلساتي الكبير هدسون بان اسرائيل سوف تقدم دعما كبيرا للسودان في مجال الزراعة وتقنية الاتصالات والذي منه فاسرائيل لها باع علمي طويل في هذه المجالات وقالا ان اسرائيل سوف تقدم تجربة جديدة في علاقتها مع السودان لان شعب السودان شعب مختلف لتراكم الوعي السياسي لديه وارض السودان ارض مختلفة لغنائها بالموارد الطبيعية ولكن هاهي اسرائيل تبرهن على انها هي ذات نفسيها وان استراتيجيتها لن تتغير مع السودان ولامع غير السودان فتبدا خطواتها في السودان بوضع قدمها في صناعات السودان الدفاعية كما اوضحنا بالامس .
(3 )
كتبنا في هذا الباب مرارا وتكرارا وكتب غيرنا بان حكاية التطبيع هذه وبالصورة التي بدات بها محتاجة لقعدة قومية ويجب ان توضع لها خطة وطنية يقوم عليها الخبراء والمختصين الذين يعج بهم السودان ويجب ان يكون ذراعها التنفيذي هو وزارة الخارجية وحذرنا وحذر غيرنا من انفراد إسرائيل بفئة من فئات الحكم فتعزلها وتفعل بالسودان ما تريد . ان اسرائيل يهمها امنها ولن تساعد من قدم لها خدمة اذا تعرضت مصالحها للضرر ويكفي ما حدث للسادات ولن تعبا بالذين يراهنون عليها ولايهمها وعي الشعب السوداني في شيء فاليهود يعتبرون أنفسهم سادة العالم ولن تهمها موارد السودان فاذا ارادتها سوف تحصل عليها والسودان مفككا وما تجربتها في جنوب السودان ببعيدة . خلاصة قولنا هنا انه طالما ان التطبيع قد فرض على السودان فرضا فينبغي ان يتم التعامل معه بوعي وادراك حتى لا يكون عاملا اضافيا من عوامل التفكيك والتشرذم التي تجري في ارض السودان فليجلس الرافضون والقابلون للتطبيع معا ويضعوا خطة موحدة ثم يتم التفاهم مع الإسرائيليين جهارا نهارا وعلى مرأى من الشعب كل الشعب فالزيارات السرية والجلسات الجانبية والصفقات الليلة سوف تلحق هذه البلاد امات طه .
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني
والله يا دكتور ربنا يزيدك من خيرو تستحق والله نفتش لي كتاباتك القديمه