رأي ومقالات

السكوت لا يحول الحجارة الى ذهب


1الحظ إتجاهات وربما أراء مباشرة تميل للجزم بان تحركات السودان مؤخرا ؛ على حدوده مع أثيوبيا ؛ مردها لأمرين ؛ شغل يتجاوز العمل العسكري ببحث الجيش السوداني عن نقاط سياسية بالداخل بينما يعتقد راي اخر أن للامر إرتباطات بجهات خارجية ؟! واظن وبشكل موضوعي ان الرايين خطا . وبهدوء دعونا (نمسح) المشهد والوقائع ثم نحكم ونحتكم الى المنطق دون ملوثات للرؤية ..وبهدوء
عملية إنفاذ القانون بإقليم تقراي ؛ الأثيوبي ضد الحكومة الإقليمية بدات في الرابع من نوفمبر الماضي ؛ ودخلت مرحلتها الثالثة في الجزء الأخير من الشهر نفسه ؛ والذي سبق عملية وصول الجيش الفيدرالي الأثيوبي الى مكلي التي اكتملت بعد نحو ثلاثة أسابيع . طوال هذه الفترة والى الأن ؛ ثالت ومعلوم أن السودان ؛ إلتزم سياسيا وعسكريا و(إعلاميا) بموقف منضبط دون تفلتات بموقف أن الأمر نزاع داخلي ؛ ولم يتدخل سوى بمناشدة شحيحة التفاصيل من رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك بقبعة الإيقاد تم ردها ضمن موقف أثيوبي متشدد سد المنافذ على كل الوساطات ؛ بما في ذلك نداء من أوغندا وكينيا وبدرجات أقل من الإتحاد الأوربي فيما رد الإتحاد الأفريقي بقوة الى عقبيه بينما اتخذت الدول الخليجية (الإمارات والسعودية) خيار مساندة أديس ابابا بينما كعادته اكتفى أسياس أفورقي بالصمت الصارم مكتفيا بنضح صواريخ تقراي على بلاده في سفوح أسمرا
2
لاحقا وبينما طار ابي احمد الى كينيا وارسل رئيسة الجمهورية ورقي عواصم إفريقية ونائبه دمقي مكنن الى اوغندا ورواندا كان نصيب السودان ؛ مستشاره الامني غيتشاو اندراجشو _المعين حديثا _ مع وفود اخرى عسكرية وأمنية (بشكل غير معلن ) أعتقدت ان مخاوف تلك الوفود غسلت بتعاون جيد المحصلة ومنذ وقت باكر ؛ لان بدء التحرك العسكري الأثيوبي إنطلق بالتقدم على الجانب الشرقي لاقليم تقراي من نقطة الحمرة _فصلنا هذا في حينه _ وبشكل مريح امتد للإنعطاف غربا حتى بلوغ عدي قرات بتكامل ربما مع محور متقدم من الشمال _حيث ارتريا _ الى الجنوب ؛ ولو كان السودان سيئ التدابير والنوايا (رغم ان اختلال المعادلة بخروج حليف تاريخي له كان يبرر له فتح بعض الثغرات لكنه لم يفعل) لو كانت تدابيره سيئة كان يمكن للخرطوم فتح ثغرة تسمح لقوات جبهة تقراي بالالتفاف عبر الحدود السودانية وضرب الجيش الاثيوبي وعزل قواته بين شمال امهرا ووسط تقراي بما يمكن إعتباره (حدوة حصان ) تمتد بين ولكايت الى الماتا ؛ ناهيك عن مباغتة الحمرة نفسها
3
بل على العكس حرك السودان قواته للأمام في الجبهة المقابلة _بالملي_ لاقليم تقراي خروجا من اللكدي وتركها خلفه لمنع اي عملية تطويق للجيش الاثيوبي مع السماح فقط بعبور المدنيين الفارين كلاجئين . وكان واضح ان التحرك السوداني يستبطن دعم هادئ لتامين ميسرة الجيش الاثيوبي الذي تمثله حدودنا الشرقية من تلك الناحية وحتى ذاك الوقت (7 ديسمبر) لم يتمدد السودان على كامل ارضيه قبالة الحدود الاثيوبية عدا النطاق المقابل لاقليم تقراي ورغم هذا كان الرد الاثيوبي غريبا ؛ فصدر عن مسؤولي الطؤاري _ لجنة برلمانية _ بيان صريح إتهم السودان بمهاجمة مدنيين أثيوبيين وان اجهزة امنية تتلقى رشاوي من جبهة تحرير تقراي ؛ ناهيك عن تلميحات رسمية من مسؤولين _ احدهم السفير رضوان حسين مسؤول لجنة الطؤاري) بان السودان دخلته مجموعة مطلوبين في مجازر ماي كدرا عليه توقيفهم ! وبالطبع يجب عدم اسقاط فرضية ان لو كان الامر معكوسا ؛ بمعنى ان الاحداث بين أطراف سودانية والجار الاخر أثيوبي ؛ لراينا ان بعض الفصائل تستضاف حتى على مستوى القيادات وهو ما حدث لكل الاطراف السودانية المتمردة من عهد هيلاسلاسي الى ابي احمد . ويوجد الان بالخرطوم من جماعات من يسمون شركاء الكفاح المسلح من كان يتنقل بسيارة مخصصة من وزارة الدفاع الاثيوبية وسائق من استخباراتها ؛ واظنه يقرا حديثي
4
كل هذا ولم يعلق مسؤول سوداني بالنفي او حتى الإستنكار ؛ لا من وزارة الخارجية او اي جهة مدنية ؛ وكذلك لم يعلق الجيش او المجلس السيادي بل على العكس طار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رفقة قيادات المخابرات والخارجية والجيش الى أديس ابابا ؛ وعادوا وحدث ما حدث بعد تقدير السودان ان حاجته تتطلب إغلاق كامل الشريط من اقليم تقراي الى الامهرا ؛ هذا مع مراعاة ان هذا السرد لا يتضمن مني تفاصيل اخرى الصمت بشأنها اليق تجاه أخطاء وخروقات أثيوبية وصلت مدينة القضارف ؛ وتكتم عليه السودان بتعامل بعيد عن اثارة الضجيج .ولهذا السودان وقواته المسلحة يجب ألا يلاموا ؛ باي مبرر او حجة ؛ استنفذ الجيش وقادته كل مافي الوسع من الصبر والحلم ؛ لهذا ولكل من يثق في ما نقدم ونطرح ونعرض اقول ان بلدنا وغض النظر عن الاثار والاضرار إتخذ الموقف الصحيح والسليم بناء على معطيات تتعلق بمصلحة السودان وسلامته ولا اثر لاي مؤثر او دوافع بديلة من أحد ؛ اقول قولي هذا والله حسيب من سكتوا حينما كان عليهم الكلام والإبانة.

محمد حامد جمعه