اسحق احمد فضل الله

إسحاق أحمد فضل الله يكتب: وقال اجتماع الشيوعي

***
ولقاء الشيوعي لتقييم مسيرة السبت يبدأ في الثالثة صباح اليوم بأمدرمان
والعشرة الذين يتسللون إلى اللقاء السري جداً كل داخل منهم كان يدخل ويجلس صامتاً لأنه يجد كل شيء مكتوباً على ملامح الخطيب
( الغضب…والفشل…واليأس ..والخيبة)
والخطيب لا يجيب تحية أحد
وقمرية( ممثلة المهنيين) تتلفت
والكودة…مسؤول المركزية يجلس و عماريوسف وعياش وطارق عبد المجيد وآخر هو ابن أخت كبلو
وكان سوء حظ الكودة يجعله هو من يبدأ الحديث
والنغمة الاعتذارية في حديثه كانت تعنيأن كل شيء قد فشل تماماً
وبنغمة من يلوم جهة أخرى على الفشل قال الكودة
: لجان المقاومة وفرنا لها كل شيء
وزعنا المال والورق والعربات ووسائل الاتصال وو..
قمرية التي تمثل تجمع المهنيين قالت
سعينا في التجمع لتصبح المسيرة مظاهرة لتصحيح المسار
والفتاة لا تعرف أنها قد عصرت الفكك بإشارتها إلى( تصحيح المسار)
وأن الفشل في ما يسمونه التصحيح كان هو ما جعل الشيوعي ينطح الحائط
وعياش( المقاومة) الذي يلتقط نغمة الاعتذار قال
:نحن جهزنا المسارات أنا وهو( وأشار إلى ابن أخت كبلو)
وعياش حين ينظر إلى النظرة الجامدة على وجه الخطيب يمضي في التفاصيل قال
نحن حذرنا العضوية من الاختراق أن هناك من سوف يخترق المسيرة ويبدل شعاراتها
وعمار وطارق وهما من مجموعة الرصد يقفزون للإمساك بالعذر هذا
الشاب قال وقال ولعله شعر بأنه لا يبدل شيئاً فالنظرة الجامدة على وجه الخطيب ظلت جامدة
فحديث كل أحد يصبح شهادة على أن مظاهرة السبت كانت كارثة على الشيوعي
ثم صمت يبدو طويلاً….ثم الخطيب ينفجر
.والخطيب بعد أن ينفث آخر نفس من السيجارة يعصر السيجارة وكأنه يهرد شيئاً قال في غضب هادر
: فشلة…كلكم …كلكم…
جال بعيونه فيهم ثم قال بعنف
وفرنا لكم كل شيء كل شيء
وقلتواوأكدتواأن الأقاليم جاية…
قلتوا القنوات جاهزة
قلتوا المظاهرة فيأيديكم…
وبعد خمسة وأربعين دقيقة نلقى الهتاف كله عن… إسقاط حكومة حمدوك
الخطيب الذي تعصر أصابعه العصا
قال: نحنا اتفقنا على إسقاط العسكر…العسكر
اتفقنا أن مساجين العسكر يمشوا لاهاي
اتفقنا أن الفترة الانتقالية….مافي
( الجملة تعنيأن يبقى الشيوعي وحمدوك فقط)
الخطيب الذي يحرق مجموعة العشرة قال: كل الشعارات دي ما لقينا شعار واحد منها في المظاهرة…
قال : بعد خمسة وأربعين دقيقة…خمسة وأربعين دقيقة بس لقينا الناس سرقوا المسيرة منكم وانتو زي طفل الروضة اللي خلاه أبوه هناك واقفين تتلفتوا…
حتى بعد أن صمت كان تنفس الحضور يختنق
قال ببطء: لو ما جماعة المزرعة اللي خلاهم الحنين يرجعوا لينا كان الاعتصام استمر
قال ناس المزرعة رغم تحذير النائب العام ضربوا المظاهرة
بعد صمت قال: انتوا عارفين لو الاعتصام دا استمر ساعة واحدة كان السودان جا… كانوا حفروا قبوركم
وكأنه تذكر حمدوك الخطيب يقول
وبتاع الإيقاد لايهمه شيء( وهنا الخطيب يقول شيئاً هو الخيانة)
لكن ما يجعل الخطيب يعود إلى الصراخ هو خطر له بعدها
الخطيب يصرخ فعلاً وهو يقول: علمنا….يقلعوه منكم ويحرقوه…؟؟؟ كيف؟؟
ما قلتوا عندكم تأمين؟؟؟ مشى وين؟
بتاع التأمين دايجيني…
تنفس بحرقة وهو يقول:
علمنا يقلعوه ويحرقوه وسط مليون متظاهر؟
انتو عارفين إن السودان كله شاف المشهد دا؟
الخطيب الذي يشعر بالإرهاق يصدر تعليماته
الولد الذي قطعت يده تمشوا وتقولو حقنا
ولقمان بتاع التلفزيون أنا رايحأخلي الرشيد يفصلو هو فاكر إنو لما يلون شعار النشرة باللون الأحمر يبقى خلاص؟
الجملة الأخيرة كانت هي
الخطيب يهز رأسه وهو يقول
المسيرة اللي كنا عايزين نهز بيها الجيش تبقى هتاف للجيش؟؟

صحيفة الانتباهة