الطاهر ساتي

الطاهر ساتي بكتب : حرب الموانئ..!!

إليكم
الطاهر ساتي
حرب الموانئ..!!

:: لعجز حكومة الثورة عن تغيير الحرس القديم المُسيطر على مفاصل هيئة الموانئ البحرية، ينحدر حال موانئ السودان من سيئ إلى أسوأ.. ولولا ضيوف الرحمن، وبعض وارِد البلاد، لأصبحت موانئ بلادنا (مهجورة)، إذ هي لم تعُد تجذب السفن، ولا تُنافِس موانئ دول الجوار.. ومع ذلك، فإن سيرة هذه الموانئ – الطارِدة للسفن – هي الأكثر حضوراً في وسائل الإعلام وأذهان الأجانب..!!

:: ومن الأخبار غير الواضحة المعالم، استقبال ميناء بورتسودان لسفن أمريكية في شهر مارس القادم.. وزار الملحق العسكري بالسفارة الأمريكية بالخرطوم – وبعض أعضاء السفارة – هيئة الموانئ البحرية ببورتسودان، وهناك التقوا بإدارة الهيئة وتفقدوا الموانئ، ثم عادوا إلى سفارتهم.. ولم تفصح السلطات الحكومية عما وراء هذه الزيارة، ولا عن طبيعة السفن القادمة في مارس..!!

:: نعم، ما نوع – ومهام – هذه السفن؟.. هل هي سفن مدنية أم حربية؟.. وإن كانت سفناً مدنية، فلماذا يحضر لزيارتها الملحق العسكري؟، وليس الملحق التجاري؟.. وإن كانت سفناً مدنية، فهل هي زيارة عابرة وذات مهام محددة؟، أم هي بداية استئناف رحلات النقل المُستدامة؟.. و.. و.. كثيرة هي الأسئلة المشروعة في زمان (حرب الموانئ).. والسلطات لم تُسرِّب إلا هدية الملحق العسكري..!!

:: فالملحق العسكري أهدى لإدارة هيئة الموانئ البحرية ما أسموها بميدالية التعاون السوداني الأمريكي، وهي عبارة عن ميدالية عليها خريطة السودان، وفي الخريطة (مثلث حلايب).. ولذلك، أي لوجود مثلث حلايب في خريطة ميدالية الملحق العسكري، احتفت بها السلطات الحكومية وسرّبت صورتها لوسائل الإعلام، ثم صمتت عن أسباب الزيارة وطبيعة رحلة السفن القادمة في مارس..!!

:: تذكرت حكاية مجنون صادف صيوان عزاء، فحدّثته نفسه بأداء الواجب.. وبعد الفاتحة، عرّفوه بابن المرحوم، فسأله: (دا حال الدنيا يا ولدي، أبوك مات كيف؟ والله ما سمعنا بمرضو)، فأجاب الابن دامعاً: (ما مرض، بس كان ماشي يجيب العيش وضربتو عربية في الظلط)، فسأله بحزن: (لا حول ولا قوة إلا بالله، كان ماشي يجيب عيش بي كم؟)..!!

:: وهكذا حال حكومتنا حين تهتم بميدالية بها خريطة حلايب (قيمة العيش)، ثم تغض الطرف عن أصل الحدث (حادث العربة).. نعم، فالميدالية التي بها خريطة حلايب ليست (أصل الحدث)، إذ كل وثائق وخرائط الأمم المتحدة بها مثلث حلايب، ومع ذلك حلايب – على أرض الواقع – محتلة، وتتجنب حكومتنا مناقشة هذه القضية مع الحكومة المصرية..!!

:: أصل الحدث هو السفن الأمريكية المرتقبة وزيارة الملحق العسكري، وليس ميدالية بها حلايب.. حلايب سودانية، وهذا ما يؤمن به شعبنا مهما تطاول أمد الاحتلال.. وتأكيد سودانية حلايب ليس بحاجة إلى ميدالية أمريكية تحمل خريطتها، لتحتفي بها السلطات لحد تسريبها لوسائل الإعلام.. ما يجب الجهر به – وليس تسريبه سراً – هو ما وراء زيارة الملحق العسكري وطبيعة السفن القادمة في مارس..!!

المصدر :السودان الجديد

تعليق واحد

  1. كلام صحيح تماما وأعتقد أن ما قاله الكاتب يعرفه كل أعضاء الحكومة لكنهم للاسف هم من يركضون وراء الخراب بسبب عمالتهم اعتقادهم أن الأمريكان أصحاب الحلول وسوف يدركون قريبا ان أمريكا هي الد أعداء الشعب السوداني ولا تريد الا مصلحتها على حسابنا. .. اصحوا يا حكام الغفلة والعمالة