فدوى موسى

الراحلون.. لعب ولهو


الراحلون.. لعب ولهو لم تجد إلا الدموع لتنهمر على وجهها بلا توقف.. سيلاً يملأ الخدود متواصلاً ومستداماً.. ماذا قدمت لتنهزم الإنهزامية التي تأخذ بكل نواصي شخصيتها وأحلامها.. أيكفي أن تنتظر المعجزة الإلهية لتحل لها كل عقبات طريقها.. أين عزيمتها.. أين الصدام والتفاني في نزع المستحقات.. وهي منذ أن «توفي» زوجها وكشر أهله عن أنيابهم في ميراثه لم تحاول أن تستجمع قواها للوقوف من أجل حقوق أبنائها، فالوقت مازال مبكراً على هذا الطلب وجسد المرحوم لم يتحلل بعد منذ خمس شهور هي عمر «المرحوم» في الدار الجديدة.. الآخرة.. عندما بدأ أهله يتلونون بألوان المكر تارة والتباس الظرف وخفة الدم ليدسوا سمومهم التي ترمي لما تركه «المرحوم».. نعم القضاء موجود ولكنهم يتأبطون شراً لاعتقادهم الجازم بأن هناك أموالاً سائبة تركها المرحوم ربما لن تحصر في «الورثة».. فهم يتخيلون أنها ماكرة يمكن أن تفلت ببعض الثروة خارج القسمة.. في الوقت الذي تحاول فيه «آمال» أن تحتفظ بمساحة ود بينها وبين أهل أبنائها الخمسة.. لمن تحكي التفاصيل الدقيقة التي أنتجتها هذه الأزمة المعلنة المخفية.. كيف تدير «ملفات» حياتها ولا أحد يتقدم لفك حصار الحزن الذي لفها.. عادت «آمال» الى أسرتها الهادئة وبدأت تتحسس، فهي خاوية اليدين من تلك «السيولة» المعتقد فيها وأهلها رقيقو الحال إلا من التدبير والحكمة في إدارة «ملفات» حياتهم.. عدى اليوم الأول.. والثاني.. والثالث. والإستدعاءات من الجهات المختصة تأتيها لفصل وتوزيع مقتنيات الراحل.. أخيراً تم التوزيع الذي تلهف له الآخرون.. فكان نصيبها في جملة ما للأبناء من حقوق.. ولكنها لم تكن تعول على هذا الأمر.. فقد أستطاعت «آمال» أن تجد العمل الذي يوفر لها ولأبنائها قدراً من الكرامة والإحترام..

آخر الكلام:
عندما يصبح الراحلون مجرد «ورثة» تركوها تكون الحياة نوعاً من اللعب واللهو.

سياج – آخر لحظة العدد 936