عبد اللطيف البوني

في انتظار الحفلة

(1 )
كتب أحد مزارعي الجزيرة في قروب يضم قادة العمل في المشروع ان سائق الكراكة الحكومية قد توقف عن العمل عند منتصف نهار الخميس الماضي وقال لهم انه قد دخل في عطلة رأس السنة والاستقلال فترجوه ان يضحي بهذه العطلة لأن قمحهم أصبح في خطر، فقال لهم لو كانت جمعة عادية كان يمكن ان يضحي بها ولكن انطبقت فوقها مناسبتين . اتصلت بكاتب الرسالة في الخاص فأكد لي الواقعة وقال لي إنهم جمعوا له من المال كحافز ما يفوق ضعف مرتبه الشهري كحافز لأن الوضع أصبح خطيرا بالنسبة لهم وخوفهم الأكبر انه بعد عطلة رأس السنة قد يأتي مسؤول ويحرك الكراكة لمكان آخر . أها ياجماعة الخير ياهي دي كراكة الحكومة.
ومن باب الطرف نذكركم بقصة قديمة يحفظها معظم أهل الجزيرة وهي ان كراكة تعطلت فلازمها سائقها في انتظار الجهات المسؤولة لتصليحها أو نقلها للورشة ولم يأته أحد، فصاحب أهل القرية المجاورة الى ان تزوج منهم وأنجب والكراكة موجودة وكان كل الذي يفعله هو الذهاب لصرف مرتبه.
(2 )
الأمر لم يتوقف على كراكة الحكومة، بل الحكومة نفسها في حالة إجازة وترويسة رغم جائحة الكورونا بدليل أننا منذ صدور أمر الإفراج عنا من اللائحة الأمريكية (وأمسينا وصبحنا وغنينا فرحنا) لم يحدث لنا اي شيء يترجم ذلك الإنجاز الى فعل، فلم تتشكل الحكومة الجديدة ولا المجلس التشريعي ولم يهبط الدولار فكل الذي تم تعميم سعر الوقود ليصبح كله تجاريا ورفع أسعار الكهرباء (هبة ولا بلاش).
واستمرت المظاهرات والاحتجاجات غايتو بارك الله في الجيش الباسل الذي استرد الفشقة وأرجعها الى حضن الوطن ثم سمعنا بأخبار مفادها أن وزير الخزانة الأمريكية (شخصيا) سيزور السودان فيما تبقى له من أيام وان سيتي بانك الأمريكي سوف يعاود نشاطه في السودان . أظن أن هذين الخبرين مقروءين مع الفقرة القادمة هما الزيت.
(3 )
أما الحاضر الغائب فهو مهرجان التطبيع القادم، فالمعروف ان شروط رفع اسم السودان من القائمة ومنح الحصانة السيادية هو التطبيع مع إسرائيل وقد تمت مقدمات هذا الأمر (خطوبة وشبكة وشيلة وجلسة تعارف في التصنيع الحربي)، لكن توقف هذا الجانب العلني، فقامت أمريكا ترامب بما يليها في الصفقة وانشغلت إسرائيل بالتطبيع مع المغرب الذي أقيمت له احتفالات ضخمة و(مهرجانات حب وأعياد). أها فالأمر مؤكد ان الدور ماشي علينا لا بل كل السكتة التي سادت هي تمهيد لهذا القادم الجديد والمؤكد أكثر ان شغل (تحت تحت) لم يتوقف وربما يكون الأمر في لمساته الإخراجية الأخيرة فيا ربي حايكون كيف ؟ غايتو أراهنكم الحي البعيش ويفلت من الكورونا حا يشوف عجائب بس قولوا يالطيف.

عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني

تعليق واحد