صلاح الدين عووضة

صلاح الدين عووضة يكتب : يا ريس !!

ونغني لك بدءاً..

شيء عجيب في حكومتك… يا ريس الفاشلين..

أو يمكننا تحريفها بما يوافق وصف الكثيرين لك بالبرود في عز سخونة أوضاعهم المعيشية..

أو في عز برودة أيام الشتاء هذه؛ لتزيدها بروداً على برود..

ومن ثم نضيف إلى الشطر الأول: يا أبرد الباردين..

مع الاعتذار – طبعاً – لأغنية: شيء عجيب في غرامك… يا فريع ياسمين..

وأواخر عهد الريس نميري فاجأنا صديقي – الراحل – عزمي بقصيدة تخلو من الغمام..

فغالب أشعاره – كما ذكرت – تحوي مفردتي الغمام… والسحاب..

ولكنه هذه المرة فارق الغمام… والغرام… والهيام… ليكتب قصيدة سياسية في نميري..

فكانت أسوأ أشعاره لخلوها من الصدق..

وهي القصيدة التي أدّاها – غناءً – طالبات من مدرسة بيت الأمانة ويقول في مطلعها:

بفكرك ووعيك يا ريس… يا داب سودانا بقى كويس..

وعندما عاتبته عليها أجاب ضاحكاً (بردنا ياخ وقلنا نتدفأ شوية)..

ولا أدري كم درجة تحت الصفر كانت ستبلغ برودته هذه في أيام (أبرد الباردين) الثلجي..

ولكني أدري أنني مهما (بردت) فلن أطمع فيما طمع فيه..

ولذا أقول الحق ولا أبالي؛ لا أخشى على شيء يُنزع مني… إن كان هناك شيءٌ أصلاً..

ولا أطمع في شيء يُمنح لي؛ إن كان الثمن (التطبيل)..

المهم؛ حكومتك هذه عجيبة خالص يا ريس… بل أعجب حكومة في تاريخ بلادنا..

فهي أخذت من الإنقاذ أقبح صفاتها؛ وزادت عليها..

ومن هذه الصفات – وأسوأها – النظر إلى جيب المواطن كلما أشكل عليها أمرٌ..

بمعنى انتهاج أسهل الحلول؛ يدفع الشعب وخلاص..

لا رؤية… لا إبداع… لا خيال… لا تفكير خارج الصندوق؛ أعني خارج الجيب..

رغم إن الجيب المسكين هذا بات أفرغ من فؤاد أم موسى..

ثم المصيبة – وانتبه معنا يا ريس – أن أي حل تم تحت مسمى (رفع الدعم) احتاج لحل..

فالصفوف طالت… وتطاولت… واستطالت..

فبماذا تصف هذه الظاهرة العجيبة – والمحيرة – يا خبير الاقتصاد الأممي؟..

ثم من عيوب حكومتك الأخرى – يا ريس – الافتقار إلى (الذوق)..

ونعني الكياسة… اللطافة… الفطنة… مراعاة المشاعر..

أو الافتقار إلى (ذائقة) اللحظة المناسبة لإيقاع مزيدٍ من العقوبات على الناس..

ففي مُستهل العام الجديد هذا – مثلاً – كان الناس مبسوطين..

وبالأصح؛ كانوا يتظاهرون بالانبساط على وقع (سينات) خطابك لهم بداية العام..

سوف نفعل… وسوف نعمل… وسوف نسوي..

ولا أدري كيف فات عليك ذكر مفردتك الحبيبة: سوف (نعبر)..

فإذا بالفاشلين – والذين أنت ريسهم – يصعقونهم بزيادة مهولة في تعرفة الكهرباء..

وأيضاً زادت الكهرباء سوءاً… وقطعاً..

ألم أقل لك: شيء عجيب في حكومتك… يا ريس الفاشلين؟..

فأين فكرك ووعيك؟..

يا ريس؟!.

صحيفة الصيحة

تعليق واحد