حوارات ولقاءات

محمد المصطفى عبد القادر: أنا أحارب في الكيزان قبل (45) عاماً منذ كنت طالب في المرحلة الثانوية


هاجم الداعية المثير للجدل محمد المصطفى عبدالقادر بشكل عنيف زواج الشابة “إحسان أحمد آدم” مؤكداً ان اي زواج بدون ولي يعتبر باطلاً، موجها أصابع الاتهام لجهات سياسية تعمل على “خلط الحابل بالنابل”، وفي حواره لـ (المواكب) تحدث عن الكثير والمثير من حياته الشخصية والعملية، وعلاقته بوسائل التواصل الاجتماعي والثورة والثوار، مفتياً بكثير من الآراء الدينية حول كثير من القضايا السياسية والمجتمعية الشائكة الآن :

حوار: ساجدة دفع الله

لولا ثورة ديسمبر المجيدة لما كان لمحمد المصطفى وجود في الساحة الإعلامية .. ماردك؟
أنا شخصية معروفة في مقام الدعوة منذ سنوات قديمة، والكثيرون يعرفونني بحكم المهنة والمهمة في البحوث العلمية والإفتاء قبل ثورة ديسمبر بسنوات طويلة، ولكن ربما ارتبط الأمر بإبداء رأيي في الثورة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، منها بدأ الناس بمتابعتي بشكل أكثر، وللعلم حديثي عن الثوار دوما كان من جانب ديني، وذلك خلال اعتصام القيادة العامة، حيث نُقل لي ما يحدث فيها من فساد أخلاقي، وموجود معي بالأدلة، النساء يتعاطين الشيشة، والاختلاط، و”العرقي” بالبطاقة التموينية وغيرها من الظواهر السالبة.

ينقلون إليك الأخبار التي وصفتها بـ “الظواهر السالبة” بساحة الاعتصام.. لماذا لم تقم بتسجيل زيارة وتتأكد؟

قضية الاعتصام لدينا فيها رأي ديني ، وهو عدم الخروج على الحاكم، وأنا أدرى بفساد الكيزان أكثر من الثوار المعتصمين، ليس في مقام المأكل والمشرب .

مقاطعة.. ما الفساد الذي تعلمه عن الكيزان ولا يعلمه الثوار الذين خرجوا لإسقاطهم؟
فساد الكيزان كان في الدين والتدين الذي انتهجوه، كنت أحاربهم قبل سنوات طويلة، ومنهج الكيزان كان مخالفا للدين الإسلامي، وكل الثوار المعتصمين لا يعرفون منهج الكيزان إلى هذه اللحظة؛ من قبل تحدثت عن عدم الخروج عليهم رغم اختلافي معهم، من ناحية شريعة إسلامية تمنع الخروج على الحاكم، لما يترتب عليه من قتل وغيره، الكيزان غيروا في الدين عندك: (حللوا المحرمات، إنكار حد الردة، إباحة زواج المرأة لنصراني، تبني الفكر الصوفي، استحلال الغناء) ناقشت كتبهم من “حسن البنا حتى الترابي”، والكيزان تنظيم عالمي “خبيث”.

تحدثت عن فض الاعتصام قبل حدوثه.. من أين جئت بالمعلومات؟
بالفعل.. وطلبت من الثوار فض الاعتصام قبل فضه بالقوة، وذلك من ناحية دينية فالرسول في حديث قال :(إن الحاكم ليس له وسيلة لمن خرج عليه إلا أن يصفيهم)، وقلت: (قوموا يا عطالى اتركوا هذا المكان، وقلت ان الحاكم بقتلكم والرسول قال بقتلكم). الناس فهمتني غلط، وكان حديثي من زاوية شرعية بالسنة.

ولكن الكثيرين أجمعوا على ان حديثك الذي يمنع الناس من الخروج سياسي اكثر من كونه دينيا؟
في ذلك الوقت كان صعبا للناس أن يفهموا مقصدي بالحكم الشرعي نسبة للظروف التي يمرون بها من ضيق وشظف في العيش، رغم إسقاط الحكومة ودخولهم في اعتصام أنكرت على المعتصمين أن يخرجوا على الحاكم لانه سوف يقتلهم كما قال النبي وكنت اناقش القضية برؤية شرعية، ولكن بعد حدوث الفتنة تم التأكد من صحة قولي، وكل يتحمل مسؤوليته سواء كان الحاكم أو المعتصم، وهذه طبيعية الحكام وليس الكيزان، والدليل على ذلك بعد أن سقطت حكومة الانقاذ وجاءت الحكومة الانتقالية بعض الثوار هتفوا بـ”يسقط حمدوك” تم تفرقتهم بالغاز المسيل للدموع.

بصراحة ما علاقتك بالرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير؟
ما رأيته وجها لوجه حتى هذه اللحظة، إلا في الصور، ولا أعرفه البتة.

هناك من يتهمك بأنك “كوز”؟
الاتهام شيء طبيعي ولكن يصعب إثبات التهمة، وبالتالي لو الناس بتعرف تاريخي فأنا أول من حاربت الكيزان من ناحية شرعية وليس قضية الخروج عليهم، وأنا أحارب في الكيزان قبل (45) عاماً منذ كنت طالب في المرحلة الثانوية، اسمهم كيزان لانه عندهم فكرة اسسها حسن البنا وقال: (الدين بحر ونحن كيزانه) وهي فكرة باطلة تخالف الشريعة الإسلامية، وانا أكثر الناس محاربة لمنهج الكيزان وليس كحكومة، الرسول قال لا تخرجوا على حكامكم، لان ما يترتب على ذلك مفسدة، ويقال إني متناقض ولكن هذه الأشياء لا يعرفها إلا المتفقه في الدين، ولو انا كوز لجنة إزالة التمكين قاعدة تفتش دربي وحاجاتي، انا تركت الوظيفة في عهد نميري وتفرغت للدعوة الإسلامية، (ولم أتقلد وظيفة في البلد دي عشان يقولوا أكلت قروش زول).

إن لم تكن كوز كما تقول، لماذا حاصرك الثوار بالمنطقة الصناعية وكنت مفزوعاً منهم؟
انا ما بخاف إلا من الله، وفي نهاية المطاف انا ما مجرم، وهم يعرفونني أكثر من غيرهم، وقبل الثورة بأشهر كنت معتقلاً من قبل الكيزان بمباني جهاز الأمن وما عرفت الأمن إلا في عهد الكيزان رغم إني عشت في عهد جعفر نميري وسوار الذهب، والجزولي دفع الله، ولكن في عهد الكيزان أصبحت “طالع نازل في أجهزة الأمن”.

في وعظك تتميز بالأداء الدرامي متى استلهمت فكرة مزج الدين بالدراما؟
انا خريج كلية الموسيقى والدراما، تأثرت في مراحل التعليم بطريقة الأساتذة الذين كانوا يتعاملون بإسلوب درامي، وبعد دخولي مجال الدعوة وجدت نفسي تلقائياً اتقمص شخصية النبي في ممازحة صحابته، الناس بتفتكر انه اي شيخ لابد يكون صاري وشه ، ولكن من تبحر في الدين جيداً يعرف تماماً إن الرسول كان يدرس بصورة جميلة، وكان يضحك الصحابة وكانوا يمازحونه، ففن الخطابة مكتسب بالخبرات والدراسة.

دوماً تهاجم التصوف والصوفية كمنهج الم تجد اي شيئا يعجبك؟
التصوف ما فيه شيء جميل والناس مخدوعة به (وشر البلية ما يضحك)، لأن التصوف لا يمدح، والتصوف كمنهج مجنون ومنحرف في العقيدة، مثلاً في إحدى كتبهم (الرجل الصالح يتطور، قد تدخل عليه وتجده شاباً وقد تدخل عليه وتجده صغيراً، وقد تجده جندياً، وقد تجده ثوراً). وعندهم (الولي ممكن يطير)، وهذه عقيدة في الفكر الصوفي وأنا علقت على جملة قد تدخل عليه وتجده “ثوراً”، فقلت لهم “أها الثور دا ممكن اذبحه، ولو ذبحته هل ممكن أكل لحمه؟”، وناقشتهم من باب الإنكار في طبقات ود ضيف الله إن من كرامات الشيخ إدريس ود الأرباب انه حج بالطيران مش بالطيران السوداني، ولكن طار “كده فووو وجاء راجع” وإذا قلت ذلك لطفل صغير سوف يضحك لأنه حديث لا يعقل، وكثير من المسائل في عقيدتهم عندما يسمعها الناس سيفتكرونها نكات ويضحكون عليها.

انت سلفي ونراك تعتز بذلك ؟
السلفية ما فيها شيء سيئ، وهو منهج النبي، ولكن إذا تحدثنا عن المنهج اسوأ ما فيه هو ناس ينتسبون إليه ويسؤونه جهلاً به، هناك شباب عاطل شوه منهج السلفية، وفي بعض منهم (قعدتك دي معاي بفتكروها حرام، واقول ليك قبلي كده واتكلمي معاي) وهذا جهل مركب هذا ما يجعل الناس “تكره السلفية” ولكنها كمنهج اسلامي فهي جميلة والدين يسر وليس عُسر(وتلقى الواحد شايل ليهو سبحة طولو وماشي ويقول ليك سلفي وهو ما فاهم شئ).

دائما ما تذكر في حديثك “تبا لكم” وغيرها من الألفاظ.. لماذا هذا العنف اللفظي؟
هي مصطلحات شرعية، و”تبا لكم ” وردت في القرآن بلفظ بـ”تبت يداً أبي لهب وتب” ، والصحابة كانوا يذكرونها إمتعاضاً من بعض اصحاب المعاصى، “واوف وتفو” ايضا اذكرها في وقت مناسبتها، و”ماممكن امسك زول في الشارع واقول ليهو تب عليك”، قد تكون جديدة على الناس ويعتقدونني إنى اسيئ لهم ،ولكنها مصطلحات مذكورة في الشريعة.

تهاجم المكون المدني وتشكر المكون العسكري .. “دفعولك كم”؟
أنا اتحدث بعقل وشرع .. فالمكون العسكري هو صمام امأن البلاد وهذه حقيقة لا ينكرها إلا شخص مكابر، وكل من يتحدث فيهم ويسيئ للشرطة والجيش جاهل، قد نختلف معهم ولكنهم في الآخر هم صمام بلادنا؛ كل مايهمنا من يحكم بالعدل، ليس لدي رأي في المدنية ولكن اعتقد أن العسكر هم من يحكمون ويحفظون البلد، من عهد نميري وعمر البشير، وإن كان البشير قد “خرب” العسكرية بحزبية الكيزان، ولم يطبق العسكرية، والناس خرجوا على عبود وندموا وقالوا : يا حليل عبود، (ضيعناك يا عبود وضعنا معاك يا عبود)، ايضً بعد سقوط نميري رددوا : (جني جعفر قوم استغفر، ابعاج ولا النعاج) والنعاج هم المدنيين.

إذن مارأيك في حكومة حمدوك؟
ليس لدي رأي في حكومة انتقالية أو غيرها، يهمني من يتوصل للحكم في نهاية المطاف وإن كان لدي رأي شخصي اتحتفظ به ، ولكن اكرر ان الخروج على الحاكم حرام، منهجنا يمنعاً من ذلك، ولكن نحن كإدارة في المنهج السلفي قدمنا رأينا لحميدتي والبرهان وحمدوك.

ما رأيك في الديمقراطية؟
هي كفر وكلمة “خواجات” وتعني حكم الشعب بالشعب، والشريعة الإسلامية لا تعرف ديمقراطية، (ما ممكن اعمل انتخابات ويفوز فنان أو واحد سُكرجي ويجوا السكارة ويفوزوا لي بالديمقراطية).

سبق وان هاجمت الناشطة في حقوق المرأة وئام شوقي بطريقة لأذعة، أترى ان المجاهرة بالانتقاد أسلوب دعوة؟
أنا رديت على سلوك يخالف الشريعة الإسلامية، ولم أسئ لها، “ما حصل شفتها ولا لاقيتها” وهي في الآخر سودانية، ليس لدي معها مشكلة شخصية، وانتقدتها في بعض المسائل الدينية التى دعت إليها.

هناك دعاة نالوا محبة الجميع عكسك أنت لديك خصوم كثر؟
نعم منهم الداعية محمد سيد حاج وهو تلميذي أنا، وذلك لايعنى ان ليس لديه خصوم قد لا يعرفها الناس، (ياخ خليك مني أنا الرسول كان لديه خصوم ومن أقرب الناس له، أبو لهب عمه طوالي)، ومافي شخص يدعوا للدين وما عندو خصوم مستحيل، أنا اعدائي أكثر لأنني تخصص” فرق واديان”، وانا بكون ناقد أكثر في مقام الحديث، ولكني عايز الهداية لهم (والعايز يقول الحقيقة يكبر عكازه).

مقاطعة.. هل “كبرت عكازك”؟
أنا مصدق سلاح من الحكومة، وبشيل مسدسي في المحاضرات، وعنده فيه (16) طلقة، وعندي حرس شخصي .

معروف “البودي قارد” للفنانيين وكبار الشخصيات، لكن شيخ بحرسوه دي ما كترتها شوية؟
أنا شخص مستهدف ومدير مكتبي عنده ايضا سلاح وبكون في رفقتي دائماً، بالإضافة لذلك عندي حرس مدرب “كاراتيه”.

هل تعرضت لمحاولة اغتيال؟
كثير ما تحدث لي اعتداءات ولكن بحسِمها الحرس قبل أن أستخدم سلاحي، واستخدمت سلاحي من باب الحماية.

حدثنا عن موقف استخدمت فيه سلاحك؟
أثناء المحاضرات بظهروا لي “شفاتة وبكوركوا واك واك” وأحياناً بكون الحرس ما معاهم سلاح فبضطر لإطلاق طلقة في الهواء لتفريقهم، ” وكل زول يشوف شغلو والبصلني ما يلوم إلا نفسه”.

يُقال إنك قبل ان تكون داعية كنت شاب “طائش”.. ما ردك؟
يضحك ويقول: (أنا من قمت صغير كنت قائد في اللعب وغيرو) ولم أكن طائش، وما حصل ” سفيت ولا سجرت”، وتأثرت بشخصية “بات مان”، وهو رجل كرس نفسه لمحاربة الفساد.

شيخ محمد مصطفى لماذا لا ترتدي “قميص وبنطلون”؟
لعهد قريب كنت بمشي الجامعة ببدلة اشتراكية، وكنت مُصر إنه في محاضراتي أرتدي بنطلون، لانه في شباب سلفيين حرموا البنطلون وكنت الفت انتباههم ان البنطلون ما حرام، ولكن في الوقت الحالي لا ارتديه لآن عملي الدعوي ارتبط بزي محدد.

محمد مصطفى بصراحة حسابك في البنك كم.. وهل لديك سيارة؟
نعم لدي “بوكس” وعشان الناس ما تفهمني غلط” كان عندي سيارة “بلز فيها لز” حتى طلب مني احد المصلين بمسجدي يعمل بالتجارة قال لي “جيب سيارتك وقفها في المعرض وشيل واحدة تليق بمقامك”. وهذا الحديث قبل سنة، وحساب البنك كان عندي (10) ألف جنيه و”أكلتها”، والشهرة متاعب” ومرات بوقف العربية وبركب المواصلات وما عندي قشة مُرة”.

هاجمت بشكل عنيف زواج إحسان ووصفته بالباطل ولكنها أرجعت ذلك لمذهب أبي حنيفة، من أي زاوية حكمت ببطلانه؟
أي زواج بدون ولي يعتبر زواجا باطلا، وغير ذلك هي عقدت بمحكمة بـ “واو” بجنوب السودان من سلطان غير مسلم، فبالتالي عقد الزواج باطل لان العقد وان كان إداريا غير شرعي.

هل ترى أي شُبهة سياسية في الأمر؟
الموضوع سياسي قد يكون اسُتغل سياسياً، لانه وجد تبنياً من العلمانيين وأصحاب الفكر اليساري، وهذا ما يبحثون عنه منذ سنوات “خلط الحابل بالنابل”.

برأيك ما تأثيرات هذا الزواج على الفتيات والمجتمع؟
هذه الطريقة شاذة، المرأة السودانية وإن كانت تمارس الدعارة لا يُقبل أن يتم تزويجها إلا بموافقة وليها، والمسألة “تخش” الغيرة السودانية ويتحتم على الجميع الوقوف ومراجعة التربية والقيم السودانية.

حوار: ساجدة دفع الله
المواكب