ما الذي يترتب علي السماح للبنوك السودانية بالتعامل بسعر السوق الأسود للدولار مقابل الجنيه؟
تحديث سياسة سعر الصرف خطوة واسعة تجاه الزمببة:
قرار الحكومة بالسماح للبنوك بشراء تحويلات المغتربين “بسعر المصدرين والمستوردين ” عبارة عن تعويم للجنيه لا تجرؤ الحكومة علي ذكر اسمه.
كثيرا ما يذكر الخطاب الحكومي ان احد مشاكل الاقتصاد السوداني هو عدم مقدرة البنوك علي جذب مدخرات المغتربين لذا وجب تعويم سعر الصرف حتى تستطيع البنوك اجتذاب المدخرات عبر القنوات الرسمية. هذا هراء نقبله من المواطن العام ولا نقبله ممن يدعي انه اقتصادي.
لتوضيح تلك النقطة دعنا نقول انه تبرز إشكاليتان في ما يختص بتحويلات المغتربين:
الإشكالية الاولي تتعلق بحجم تدفقات التحويلات والثانية تتعلق بسعر صرفها. فيما يختص بالسعر فقد تم حسم الامر, فـالتحويلات ستعامل في البنوك بسعر السوق الأسود (السوق الموازي في اسم الدلع).
بعد السماح للبنوك بـتطبيق سعر السوق الأسود هل سيتغير شيء علي مستوي الاقتصاد الكلي؟ – واعني بذلك مسار أسعار السلع ووفرتها ونمو الإنتاج وتحسن فرص العمل؟ الإجابة البسيطة هي لا شيء سيتغير للأحسن والأرجح ان تسوء الامور.
لبيان هذه النقطة لاحظ انه بعد القبول بسعر السوق الأسود في البنوك, لم يتبقى من منظور الاقتصاد الكلي شيء يستحق الانتباه سوي حجم تدفقات تحويلات المغتربين, فهل ستزداد؟
الإجابة هي لا ثم لا. والسبب في ذلك بسيط جدا وهو ان أي مغترب في الماضي أراد ان يحول عملة اجنبية للسودان لم تقابله عقبة اطلاقا. أسهل الأمور هو تحويل أموال للسودان من أي مكان في العالم وهذا يعني ان دخول البنوك في المنافسة علي التحويلات لن يزيد حجمها ولا سنتيم واحدا لأنه لا يوجد مغترب عجز عن التحويل لغياب البنوك عن الملعب.
كل الذي يترتب علي السماح للبنوك بالتعامل بسعر السوق الأسود هو دخول بعض التحويلات عن طريق البنوك بدلا عن السوق الأسود القديم ولكن يبقي مجموع التحويلات علي ما كان عليه, فما دخل عن طريق البنوك خرج من قنوات السوق الأسود.
وبما ان حجم التحويلات لم يتغير فلن يتغير واقع الاقتصاد الكلي المذكور أعلاه بما ان مجموع التحويلات عبر القناتين يتم استخدامها لنفس الأغراض وبنفس السعر ولا يغير من المنظور الكلي ان نصيب البنوك سيتم استخدامه لتمويل استيراد السلع الأساسية وان بعض التحويلات عبر السوق الأسود يتم استخدامها في تمويل تهريب الأموال والسياحة واستيراد سلع رفاهية لان السوق الأسود سيستمر في تمويل هذه الأنشطة كما ظل يفعل دائما ولن يتغير شيئا في بنية الاستخدام الكلي للتحويلات..
ان كان قرار السماح للبنوك بالتعامل بسعر صرف محرر لن يحسن من أوضاع الاقتصاد الكلي, فما هو أثره؟
الأثر الاهم هو بروز واشتعال منافسة جديدة بين البنوك والسوق الأسود القديم علي التحويلات – والمنافسة وازدياد الطلب سيقود الِي ارتفاع السعر.
ولن يسهل علي البنوك المنافسة مع تجار السوق لان شبكات السوق الأسود قديمة وراسخة وهي شديدة الفعالية والأمان وقليلة التكلفة وسيصعب علي البنوك مجاراة فعاليتها ومنافسة تدني تكلفة المعاملة فيها.
ففي معظم انحاء العالم توجد شبكات التحويل ويستطيع المواطن السوادني تحويل أي مبلغ الِي السودان في نفس اليوم أو في بضعة أيام في كامل الأمان وبتكلفة زهيدة وخصوصية تحميه من عين الحكومة فما الذي يغريه بارتياد البنوك البطيئة, والأعلى تكلفة (رسوم التحويل والتأخير) والتي سوف تكشفه أو المستفيد من التحويل لعلوم الحكومة؟
شبكات السوق الأسود تتكون من اسر أو أصدقاء أو شركاء بسيطين أحيانا لا يزيدوا عن اثنين وتكلفة عملهم زهيدة فلا مكاتب ولا سكرتيرات ولا كهرباء ولا ضرائب أما البنوك فعليها إضافة وتغطية تكلفة عشرات الأفراد من موظفيها وايجار البنك والكندشة والضرائب وغير ذلك.
وهذا يعني ان البنوك ستجد صعوبة في منافسة السوق الأسود في الأوضاع الجديدة لان تكلفة تشغيليها اعلي من تكلفة الشبكات الخاصة من فادنية وغيرهم.
ورغم ان بعض التحويلات سيتغير مسارها لتدخل عبر البنوك إلا ان نسبتها من الاجمالي ستكون ضعيفة والاهم من ذلك ان مجموع التحويلات لن يتغير غض النظر عن النسبة منها التي ستدخل عبر البنوك.
ضعف تنافسية البنوك سيجبرها علي زيادة السعر لجذب المزيد من التحويلات ولكن السوق الأسود سوف يتحداها ويعطي دائما سعرا افضل وتكلفة اقل وخصوصية اعلي وهكذا يشتعل سباق ماراثوني بين سعر البنك وسعر السوق الأسود نتيجته الوحيدة هو ارتفاع لا هوادة فيه لسعر الصرف بصورة شبه يومية تقود الِي دولرة فعلية – اعتماد الدولار (سعر صرفه) كمرجع أساسي للمعاملات التجارية الهامة بدلا عن الجنيه تعقبه زمببـة يموت فيها الجنيه من الورم الذي اصابه.
سبق ان ذكرنا ان قرار الحكومة بالسماح للبنوك بشراء تحويلات المغتربين “بسعر المصدرين والمستوردين ” عبارة عن تعويم للجنيه لا تجرؤ الحكومة علي ذكر اسمه.
ويأتي ذلك التعويم المخاتل امتدادا كحلقة اخري من سلق المواطن السوداني باستراتيجية التدريج والتلاعب باللغة – فالإقالة استقالة والمانحين شركاء ورفع الدعم ترشيد والتعويم سعر مصدرين ومستوردين وقد سبقتهم الإنقاذ في ذلك حين سمت المجاعة فجوة غذائية ومفيش حد أحسن من حد.
بقلم
دكتور: معتصم أقرع
للأسف الشديد أنا ما فهمت أي شي.
يعني كلامو ..(ارجي البل الجد جد جايييييييك قدام)
فهمت ياحبوب ولا لسة؟؟
“قد تم بل الجنية بنجاح.”
كلام صحيح مية في المية
ح يكون فيه سوق اسود جديد
من وحهة نظري أن هذا الإجراء سيعقد الأزمة وذلك أن ما يدور في السوق الأسود كانت البنوك مغيبا رسميا عنه وها هي الأن تدخل السوق الأسود وبإمكانياتها الكبيرة التي تفوق إمكانيات تجار العملة بمراحل وستجد البنوك في تجار العملة وتخزينها سلعة رابحة ومضمونة دون غيرها وستبني ‘حتياطيتها منها مما يعمق الندرة ويرفع السعر وهذا واضح قبل ظهور هذه السياسة للسطح كان سعر الريال السعودي في حدود 73 جنية في السوق الأسود ومستقر عند مستويات 73-75 جنية لكن بعد المضاربة للفاعليين الجدد البنوك وصل السعر في فترة وجيزة 87 جنية ومن المرجح أن يلامس الـ 100 جنية قبل منتصف فبراير – لذلك ستتعمق الندرة وسيحجم المغتربيين عن البيع لفقدان الثقة في قيمة العملة الوطنية والله ولي التوفيق
كلام متناقض يا الحبوب moh . من قال لك ان تجار العملة سيبيعون دولارتهم للبنوك؟ نجار العمله يتربحون من بيع العمله الصعبة التى جمعوها لشركات الاتصالات و شركات الطيران وبعض الافراد للسفر سوى للعلاج او السياحة
كما كيف حسب كلامك ستكون هناك ندرة اذا صبت اموال المغتربين بالبنوك بل بالعكس ستكون هناك “وفرة” لدى البنوك وليس ندرة.
أخى الكريم كاتب المقال ، بعد التحية
لا أعلم ان كنت اقتصادي ام لا. ولكن تقريرك فى بعض اجزائه لم يحالفه التوفيق. دخول عملات حرة للبنوك السودانية فيه الكثير من الفوائد للاقتصاد ، اولها تمويل البنوك شراء السلع الاستراتيجية المطلوبة للضرورة ومن هذا التمويل تتحصل على رسوم من المشترى للعمله الصعبة وهى كذلك تتربح من تلك الرسوم و الفوائد المشروعة ،كما الاغراض مثلاً.
المغترب مع القليل من الحوافز من الدولة غير السعر كخصم ولو جزئي فى جمارك سيارة أو الحصول على قطعة أرض مجانية يشجعه على ارتداد البنوك لإجراء معاملاته، خاصة للمبالغ الكبيرة بحثا للأمان من مخاطر السوق الاسود.
اري ان القرار صائبا لأن التحويلات التي يرسلها المغتربون يتم احتوائها من قبل تجار العملة خارج البلاد وتستبدل داخل البلاد بالعملة المحلية فلا تصل أو تصب في مصلحة السودان بل في جيوب بعض تجار العملة . المطلوب أن تسهل البنوك من إجراءات التحويل في سلاسة وسهولة وسرعة مع تخفيض كبير في رسوم التحويل حتي يتم اجتذاب أكبر قدر من تحويلات المغتربين اللذين يعدون بأكثر من عشرة مليون مغترب موزعون أغلب بلاد العالم.
إهتمامنا بإرتفاع سعر الصرف يعود إلي إننا نعتمد بشكل كبير جداََ علي الإستيراد. أما بالنسبة للإنتاج المحلي، فإرتفاع سعر الصرف فيه ميزات تفضيلية للمنتج المحلي. ومن ناحية تانية يمكن يكبح جماح الإستيراد.
أما بالنسبة لإرتفاع مدخلات الإنتاج، فهذه المشكلة يمكن أن تحل برفع الإنتاجية. بالنسبة لمسألة أفضلية تخفيض العملة المحلية لتشجيع الانتاج يمكن أن ترجعوا لتجربة الصين والولايات المتحدة، فقد نشب خلاف بين الدولتين نسبة لتعمد الصين تخفيض عملتها حتي تزيد تنافسية منتجاتها في السوق الأمريكية (سوف تصبح منتجاتها رخيصة) و تقلل تنافسية المنتجات الأمريكية (تزيد أسعارها بالنسبة للمستهلك الصيني)
الاثار المترتبة علي تعويم الجنيه هي حاصلة حاصله اذا لا جديد اذا تم التعويم …..في حال تم التحويل عبر البنوك سوف يكون هنالك وفره عند البنوك من الدولار بالتالي الوفره تؤدي الي انخفاض السعر … وشوي شوي يتناقص عدد التجار الي ان يطلعو من السوق الاسود وبالتالي تتحكم البنوك بالسعر …مثال للذي حدث في مصر عندما تم تعويم الجنيه توقف ارتفاع الدولار ومن ثم انخفض ….
تحويلات الدولار عامة من مغتربين وغيرهم كانت تدفع لوكلاء بالخارج وهؤلاء الوكلاء يجيبوها للسودان فى شكل بضائع تباع بالجنيه وتدفع للمحول إليه داخليا بالجنيه وقتيا بالسعر الحالى.هناك هامش كبير بتاع ربح من هذه العمليات يتم به شراء الدولار فى الداخل مما يزيد السعر. يعنى البره ما جايبينو والجوه ما مخلينو!!! طيب بعد التعويم وقبول دفع التحويلات بسعر السوق هذه الحكايه حتما ستتأثر بدخول البنوك حيث إنها ستسمح بدخول الدورلار من الخارج بصوره مؤثره وتقوم البنوك بتعاقدات الشراء من الخارج وكذلك تنتعش البنوك أيضا فى عمليات الصادر وتمتلئ حساباتها بحصائله وهكذا حتى تصبح للبنوك المقدره على الإيفاء بإلتزاماتها تجاه العملاء بالتحويل داخليا وخارجيا بالأسعار المجزيه وتجار الدولار يجبوهو راجع للبنوك طوعا….