حقيقة “الكنس وتقليم الأظافر والخياطة ليلا تزعج الجن”
هناك موروثات بين المصريين زرعها أجدادنا وآباؤنا في أبنائهم وأحفادهم وتوارثتها الأجيال، حتى أصبحت معتقدات راسخة يؤمن بها البعض، وعندما تسأل من يقولها لك يجيب عليك ويقول “دى خبرات حياتية”، حتى أنهم من شدة اعتقادهم وإيمانهم بها قالوا عنها حرام شرعا، فأدخلوا الدين فيها للتأكيد على ضرورة الحذر منها.
وفي هذا الصدد ورد سؤال الى الشيخ رمضان عبد الرازق من علماء الأزهر والاوقاف خلال استضافته في برنامج : “الدنيا بخير ” المذاع على قناة الحياة وتقدمه الإعلامية لمياء فهمي تقول فيه : ” هل فعلا الكنس بالليل بيزعج الجن وكذلك الخياطة فما حقيقة ذلك ؟
قال الشيخ رمضان عبد الرازق من علماء وزارة الاوقاف انه هناك أباطيل منتشرة بين الناس وللأسف هي موروثات قديمة ومازال بعض الناس يعتقد بها حتى الآن.
وأضاف عبد الرازق ، قائلا: كل الكلام ده أباطيل لا صحة لها على الإطلاق .
وأوضح ان الكنس طبيعي انه ينتج عنه تراب على الحائط سواء كان بالنهار او بالليل ، لافتا الى ان النظافة من الإيمان ومن الأشياء التي حثنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع : الشيطان لا يحب النظافة وربما يكون هذا الكلام نوع من الوسوسة مؤكدا أنه لا مانع من تقليم الاظافر ليلا أو الخياطة فكلها أمور طبيعية لا شيء فيها ، منوها الى ان هناك بعض الناس يقول يجب تقليم أظافر اليد اليسرى أولا ثم اليمنى .وهذا غير صحيح بالمرة فكيف وان النبي حثنا على التيمن في كل شيء.
ولفت عبد الرازق إلى وجود سنة مهجورة بين الناس وقد لا يعرفها الكثير وهي ان لبس الحذاء يجب ان تكون الناحية اليمنى اولا ثم اليسرى وذلك تكريما للقدم اليمنى وعند الخلع تكون اليسرى أولا ثم اليمنى.
وقال التيمن هو الأصل في كل شيء إلا إذا كان الإنسان لديه طبيعة في أصل خلقته في أنه يأكل أو يكتب باليد اليسرى ولا يستطيع تغيير ذلك فهذا لا حرج عليه طالما لا خارج عن إرادته .
من هم الجن
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الجن طائفة من الموجودات الخفية وهي –بطبيعتها- مستورة عن حواسنا؛ فلا نراها ولا نسمعها، وورد ذكر الجن في القرآن الكريم، ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بينه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة، وفيما وراء هذين المصدرين تصبح معلوماتنا عن الجن عارية عن أي دليل من أنواع الأدلة الحسية أو العقلية، وقد تحدث عنه كذلك الكتب السماوية فقد ذكر فى الإنجيل أن الشيطان تعرّض لسيدنا عيسى عليه السلام فى أكثر من موضع.
تحصين النفس
يفضل للمسلم أن يبقى دائمًا على حذر من الوقوع فيما فيه أذىً وشرّ له، وذلك بتحصين نفسه؛ ويكون ذلك ابتداءً من تحقيق معنى التوحيد لله سبحانه، ونبذ الشركيّات من حياته، والإخلاص لله -تعالى- بالتّوجه والإنابة، وأن يُحافظ على صلاة الجماعة؛ فإنّها حصنٌ متين وحمايةٌ ربانيّة، وعليه أن يجتهد بالتّوبة من كلّ الذنوب، ويجتهد في تخليص نفسه من الآثام؛ فإنَّ فِعْلُ ذلك يجعله أقربَ إلى العافية والسلامة من الأذى، كما يجدر بالمسلم أنْ يحرص على الالتزام بقراءة أذكار الصباح والمساء.
صحيفة المرصد