الطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: حمدوك موظف.. والبلد تم بيعها .. فلم العجب يا مزمل؟!

دهش د.مزمل أبوالقاسم لتلقي حمدوك رئيس وزراء السودان – وليس بريطانيا – دهش لتلقي حمدوك مرتبه الشهري بالدولار من صندوق خاص تسهم فيه الوكالة البريطانية للتنمية والاتحاد الأوروبي ، وقال بصدق في زمن ساد فيه الكذابون ، إن ذلك يقدح في سيادة الدولة وفي صيانة قرارها الوطني!
إنه لأمر غريب والله العظيم ، لا يحدث إلا في سودان العجائب في زمن القحط والجدب الذي تردى ببلادنا وهوى بها الى قاع سحيق ربما لم تبلغه منذ خلق الله آدم.
رئيس الوزراء الذي يفترض انه الاولى بالتعامل بالعملة الوطنية لبلاده يقدم أسوأ مثال لمواطنيه فينتهك قانون التعامل بالنقد الأجنبي ، ويصبح قدوة سيئة لشعبه ليحذو حذوه في التعامل بالدولار عوضاً عن عملته الوطنية ، في وقت تطارد فيه شرطته وتجرم تجار العملة في الازقة وبرندات البنوك والصرافات!
الأعجب أن هذا الامر لم يثر رئيس واعضاء المجلس السيادي ولا مجلس الوزراء ولا الحاضنة الجديدة المسماة بمجلس شركاء الفترة الانتقالية ، بل حتى الصحافة التي كانت في ازمان سابقة تجعل من الحبة قبة وتلطم الخدود وتشق الجيوب انتقاداً لصغائر لا تقارن بما يحدث اليوم من كوارث وبلاوي لا تزال تمسك بخناق هذه البلاد منذ أن جثم على أنفاسها حمدوك ورهطه فاحالوها الى اضحوكة بين الأمم ، اقول حتى الصحافة سكتت وصمتت كقبور دارسة في زمن رفعت فيه شعارات الافك والخداع (حرية سلام وعدالة)!
أقام حكام اليوم الدنيا واقعدوها وحاكموا الرئيس السابق عمر البشير بتهمة مخالفة قانون النقد الأجنبي بالرغم من انه كان يحتفظ بعملات حرة محدودة كان يصرف منها على مؤسسات وجهات يقول إن حاجتها تشتد الى دعم لم يكن متوفراً في موازنة الدولة ، وليس على نفسه ، بينما حمدوك ومكتبه يتلقون ، بلا ادنى خجل ، مرتبات شهرية بالدولار من قبل مؤسسات دولية تتعامل معه كأنه موظف لديها يؤدي مهاماً مرسومة يتقاضى في مقابلها ذلك الأجر الدولاري الضخم في وقت يتضور فيه شعبه جوعاً جراء سياساته الفاشلة ،فلا حول ولا قوة الا بالله!
اما شعار ولاية المالية على المال العام فما على جبريل الذي لا يملك غير الاذعان الا ان يبلو ويشرب مويتو ، فالامر اكبر منه ومن حمدوك ومن البرهان فقد تم شراء السودان بثمن بخس ولا حول ولا قوة الا بالله.
عندما صاغ السفير البريطاني الاستعماري عرفان صديق خطاباً لحمدوك موجهاً ، للامين العام للامم المتحدة ، لكي يستدعي بعثة (عسكرية) اممية لتمارس الوصاية على بلاده قام حمدوك بتوقيع ذلك الخطاب (أُم غمتي) بدون ان يخبر حتى الرئيس البرهان ناهيك عن مجلس وزرائه!
هل فهمتم قرائي سبب اخفاء الامر الذي اكتشف بالصدفة عبر السفيرة (الكوزة) سناء حمد؟! ولماذ غضب السفير البريطاني عرفان من انكشاف امر الخطاب الذي اراده سرياً حتى يجاز بالصورة التي صاغه بها بدون ان يعلم بذلك احد؟!
لم يُتخذ اي اجراء ضد عرفان بل ظل يسرح ويمرح ويتطاول ويحشر انفه فيما لا يعنيه وكأنه الحاكم العام للسودان ، وحتى عندما طلب المجلس السيادي من حمدوك محاسبة ذلك السفير الاستعماري لم يستجب ، وهل يجرؤ على محاسبته؟!
حتى البرهان بدلاً من ان يغضب كما غضب للاساءة (الشخصية) التي وجهها له مناع و المسمى عروة في لجنة الحقد والتشفي المسماة بلجنة ازالة التمكين سكت وكأن الامر لا يعنيه ، ولم يثأر لكرامة السودان وسيادته كما لم يقرع حمدوك وهو يتآمر مع عرفان على وطنه مما كان يستحق ان يحاكم عليه بتهمة الخيانة العظمى.. كل الذي فعله البرهان أنه قام بتعديل بسيط في خطاب الوصاية الدولية على بلاده بدلاً من ان يمزقه ويقذفه في وجه حمدوك ، وسمح بقدوم البعثة الدولية بعد ان غير صفتها العسكرية .. (ولسع الله يستر)، فقد وصلت طلائعها ويا ما تحت السواهي دواهي ، فالمخطط الاستعماري ماض الى ان يبلغ نهاياته.
لقد تردى السودان جراء حكم حملة الجوازات الاجنبية الذين سطوا على بلادنا في ليل حالك السواد وبمؤامرة مكتملة الاركان ، وحكمه مجموعة من شذاذ الآفاق لانفاذ مشروع خطير يمسك بخطامه الذين ابتعثوا له من يديره وليس عليه الا ان ينصاع .
ماذا بربكم يفعل الان عبدالبارئ، المختار بعناية هو الآخر ، غير تحويل بلادنا الى دولة تحتكم الى تشريعات ذات توجهات غربية لا تختلف كثيراً عن تلك التي يعمل بها في امريكا او فرنسا او بريطانيا ، بدءاً من الوثيقة الدستورية مروراً بالقوانين والاتفاقيات التي اجيزت واخرها اتفاقية مناهضة التعذيب والتي سيعقبها قانون الاحوال الشخصية الذي تعكف عليه حالياً بعض الشيوعيات الخواجيات المتحررات من كل شيء؟!
مصر تحكمها علمانية محتشمة مقارنة بالعلمانية المتوحشة المتطرفة التي يجري فرضها الآن بينما يجلس المخدرون من العسكريين ، الذين انقلبوا على رئيسهم البشير ، ممحنين وكأن على رؤوسهم الطير لا شغل لهم ولا شاغل الا تنفيذ ما يأتيهم من الخارج عبر الوسيط الاجير الاجنبي حمدوك خاصة بعد ان اسلموا رقابهم لبني صهيون.
اما الحركة الاسلامية ، العاصم الوحيد الذي كان مؤهلاً بشتى اطيافه ، لانقاذ البلاد من مصير مدمر ، والتي يمسك بقيادها الان المستسلمون فلا ازيد غير ان اتحسر لان فمي مليء بماء كثير.

صحيفة الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. ما دام وصلت يا خال تاجر العملة المخلوع لدرجة الاستنجاد بما يكتبه الصحفي الانقاذي (مزمل أبو القاسم) من تلفيق .. فهذا يعني إنك أفلست تماماً .
    …..

    عليك أن تشكر هذه الثورة العظيمة التي أتاحت لك التعبير عن رأيك بكل حرية .. علماً بأن ما تكتبه يرقى الى جرائم المعلوماتية _التي يعاقب عليها القانون_ لما فيه من أكاذيب وإشانة سمعة .

  2. انتم في سنواتكم الأخيرة تباطاتم وتكاسلتم عن الإصلاح حيث بدأ يدب شبح الجوع وانعدام السيولة نتيجة فساد البعض وبدأ الشارع في التضجر وكان يمكنكم تدارك الأمر ولكنكم لم تفعلوا حتى حدث ما حدث

  3. الله المستعاااان وعليه التكلان
    اللهم احفظ لنا ديننا وامننا يااااالله
    ولانقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل