فدوى موسى

الطيب صالح الأنا والآخر

[JUSTIFY]
الطيب صالح الأنا والآخر

استجابة لدعوة كريمة من مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي تحت رعاية «زين» تابعت التناول لرمزية الأنا والآخر للسرد في تعددية بعض الكتاب.. إحداها تمثيلات الآخر في قصص ابراهيم اسحق التي قدمها بروفيسور البشرى محورها صناعة الآخر في كتابات اسحق السردية اعتماداً على أن دراسة الآخر علم تطور كثمرة من ثمار الاهتمام بالهوية أو الذاتية، التي يؤطر لها على أنها ثنائية صلدة لا انفصام لها، ولا تتحقق كينونة إحدهما إلا بوجود الآخر، لهذا يمكن القول إن الآخر مكون للأنا ثنائية السيد والعبد لا يحتمل أحدهم غياب الآخر.. هذه الجزئية نبهتني على المستوى الشخصي لتعالي نبرة الأنا والآخر في واقع الحياة السودانية، وكنتيجة لذلك لا ينفك تعايشنا الاجتماعي مهدداً، وكنتاج آخر لذات الثنائية استعصى استقرار بعض الوضع في مناطق بعينها في أجواء من الوئام والالتئام القبلي، مما أدى الى انفلات البعض وذهاب كثير من المناطق للا هدوء واللا سكينة، وقد اتخذ «البروف» مجتمع الدكة في سردية الكاتب كثقافة لقرية تخيلية الذي استقوى بحقائق التاريخ والجغرافيا، ذلك أن آل الكباشي بحكم وجودهم لفترة زمنية طويلة في جغرافيتهم ذات الأثر على الهوية بتمتين تماسكهم وصلابة علاقتهم ببعض في استعلائية لهويتهم على الآخر الذي تمثله الهويات الأخرى المحيطة بهم.. لعل ذات التتبع للسرد في كتابة ابراهيم اسحق مدعاة لقراءة جدية لما سطره برؤى معتمدة على ما امتلكه ككاتب خلد لتاريخه الأدبي أنه طور أدواته وخبرته اعتماداً على موهبة ابداعية ضخمة تسيد بها المشهد الأدبي..

أنت أنا!

رغم ما ندعي من استواء على مصاف إنسانية إلا أن المجتمع السوداني ما زالت به ظلامات الانتقاص من هوية الآخر فصولاً ونزولاً مع الجغرافية واللون والعرق.. ومازالت مردودات ذلك تتجلى على التمازج السكاني، وما تزال هناك محاذير وعتبات تتطلب القفز من فوق الحواجز ولو أنهم جميعاً استهدوا بالله وآمنوا بمبدأ القبول بالآخر من منظور نفسي بحت على اعتبار أن الجميع لآدم وحواء ولا استعباد بعد الحرية.. والناس كل الناس جميعهم احراراً.. فالأمر في خانة المسكوت عنه والمتجاوز الحديث فيه بعمق إلا تلميحاً.. أسر كثيرة تمارس ضغوطاً على أبنائها وبناتها مقابل السكوت عن الارتباط والمصاهرة من الأسر الأخرى، تيمناً أنهم أعلى منهم عرقاً ونسباً وتضيع وسط هذه الزحمة قيمة أن هؤلاء جميعهم أبناء شعب واحد بحدود جغرافية واحدة، لا فوارق فيها إلا من يرتضونه من معتقد وعادات وإرث.. لعل الكتابة والعمل الابداعي والثقافي طريقاً عادلاً لإحداث الوثبة الإنسانية في البلاد لرحابة مفهوم «المواطنة» والحقوق دون الوقوع في براثن العرق والنسب.

آخر الكلام

تظل الأنا والآخر فرضية قائمة خيالاً وواقعاً ما بقي هناك من يتمسك بتفاصيلها، اقصاءاً واستعلاءاً وقفزاً فوق الحقوق الإنسانية.. دعوا عنكم الأنفة الزائفة يللا..

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]