رمضان سياسيا
(1 )
قبل أن يجف مداد اتفاقية البرهان\ الحلو التي اتفقا فيها على الفصل التام بين الدين والدولة وإن شئت قل إبعاد الدولة عن الدين ولا يدري احد هل هناك خوف على الدين من الدولة ؟ ام خوف على الدولة من الدين ؟ ام أن المخاوف متبادلة ؟ المهم قبل أن يجف حبر ذلك الاتفاق اطل على البلاد شهر رمضان فها هي الدولة توجه كل امكانياتها الشحيحة لتيسير صيام ذلك الشهر من حيث توفير السلع الاستهلاكية عبر التنظيمات الاجتماعية وبعيدا عن الاسواق ولكن الأهم توجيه الكهرباء نحو القطاع السكني على حساب القطاع الصناعي والزراعي , فحتى ساعة كتابة هذا الموضوع (السبت الخامس من رمضان) ظل التيار الكهربائي متوفرا الامر الذي لم يحدث طوال العام المنصرم.
(2 )
ما تم من توجيه للموارد نحو شهر الصيام يمكن اعتباره قمة الوصل والتشابك بين الدين والدولة ولكن مع ذلك لم يشعر به احد ولم يرفضه احد ولم يرحب به احد بل اعتبره الجميع امرا عاديا . كان يمكن لأحد غلاة فصل الدين عن الدولة اي علماني قح أن يرفض ذلك السلوك ويقول صوم رمضان امر يخص المسلم وعلاقته بربه لذلك يجب أن توجه الطاقة الكهربائية للقطاعات الانتاجية مثل الصناعة والزراعة ويعطي القطاع السكني كوتة عادية لزوم بعض الخدمات الضرورية . كان يمكن أن يظهر مسلم متطرف ومتشدد ويقول إن رمضان هو شهر الجهاد ومغالبة الشدائد وأهم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت في رمضان لذلك ينبغي أن يترك الحال على ما هو عليه ويوجه التيار الكهربائي الى القطاعات المنتجة من صناعة وزراعة . فالشاهد أن اي المتطرفين لم يظهر وهذا يدل على أن ما حدث امر عادي ومبلوع من الجميع لذلك لم يلاحظوه حتى يتوقفوا عنده رفضا او قبولا
(3 )
قصدنا مما تقدم ذكره القول أن قضية علاقة الدين بالدولة لم تعد من القضايا الحيوية والهامة في واقعنا الحالي انما هي قضية نخبوية معزولة ولا وجود لها في الا في اذهان غواة التأجيج وتقليب المواجع للتكسب السياسي الذاتي لبعض الافراد والجماعات فدعاة دينية الدولة ودعاة علمانية الدولة يريدون التكسب من هذه القضايا ولكن مشكلتنا انهم يريدون تسيد المشهد السياسي وقيادة الناس لاجندتهم الخائبة وصرف الشعب عن قضاياه الحياتية والجوهرية.
(4 )
الواقع اقوى من النصوص المكتوبة وهو الذي سوف يفرض نفسه والتصورات الهلامية النخبوية لن تتنزل على ارض الواقع الذي يرفضها بدليل أن الانقاذ امضت ثلاثة عقود وهي ترفع شعارات التدين واعادة صياغة المجتمع السوداني والذي منه فكانت المحصلة صفرا كبيرا فالآن اذا استطاع الحلو واضرابه فرض شعارات جديدة باتجاه معاكس للانقاذ فلن يستطيعوا زراعتها في الواقع ولو امضوا ثلاثة عقود مثل سالفيهم وسوف يمضي المجتمع السوداني بخياراته الواقعية وستظل الدولة موجودة وسيظل الدين موجودا كواقع معاش الى ما شاء الله لهما دون أن يحس احد بإشكالية بينهما كما حدث الآن مع رمضان الحالي. واخيرا عزيزي القارئ رمضان كريم وان شاء الله رمضان القادم تكون البلاد قد خطت خطوة للامام في تجاوز الاكليشهات الفارغة ومسكت درب التنمية والنماء والتقدم.
صحيفة السوداني
فى دول فى المنطقة العربية قايمة على اساس دينى خليك من اساسها، اسمها اسمى نبى عدل كده، من اتجح الدول فى المنطقة سياسة، واقتصاد، وعلوم، واجتماع، فى اى حاجه فايته كثر من الدول، ما فى زول بقدر يفتح خشمه فيها، رايك شنو فى الكلام ده؟
فى دوله فى المنطقة العربية قايمة على اساس دينى خليك من اساسها، اسمها اسمى نبى عدل كده، من اتجح الدول فى المنطقة سياسة، واقتصاد، وعلوم، واجتماع، فى اى حاجه فايته كثر من الدول، ما فى زول بقدر يفتح خشمه فيها، رايك شنو فى الكلام ده؟