زاهر بخيت الفكي

زاهر بخيت الفكي يكتب: للسقوط أسباب أخرى يا مُفرِّح ..!!


في حديثٍ له خلال مُخاطبته حفل تخريج حفظة القرآن الكريم بمُجمع خلاوي الهُدى بالمويلح قال السيد نصرالدين مُفرح وزير الأوقاف (أنّ التشدُّد الأيدولوجي وإجبار الناس على اتباع نهج مُحدّد كان سبباً في سقوط النظام السابق).
لا يا مُفرِح لسقوطهم أسباب أخرى أهمها الفشل في إقناع المواطن بالفعل لا بالكلام بأنّ لديهم من القُدرات ما يستطيعون أن يحكموا بها هذه البلاد وينهضوا بها بعيداً عن الهوس الديني وعن مشروع دولتهم الحضاري الذي فشلوا في تشييده وبناء قواعده لوقوف المواطن ضد قيامه مُنذ البدايات ورفضه التام له بعد اكتشافه بأنّه مُجرد جسر أرادوا الوصول به للسلطة.
معلوم للجميع بأنّ ثورة الإنقاذ لا سيّما في بداياتها الأولى اجتهدت اجتهاداً كبيراً في التغلغُل داخل المُجتمع السوداني والغوص في أعماقه لغرس المفاهيم والأيدلوجيات التي (كان) يعتنقها من جاءوا بالثورة ، لقد عزفوا على وترِ الدين واستغلّوا سماحته ومحبة أهل السودان من المُسلمين لشعائره ، واتخذوه مطية وصلوا بها سريعاً إلى المواطن ووجدوا منه قبولاً لم يُحظى به الغير ، هتف المواطن وهلّل وكبّر ترحيباً بهم ورفع معهم تلك (الشعارات) النبيلة والتي سُرعان ما أسقطتها مباهج السُلطة وملذاتها بعد أن تدفقت بين أيدي القوم الأموال وتغيّرت بها الأحوال ، تفشّى الفساد ، وضاقت بأفعالهم البلاد على العباد ، بالرغم من سعتها ووفرة مواردها.
انكشف المستور وما عادت تلك الشعارات تعني شيئاً للناس وما عاد لها من وجود في حياتهم ، تباعدت المسافة بين الإنقاذ والمواطن ، حدثت الجفوة وزادت الفجوة بانشغال ساستها عن الشعب بصراعاتهم العبثية ، وتركته يلهث وراء توفير مُتطلباته الحياتية ، وما بكى عليها بعد رحيلها إلّا أصحاب المصالح ومن انطلت عليهم خدعة المشروع الحضاري ، وما من أثرٍ اليوم يدُل على أنّ مشروعهم الذي جاءوا به ما زال موجوداً على أرض الواقع ، لقد ذهبوا وذهبت معهم أفكارهم.
نعم لقد ضاق المواطن ذرعاً بممارسات البعض من المهوسين الذين يروّن أنّ الدخول للدين الحق لن يتأتى إلّا عبر بواباتٍ يمتلكون مفاتحها وحدهم ، ولكن من منّا يا سعادة الوزير لا يعلم بالأسباب الحقيقية التي دفعت المواطن للثورة عليهم واقتلاعهم من جذورهم ، لقد ضيّعوا البلاد بتدمير مُكتسباتها وتحطيم بنياتها وتبديد ثرواتها ، فصلتهم السُلطة عن المواطن وحجبتهم عن رؤية ما يحدُث خارج أسوار أبراجهم العالية ، مات بسبب عشقهم للسلطة الإحساس فيهم وتركوا المواطن يُعاني وحده في رفعِ ثِقل المُعاناة عن كاهله ، فابحثوا أنتُم يا معالي الوزير في غير الكلام عن عملٍ يُبقيكم حُكاماً على أهل هذه البلاد الطيب أهلها ، والتي ابتلاها الله بساسةِ ظلّوا وما زالوا يُنشئون أضخم المشروعات ويُشيدون شاهق البنايات بالكلام ، ويكفينا ما فعلته الإنقاذ فينا.

صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. الكيزان حرامية وفاسدين واستغلوا الناس باسم الدين ..لكن ..
    وجدوا لا كهرباء ووفروا الكهرباء
    وجدوا لا خبز ولا وقود ولا غاز ووفروها حتى الطخمة ..
    وجدوا لا امن فوفروا الامن ..
    شيدوا الجامعات ..
    شيدوا السدود
    شيدوا المستشفيات ..
    شيدوا الطرق والكباري والانفاق …
    وانت وغيرك بتجيب افخر الخبز من البقالة ..
    الحافلة تتوقف في طرمبة البنزين وتعبي فل والركاب لا يتضجرون ..
    الغاز بجيك بالتلفون في بيتك
    الكهرباء لا تقطع ابدا
    الدواء متوفر
    التعليم عال العال ..
    قارن بحكومتك التي ودت السودان في داهية لا قاع لها ..
    ومع ذلك تنتقد الكيزان ..
    سيعود الكيزان يوما لينقذونا من حكومة الرجال البلهاء

  2. لست ادرى ماذا اقول لك ي فاجر خرتيت و زير الاوقاف الاهطل و المرتد المنافق.

    فانت من اعلام الدمار المدعوم باموال الخارج بالله عليك بعد كل هذه البلاوى و دمار الاقتصاد و ضياع قيمة العملة المحلة و المجاعة التى يعيشها الكثير من السكان و انعدام الامن و الدواء و تدهور التعليم اضف لا وقود لا غاز لا فحم لا كهرباء لا ماء و لا ولا .حتى تركع كل اللاءات تضرعا لله تعالي من افعالكم القذرة النتنة و الحادكم و عمالتكم و غدركم بالوطن و المواطن.
    لكن ماذا نقول لمجموعة القردة و الخنازير الحاكمة

    حتما سوف يغرقكم الطوفاااااااان

    قااااادمون