الفاتح جبرا

للعدالة طريق واحد


مع إندلاع الحرب في دارفور عام 2003، تصدر (الشيخ موسى هلال) المشهد السياسي في ولاية دارفور كـ”داعم” قوي للقوات الحكومة السودانية، بعد أن حشد ميليشياته للمشاركة في أعمال التطهير العرقي والإبادة الجماعية، حتى أن بعض الأوساط السودانية لقبته بـ (الجزار).
وواجه (هلال) اتهامات من قبل الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية بشأن ارتكابه (جرائم حرب) ، والتي على إثرها أصدر مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه هو والعديد من المطلوبين، والتي شملت فرض قيود سفر وتجميد حساباته، في قرار بشأن دارفور صدر عام 2006.
إذن فالشيخ موسى هلال هو أحد أبناء النظام البائد مثله مثل الفريق خلا حميدتي وهو أحد المتورطين في هذه (التصفية العرقية) التي راح ضحيتها ٣٠٠ الف قتيل ونزح بسببها قرابة ٢.٥ مليون شخص حسب تقارير الأمم المتحدة .
وهو مطلوب (كما ذكرنا) لدى المحكمة الجنائية وما زال البلاغ مفتوحاً ضده كما هو مفتوح ضد المخلوع الذي يقبع الآن في السجن ، فهو زعيم (جنجويدي) إستخدمه البشير في تنفيذ أبشع جرائمه أخذ ثمناً لها أموالاً لا طائل لها علاوة على إستيلائه على معظم مناطق تعدين الذهب فى دارفور فالرجل قاتل وسارق لثروات البلاد بمباركة المخلوع وعندما أدخل السجن عام ٢٠١٧ لم يكن مناضلاً ضد النظام وقتها حتى يبتهج الكل الآن لخروجه من السجن إنما كان السبب في سجنه هو رفضه لتسليم سلاحه فى حملة جمع السلاح التي قادها في ذلك الوقت (يد الريس المخلوع الطولى) وقتها الفريق خلا حميدتي والذي هو الأن حاكماً في حكومة الثورة بعد ما شاركت قواته في قتل ثوارها ، وهنا يتبين لنا أن المسأله كانت خلافات على زعامات وليست من أجل الوطن أو شعبه، وأن (سجنه) الذي ظل فيه أربع سنوات لم يكن إلا (تصفية حسابات ليس إلا) خرج بعدها بدون محاكمات تثبت براءته انما بعفو من الفريق ( برهان بلاغات) الذي يبدو أنه قد دخل معه على ما يبدو في صفقة قد تظهر لاحقاً لتفاجئنا بما لا نتوقعه أبداً .
ما دعاني للكتابة عن الشيخ موسى هلال هو ما وجده من حفاوة واستقبال كاستقبال الفاتحين وإهتمام مبالغ فيه من قبل كل الأطياف السياسية وكأنه فارس السودان المنتظر لا قاتل أبنائه فالأمر يا سادة مثير (للإستغراش) تماماً ويجعلنا نتساءل: ترى من هو الشيخ موسى هلال الذي يعرفه السادة القائمون على أمر بلادنا ولا يعرفه عنه الشعب؟
من الواضح أن هناك أيد خارجية تعده اعداداً واضحاً لمرحلة قادمة وما أدل على ذلك إلا تهافت السفراء لزيارته علماً بأن كل هذا الأمر قد ظهر فجأة فقد ظل (هلال) في سجنه أربعة أعوام لم يظهر له فيها موال أو داعم بالمرة سوى قبيلته وعشيرته التي تدين له بالولاء كزعيم .
خرج (هلال) من السجن (وما فضل) لهذه الحكومة العجيبة إلا أن تحمله فوق الأعناق وتردد معه أناشيد النضال الثورية وأهازيج الفرح ومما يزيد استغراشنا (أيضاً) هو انبطاح الكل معه حتى من كنا نظنهم حريصين على إحقاق العدالة والذين كانوا يجعلون من مجازر دارفور أولى قضايا معارضتهم للنظام البائد باعتبارها جرائم ابادة جماعية وصوروا انفسهم حينها انهم رافعي رايات العدالة وحماة حقوق الإنسان .
وها هو الشيخ (هلال) الآن يتحرك ضمن الوفود الخارجية التي تمثل السودان (على أي أساس ما عارف؟) ويغادر لتقديم واجب العزاء في الرئيس التشادي ادريس دبي في (وفد سيادي) بطائرة رئاسية مستأجرة بالآف الدولارات (الممتصة) من دماء هذا الشعب المسكين الذي يعيش إنعدام (الضروريات) كالماء (الواحد ده) !
ترى ما هي مهمة الرجل القادمة ومن هم الذين يروجون له بهذه الطريقة اللافتة للنظر ويقومون بتلميعه بصورة توحي بأن دوره القادم غاية في الأهمية والخطورة؟
بات الوطن غريباً وسط (حكام اليوم) وأصبح يدار باهواء مختلفة عبر مرتزقة مأجورين لا يهمهم سوى تدميره لصالح محاور خارجية وجدت ضالتها في نهب ممتلكاته عبر لصوص جهلاء باتوا يقودون شعب أكثر ما يميزه بين الشعوب هو الوعي والعلم والثقافه والحنكة التي استعانت بها شعوب كانت تسكن في مجاهيل الصحراء ، صرنا في حيرة من أمرنا لا ندري بأي المصائب سوف نضرب وبأي المداخل سوف نؤتى والى أية وجهة يقودنا هؤلاء الحكام الذين يعملون بدأب غريب على تفتيت هذه البلاد وإعانة القوي على الضعيف ورضي الله عن سيدنا أبا بكر الصديق القائل لما بويع بالخلافة بعد بيعة السقيفة : (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله) !
كسرة :
للعدالة طريق واحد (لا يعرف الدغمسة) !
كسرات ثابتة :
• السيدة رئيس القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)

صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. هلال كان يقاتل تحت راية الدولة والجيش بالتالي ليس هو مجرم او مرتزق المجرم الحقيقي هو من يرفع سلاحه ضد الدولة وجيشها هذا فهم القانون الدولي وحتي المفاهيم الاسلامية تتطابق معه ولكن لان الامم المتحدة منظمة غير محايدة وتعمل باوامر الغرب فانها استقوت علينا وانت تعلم ان حرب دارفور خلقها الغرب بالتعاون مع مرتزقة.امثال عبد الواحد .وقد وجدوا جهلاء وعملاء وماجورين في الاعلام امثالك يا جبرة وقلبوا كل المفاهيم وجعلوا الدولة معتدية والتمرد بطل يدافع عن نفسه .
    ودليل كلامي انك تستعير ذات عبارات الغرب وعملاؤه من ابادة جماعية وتطهير عرقي وجنجويد واما المواطن فلا اظنه يمثل لك او لهم الا رقم محسوب .
    كان يجب ان تكون وطني وتقف مع الجيش حتي لو الحاكم هو البشير او حمدوك او هلال او حميدتي ولا تكيل بمكاييل الهوي .
    ابسط مظهر للوطنية الا تقبل بمحاكمة سوداني بواسطة اجانب وان ترفض استدعاء قوات دولية او بعثات تحت راية الامم المتحدة التي يعلم الجميع مدي كيدها وحقدها علينا .
    التهريج والتهييج الذي تمارسه بالواو هو نوع من الاستهبال والجهل حيث انك لا تملك حق الحديث باسم دم الشهيد احمد الخير او شهداء القيادة حيث ان الشريعة الاسلامية اعطت وكلاء الدم وهم الورثة الحق الحصري في قبول الحكم وهو اما قصاص او دية او عفو .
    عبارات الفريق خلا حميدتي وبرهان بلاغات بها قلة ادب وعدم احترام المسوؤل وبها تجاوز سافر لاسلوب وادب الكتابة فاسلوبك بالمجمل هو تهييج وتهريج واستدعاء للفتن في وضع احوج ما نكون فيه للم الشمل وتوحيد الكلمة وللتعافي والتصافي لكي تنهض البلد وتتجاوز مرحلة الحرب والشتات والخلاف وانت بهذا لست من اهل المرحلة