ضياء الدين بلال

مَأزق لَجنة أديب..!!


-١-
لا خيار أمام قيادة الجيش سوى الاستجابة لمطلب تقديم مَن أطلق الرصاص على تجمُّع أُسر الشهداء إلى التحقيق الجنائي العادل والنزيه.

ولن يقبل منها سوى الشفافية والوضوح، عبر إجراءات عادلة ونزيهة، تكشف تفاصيل ما حَدَثَ، وتلحق العقاب بمن فَعَلَ.
عدم إقدام قيادة الجيش على ذلك، سيضعها في موضع اتّهام بدلاً من الجُناة الحقيقيين.

صحيحٌ، لا يُمكن تصديق أن ما حَدَثَ تم بإصدار توجيهات مباشرة من القيادة العليا بالجيش بإطلاق الرصاص، فهي الخاسر السياسي الأكبر من ذلك.

لكن ذلك لا ينفي مسؤولية القيادة في حال امتناعها عن القيام بما عليها من واجبٍ مُلزمٍ، هو التحقيق وكشف الحقائق وتقديم الجُناة للعدالة.

-٢-
ما يُعقِّد عمل لجنة نبيل أديب ويضعها تحت الضغط المُستمر، هو الإرث السابق للجان التحقيق.

في كل اللجان التي شُكِّلت قبل التغيير إلى اليوم، ليست هنالك نتائج مُعلنة، وما كان مُعلناً على قلّته، فهو غير مُقنع.

لجان تحقيق تتبعها لجان تحقيق أخرى، ولا نتائج هُنا ولا مُقرّرات هنالك، وغالب الأخطاء والجرائم مُقيّدة ضد مجهول..!!
في الغالب الأعم، يأتي قرار تشكيل لجان التحقيق في قضايا الرأي العام بغرض امتصاص الآثار السياسية، وتخفيض سخونة التناول الإعلامي.

وما إن تمرّ موجة الغضب وتتراجع الآثار، تموت الأوراق في الأدراج وتُصبح القضية في طي النسيان..!!
ذلك الإرث من حصاد لجان التحقيق راكم سُوء ظن كثيف، لذا كلما قرّرت جهة عليا تشكيل لجنة تحقيق، أحاطت باللجنة الظنون ولحقت بها الشُّبهات.
رغم نشوب مشادة قلمية سابقة بيننا، لكن قناعتي أن الأستاذ نبيل أديب قانونيٌّ ضليعٌ يتميّز بالاستقامة الأخلاقية والمهنية.
رغم التأخير والبُطء، لن نتوقّع من لجنة أديب سوى تقديم تقرير مهني احترافي، يُليق بسُمعته في الحقل القانوني.

-٣-
مع ذلك، ليس من مصلحة عدالة قضية الشهداء، ممارسة ضغط سياسي وإعلامي على لجنة نبيل أديب.
وليس من العدل والحكمة كذلك، فرض قائمة اتهام من أسماء بعينها من خارج مضابط تحقيقات اللجنة.
هذا ما حذّرت منه قيادات سياسية حكيمة بارزة تدرك عواقب ذلك.
في تسييس عمل اللجنة، تعقيدٌ للمشهد، وتأزيمٌ للوضع، وإخلالٌ بعدالة القضية.
مُحاولة فرض أجندة سياسية على عمل اللجنة، خيانةٌ لقضية الشهداء، فهي قضية عادلة لا تقبل سوى العدل والنزاهة في إجراءاتها وقراراتها.
-٤-
تلك هي لعبة السياسيين المُفضّلة، إفساد القضايا العادلة عبر الأيادي المُلوّثة بالغرض والراغبة في الكيد والانتقام من الخُصُوم السياسيين وتصفية الحسابات معهم.

من المُهم أن تنتهي أعمال لجنة أديب لنتائج حقيقيّة غير مُسيّسة حتى تُرسِّخ قيمة العدل والإنصاف في المجتمع، وتسهم في إبراء جراح أسر الشهداء.
-٥-
أما إذا انحرفت اللجنة عن مسارها بالتسويف والخِداع، أو الخُضُوع للأجندة السياسية، ومُمارسة عدالة انتقائية كيدية، فعلى الوطن السلام..!!

صحيفة السوداتي


تعليق واحد

  1. الوطن دا قريتو الفاتحة عليهو كتيييير
    لكنه ما زال ينبص بالحياة .. رغم كيد الكائدين الحاقدين والمخذلين المثبطين