حقنا حديدة
(1)
الدولارات القادمة من البنك الدولي للأسر السودانية مباشرة والتي أطلق عليها برنامج (ثمرات) وهو عبارة عن خمسة دولارات لكل فرد تسلم له مباشرة في شكل عملة سودانية بعد ان يتم استبدالها عبر بنك السودان، أمر جديد علينا فقد سمعنا من قبل بالإغاثات (عيش ريغان) والعون السلعي (الطائرات المحملة) أو باخرة القمح الأمريكية التي استقبلها ابراهيم الشيخ قبل أيام في بورتسودان والتبرع بالخدمات في شكل آبار (السعودية) او مستشفيات (الكويت الإمارات) او مدارس (الألمان تبرعوا لنا بالتلفزيون والتدريب المهني) ولكن هذه اول مرة نسمع او نرى فيها مساعدة في شكل قروش مباشرة (حديدة) تسلم يدا بيد، لا نود التسرع بالحكم عليها وهي لا تزال في طور البداية ولكن كما نقول أكان ما متنا شقينا المقابر، فالشغلانة يبدو انها ما ما ظابطة ولن تقيل عثرة، ففي الثقافة السودانية عندما يقول الشخص (أدوني حقي جديدة) نعرف ان الشراكة أصبحت مجوبكة، فيا ترى هل السيد البنك الدولي فقد الثقة في الحكومة وأراد ان يعطي الناس دعمه حديدة؟ هل يدري البنك الدولي مفعول المبلغ المبذوم منه في هذا السوق الهائج؟
(2)
للخروج من الأزمة الاقتصادية الماثلة اختارت الحكومة طوعا بدرجة أقل وكرها بدرجة أكبر العلاج الذي فرضته المؤسسات المالية الدولية، وهذا ليس بجديد على السودان. أول روشتة قدمها صندوق النقد الدولي للسودان في 1975 تلقفها السودان بصورة أدهشت حتى مندوب الصندوق فقال ان وزير المالية السوداني (كان يومها بدر الدين سليمان) أبدى حماسا للوصفة وكأنه هو ممثل الصندوق ولسنا نحن. أما حكومتنا الحالية فلا نحتاج الى دليل لإثبات طاعتها العمياء لتلك المؤسسات وأولئك المانحين والأصدقاء واذا أردت دلعا قل (الشركاء) فالآن الصندوق نفسه وبعضمة تقريره يقول إن حكومة السودان قامت بجراحة قاسية (بدون بنج) وهي تطبق وصفة الصندوق من رفع دعم وتحرير للسوق وعدم البنج (العبارة من عندنا) هو عدم وجود (مخدة) والمخدة كان يمكن ان تأتي من (الأصدقاء الشركاء) او من ذات المؤسسات الدولية وكان يمكن استسماح (الجماعة) في عدم رفع الدعم عن بعض السلع الانتاجية كالجازولين، ولكن يبدو ان لحكامنا مآرب اخرى.
(3)
طالما أنه كان هناك هامش للمفاوض السوداني مع المؤسسات المالية العالمية و الإقليمية، كان يمكن ان يركز على العون التنموي كان يمكن ان يطالب بإعطائه (الصنارة) بدلا من (الصيرة) فكما يقول الحكيم الصيني اعطني ما أصطاد به السمك ولا تعطني سمكا (شفتو الثقافة الشرقية دي كيف)؟ وكان يمكن ان يرفض اي عون آخر خاصة (الحديدة) فتخيلوا معي ان كل الإغاثات والإعانات والتي كانت في شكل أغذية وأدوية وملابس (مستعملة وغير..) وكل تكلفة الطائرات التي تحملها كانت في شكل جازولين فقط، فكيف كان سيكون الحال اليوم في السودان؟ نعم الشحاد لا يمكن ان تكون عينه قوية ويختار ما يريد من المشحود، ولكن في حالة الدول لا يوجد شيء لله انما كله بثمنه فمن أعطاك لقاح كورونا مجانا، فهو يريد منك شيئا آخر ولكن مشكلتنا في السودان أن لدينا ما نقايض به ولكننا للأسف لم نكتشفه او نتجاهله عمدا والأسوأ أننا سمحنا بشخصنة علاقاتنا الدولية اي جعلنا مدخلها أفرادا، أها دي نظرية جديدة في العلاقات الدولية قد نعود إليها، فبالله ركزوا معانا في حكاية انه الجازولين هو مخرجنا من الورطة الحالية ولنا عودة لهذا إن شاء الله.
صحيفةالسوداني
الحرب على الجازولين جزء من سياسة تفكيك التمكين لانه يؤدى الى انهيار المزارع والمصانع القائمة وبذا تكون الحكومة قد دفقت مويتها علىةالرهاب (السراب)
ما نرجو من المجتمع الدولى كسراب بقيعة يحسبه السودانى ماء حتى اذا جائه لم يجده شيئا ووجد الدين الخارجى عنده ووفاه حسابه