نصيحة علي عثمان لشعب السودان
بينما كنت أقلب في محفوظاتي وأوراقي القديمة في الارشيفين الورقي والاليكتروني، ومن بينها بعض الكلمات والتصريحات لرموز وقيادات العهد البائد حرصت على حفظها للزمان، عثرت على هذه النصيحة التي كان محضها القيادي الانقاذي علي عثمان محمد طه للشعب السوداني قبل نحو ثماني الى تسعة أعوام، كان ذلك عندما ضاق بالناس الحال وصعبت عليه الحياة للانفلات المهول في الأسعار، وتصاعد معدلات التضخم الى مستوى مقلق، وغير ذلك من أزمات في كافة المجالات، وقتها كان علي عثمان في زيارة الى مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، لا اعرف بالضبط هدف وبرنامج الزيارة، هل هو فقط لافتتاح مسجد كادقلي العتيق أم شملت اغراض أخرى أكبر وأهم من ذلك، المهم أن علي عثمان بعد ان اعتلى منبر المسجد، خاطب جموع المصلين ناصحاً بقوله ان الارزاق لا ينقصها ولا يزيدها انفخاض او ارتفاع الدولار لأنها مكتوبة عند الله الذي لا تنفذ خزائنه، ودعاهم سيادته عقب افتتاحه مسجد كادقلي العتيق بعد اعادة ترميمه وصيانته، للتمسك بقيم الدين والعقيدة والثقة بالله حتى لا يدخل عليهم باب من الشرك بأن لا يجذعوا من ارتفاع الاسعار والاجراءات الاقتصادية..(فتصوروا مثل هذا الدجل)..
كانت هذه البلاد كما هو معلوم عقب وقوع الانفصال وخروج عائدات البترول التي نهبوها، وأورثوا العباد الفقر والمسغبة ورقة الحال، حتى لم يبق للفقراء ومحدودي الدخل لمواجهة هذا الوحش الكاسر غير أن يبتدعوا بعض الحلول الشعبية لاطفاء جوعهم، سواء كان ذلك في مجال الطعام الذي ابدعوا فيه عدد من الأكلات والأطعمة فقيرة المحتوى مثل أم بلقسات المكونة من كدارين الدجاج وأطرافه وأحشائه، وساندوتش الموز و المنقة بالشطة وغيرها من أطعمة فقيرة لإسكات قرقرة بطونهم، أو في مجال الكريمات ومستحضرات تجميل الفتيات، حيث اجبرت الفتيات والسيدات باعة هذه الكريمات على بيعها بأوزان قليلة وعبوات صغيرة جدا لا تتجاوز سعة ملعقة الشاي تقديرا لظروف الشاريات، ولهذا السبب اصطلح على تسمية مثل هذه البيوع (قدر ظروفك) ،واستمر التدهور واتسعت دائرته لتتوسع تبعا لذلك سلة السلع المشمولة برعاية آلية (قدر ظروفك)، فدخلت هذه القائمة الخضروات ومكونات (حلة الملاح) التي باتت تباع بنظام (قدر ظروفك)، ولولا ثورة ديسمبر وبسالة الشباب والكنداكات التي اسقطت النظام، لبلغ الحال بالناس مرحلة أكل الجيف كما حدث في مجاعة سنة ستة الشهيرة، وليس صحيحا ان الحال في العهد البائد أفضل حالا من الآن، فمن كان سببا فى هذا الضيق والأزمات الموروثة لن يكون بأي حال جزءا من حلها، بل العكس سيزيد من مفاقمتها، خاصة مع بقاء السودان مخنوقا بالحصار الدولي ومنبوذا من كل الخارج، علاوة على جائحة كورونا التي أرعبت كبريات الدول وأرهقت اقتصادها، فما بالكم اذا كان النظام المخلوع ما زال جاثما على صدر الشعب بكل سوئه وفساده المعلوم، المؤكد ان الحال كان سيكون أسوأ كثيرا مما تعانيه البلاد اليوم..والمفارقة أن الفلول وسدنة النظام المخلوع لا يختشون ويتمتعون بجرأة عين لا مثيل لها، ففي الوقت الذي كانوا فيه على أيام حكمهم التعيس يستخدمون الدين ويستغلونه لامتصاص غضب الناس من التردي المريع في أحوالهم العامة، كما جاء في (نصيحة) علي عثمان المشار اليها أعلاه، اذا بهم اليوم بلا خجل ولا وازع يستغلون ذات الدين ويحرضون الجماهير للثورة على الأوضاع واسقاط الحكومة، فتصوروا مثل هذا التدليس والتلبيس والاستهبال، ولكن ما يطمئن أن الجماهير بلغت من الوعي والادراك ووزن الأمور مبلغا يحصنها من الاستجابة لمثل هذه الحركات الاستكرادية..
صحيفة الجريدة
الا تستحي ي عميل ي منافق ي جريبيع
مستلم ثمن المقال باللعمله الصعبه ي وسخ
الكنس و المسح الذي كان يعوي به الملحدين و امثالهم من القردة و الخنازير جااااااااااااااكم
طوفاااااااان
لن يفيد الهروب نحو الكهوف و دول المهجر …. الجرابيع