نور الدين مدني
الصحافة والهم القومي
* ظلت الصحافة تتحمل مسؤوليتها الوطنية في مختلف الحقب والعهود، لم تتخلف بل قامت بدورها كاملا واسهمت بفعالية في قيادة الرأي العام وتوجيهه والسير به نحو الاهداف والمشروعات القومية.
* لم تقصر الصحافة السودانية وهي تدفع بجهود السلام إلى ان توجت باتفاقية نيفاشا التي اوقفت الحرب في الجنوب ووضعت اللبنات الاولى لمستقبل الوطن على هدي الاعتراف المتبادل بالاخر وبكامل حقوقه في المواطنة وفي السلطة والثروة.
* استمرت الصحافة تدعو لاستكمال العملية السلمية في البلاد ومحاصرة بؤر الفتن والنزاعات خاصة في دارفور رغم وجود بعض الاقلام التي مازالت تتبنى تيارا انفصاليا نسعى جميعا لمحاصرته لصالح استكمال السلام وتعزيز الوحدة وتحقيق التحول الديمقراطي.
* حتى المعركة الاخيرة التي فرضها قرار المحكمة الجنائية الدولية ادارتها الصحافة بمسؤولية عالية، فكانت حضورا فاعلا وسط الجماهير التي عبرت عن موقفها الرافض لتوقيف السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير لتسجل هذه المواقف الطبيعية وتنقلها بامانة وصدق.
* وظلت الصحافة في ذات الوقت تدعو وتحرض على ضرورة استكمال العملية السلمية واستمرار الحوار مع الاحزاب والفعاليات السودانية والحركات الدارفورية لتحقيق السلام في دارفور وبسط العدالة ودفع مسيرة التنمية في البلاد.
* لم يكن الصحفيون في اية فترة من فترات تاريخ الصحافة السودانية في حاجة إلى من يوجههم او يرشدهم للسبيل القويم لاداء رسالتهم لانهم من خلال عملهم واحتكاكهم اليومي بنبض الشارع انما يعبرون بالفطرة عن هذا النبض الوطني ويدفعون به نحو الاهداف والغايات القومية.
* اننا نرى ان الصحافة السودانية التي بلغت بالفعل سن الرشد المهني والسياسي والاخلاقي والتي تعمل حاليا في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد تستحق تحية خاصة تعزز اجواء الحريات للصحفيين وتحسين بيئة العمل الصحفي لهم لكي تهيئ لهم سبل استمرار عملهم المهني والاخلاقي.
* ان الصحافة شريك اساسي في البناء الوطني بغض النظر عن المواقف الفكرية والسياسية وبعيدا عن التصنيفات الحزبية غير المنكورة وهي بذلك قادرة على تحمل مسؤوليتها المهنية والاخلاقية بعيدا عن المتابعة المباشرة.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1199- 2009-3-15